مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7

الموضوع: قيمة الشهادة في الشهود

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Rose قيمة الشهادة في الشهود

    لا بد من إعادة رسم مفاهيمنا، لأن تركها للعواطف والانفعالات من شأنه أن يخرج بها عن غاياتها، ويخرجها من نظام أفكارنا وقيمنا الناظمة لنا فعلاً وقولاً.. من هذه المفاهيم التي تحتاج الآن الى تدقيق، بل وفي مقدمتها، الشهادة، التي أصبحت شائعة ومنتشرة في الخطاب وفي الفعل بحيث تستدعي مزيداً من الضبط.. فنحن في الأساس أمة شاهدة، وعندما حدد القرآن وظيفتنا في الشهادة نص على أننا بوسطيتنا التي اختارها لنا موقعاً، أي بالاعتدال، أصبحنا أهلاً ومطالبين بالشهادة على الناس وعلى أنفسنا.

    تجسيد الرسالة

    وأداؤنا على الناس وعلى أنفسنا، أي ليس لأنفسنا فقط، أو لأنفسنا بمقدار ما هو عليها، هو الذي يجعلنا أهلاً لأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم شهيداً وشاهداً علينا، وبمعنى آخر فإننا بمقدار ما نكون شهوداً للرسالة، أي تجسيداً لأخلاقياتها وغاياتها، يكون الرسول علينا شهيداً.. والحياة، بناء الحياة وعمرانها مادة ومعنى بالروح والمعرفة والشراكة الحضارية الإنسانية، هي الهدف وهي موضوع الشهادة وامتحانها، وكل أفق واسع في مجال الشهادة له شرط سابق عليه رتبة وهو الشهادة في النطاق الأضيق.

    فالمسلم السنّي لا يستطيع أن يكون شاهداً للإسلام العام إلا إذا كان شاهداً سنياً أي مخلصاً لجماعته، بما يعني الإخلاص من شفافية وود ونقد، وكذلك المسلم الشيعي والزيدي والإباضي.. إلخ. والمسلم العام لا يستطيع أن يكون شاهداً للحياة، وعليها مع المسيحي الوطني أو الأجنبي، إلا إذا كان شاهداً وطنياً للإسلام على المسلمين وللدين على المتدينين وللوطن على المواطنين وللإنسانية على الوطنية والقومية الى آخر منظوماتنا ونواظمنا، ولعل الأساس في هذه الشهادة هو الشراكة، فبمقدار انتشارنا نشهد، وكلما اتسعت مساحة شراكتنا اتسع نطاق شهادتنا.

    إذن فالشهادة هي للحياة الدنيا والآخرة، فخلاصي الدنيوي كما خلاصي الأخروي، هو الذي يدعوني لأن أكون عادلاً وبالتالي شاهداً، على نفسي وعلى الآخرين، والشهادة على النفس شرطها الشهادة على الآخرين والعكس صحيح طبعاً.

    من أجل الحياة



    أما الشهادة بمعنى التخلي عن الروح والجسد، ليصبح الجسد بعد ذهاب الروح منه، روحاً ملهماً وحياً عند الله يرزق، فهي من أجل الشهود، وإلا أصبحت موتاً فحسب، بينما المفروض بالشهادة حسب القرآن أن تكون حياة وهي لا تكون حياة إلا إذا كانت من أجل الحياة، أي إذا أصبحت الحياة متوقفة عليها، وتتوقف عليها الحياة عندما يعتدي المعتدي ولا يترك مسافة للعدل فيعم الجور، ومن هنا فإننا مدعوون الى الإمساك بالخيط الرفيع الفاصل بين الشهادة والانتحار، أي بين الحياة بالشهادة والموت بالموت المجاني.. بين الفداء والاستهتار بنعمة الله في حياتنا.

    لقد شبعنا في لبنان شهداء شيعة ضد الشيعة، وشيعة ضد السنة، وسنة ضد السنة، وسنة ضد الشيعة، وهذا يعني فيما يعني أننا لم نعد نفرق بين الشهداء والضحايا، ويعني أننا لا نعيد النظر في المسألة، ولا نريد العيش المشترك ولا نريد الوطن، بل ونرى أن الوطن والدين لا يستقيمان إلا في غياب الآخر وإلغائه، وهنا تسيطر علينا فكرة الإلغاء، فيلغي البعض منا ذاته في سبيل إلغاء الآخر، ويحرض بعضنا البعض الآخر على إلغاء ذاته تمهيداً لإلغاء الآخر في سبيل حياة الذي حرضه، والذي لا يلبث أن يتفق مع من اختلف معه وحرض الآخرين على الموت من أجل إلغائه.. وهكذا فإن المستفيدين من الفتن ليسوا الذين ماتوا ولا الذين عاشوا بعدهم من أهلهم ولا طوائفهم ولا أديانهم، بل هم الأشرار المتجمعون من كل الأديان والطوائف والمذاهب

    قيمة ووسيلة

    ولذا فإن علينا المزيد من الضبط والربط بمفهوم الشهادة وغايتها، أي أن الشهادة في منظومتنا هي قيمة وهي وسيلة وليست غاية، وليست بديلا عن الشهادة بمعنى الشهود، أي بمعنى إنتاج المعرفة والعمران والحضارة والتنمية الشاملة، التي هي سبيلنا الأهم لتحقيق التوازن ومنع العدوان والاستحواذ علينا، ولأن فلسطين هي المفصل في كل هذا، فإن الشهادة فيها تقترب في المعنى المطلق، وهي أيضا تحتاج الى تدقيق، الى تقنين، حتى لا تندفع بطريق المجانية، وتأسيس الخلاف الوطني على الهدف المشترك، الذي يحتاج الى السياسة والتنمية كما يحتاج الى البندقية، وإن كانت البندقية الراشدة هي التي تبقى محكومة بالظروف العامة ونازعة الى أن تبقى دوماً خارج النزاع، وألا تطلق رصاصها إلا في اللحظة المدروسة والمضمونة النتائج.

    وأمامنا العراق، فإذا كان كل الذين يموتون في العراق هم شهداء فإننا في كارثة، والواقع أن في العراق ضحايا أكثر مما فيه شهداء، وهذا مصدر حسرة وخوف وإحباط نرجو أن يهدي الله العراقيين الى وضع حد له.

    أما المقاومة فلا اعتراض على مبدئها، وإن كنا نعترض بصدق وإخلاص أحيانا، فإن اعتراضنا أقرب الى التساؤل عن برنامج المقاومة وعن خطابها وعن أهلها ومصادرها وسياستها وهدفها وتمثيلها الوطني، حتى لا تكون عرضة للاختراقات التي جربناها في المقاومة الفلسطينية في لبنان، يوم سكتنا حفاظا على الهدف العام، فتراكمت الأخطاء وسببت خسائر عظمى.

    ولا بد أن نلاحظ أن القضية العامة إذا ما حصرت في فئة أو طائفة أو مذهب، ومهما يكن هذا الطرف مضحياً ومخلصاً فإنها تضر بالقضية أكثر مما تنفعها، وقد تراجعت الاعتراضات الإسلامية والمسيحية على المقاومة ضد “اسرائيل” عندما فتحت خطابها على الأفق الوطني والعربي والإسلامي، ومن هنا صار شهداؤها هم شهداء الجميع، بينما ما زال الحرج يلف قلوب وخواطر أهلنا الذين فقدوا أبناءهم في الحروب الأهلية اللبنانية.

    شهداء الصحافة



    أما شهداء الصحافة فيكفيهم فخراً من فيتنام الى العراق الى لبنان الى فلسطين أنهم قتلوا لأنهم معتدلون ولأن الاعتدال هو الحق والحقيقة، لا أعرف صحافياً متطرفاً قد قتل، وقد يكون هناك صحافي متطرف قد قتل، ولكن الذي قتله لا بد أن يكون متطرفا، لأن المناضل المعتدل لا يقتل الصحافة، ولا أعرف من هو الصحافي المتطرف الذي قتل؟ أعرف ان الصحافي باحث عن الحقيقة، وقد يخطئ كما نخطئ، وليس القتل هو الإجراء العادل.

    وعليه فإن العنف المنظم والعشوائي في بلادنا، إنما يوجه ضد الاعتدال والمعتدلين في الفكر والسياسة والصحافة، ولا أدري إذا ما كان الذين قتلوا في حروبنا الداخلية من المتطرفين يساوون جزءاً ضئيلاً من أعداد المعتدلين الذين قتلوا أم لا؟ وأكثر من ذلك فإن المتطرفين هم الذين اغتالوا المتطرفين لأن المعتدلين لا يغتالون وإنما يحاسبون ويحاكمون تحت ظل القضاء والقانون، ولا يأخذون القانون والشرع بأيديهم، لأن ذلك ضد الشرع والقانون، وتحت ظل القانون والشرع، فإن المعتدلين يتسامحون ويسامحون وينسون بعض أو كل بشاعات الماضي من أجل المستقبل متأسين بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وقوله بعد الفتح للمرتكبين من قريش: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.



  2. #2
    ][..إيــداع الــزين.. ][


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    آقوٍلكٍ سـٌرٍ
    المشاركات
    7,880
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    جزااك ربي خيرر ع هالنقل القيم
    وجعله الله في مواازين حسنااتك
    لاهنت

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    هنآاك ..
    المشاركات
    9,103
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    الله يعطيك العافية

    على الموضوع

    ما شاء الله عليك

    كل موضوع يختلف عن الثاني وبأسلوب مميز

    الله لا يحرمنا منك

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    جــــده
    المشاركات
    10,131
    معدل تقييم المستوى
    11

    افتراضي

    جــزاك الله خـيـر

    م
    ش
    ك
    و
    ر

  5. #5
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    من دار بومشعل
    المشاركات
    73
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

المواضيع المتشابهه

  1. من يطعن في الصحابة فاسق مردود الشهادة
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-05-2007, 03:18 PM
  2. يا باغي الشهادة أقبل
    بواسطة شوق الأمل في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-05-2007, 02:40 AM
  3. اللهم ارزقنا الشهادة
    بواسطة الطموح في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-01-2007, 12:51 PM
  4. ايعجزالسان عن الشهادة ام سخطها
    بواسطة اليث المصري في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-05-2006, 03:09 AM
  5. الزواج ام الشهادة؟؟؟ للبنوتات فقط
    بواسطة درة الزين في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-04-2006, 04:52 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •