آن أوان خريفي
لقد زرعتني مرة شجرة في حديقتك .. سيجتني بحنانك واهتمامك حتى كبرت وأزهرت ،وملأت حياتك بعطر رقيق اسمه الحب.
وأسكرك العطر الجديد ، فزدت من اهتمامك ، وسقيتني من عاطفتك الكثير حتى أثمرت، واعطيتك نفسي ثمرة ناضجة ، أبدية.
ولكن يبدو يا صديقي أن النبتة إذا كبرت ، وأحسسنا أننا نملكها وأنها أعطيت كل ما لديها، بحثنا عن ماضينا ماذا حصل به ، أو نبتة جديدة نزرعها.
وكأنها عملية تحد لقدرتنا على التحدي الدائم .
هكذا كانت حكايتنا . نبتة اكتملت فلم تعد تحتاج لرعاية، واليوم انتهى الموسم ، والثمرة بدأت تجف من الإهمال
والشك بوجود نبتة جديدة لينة، جعلها تفقد عبيرها ونضجها والغيرة هبت كريح عاتية أسقطت أوراقها
وحرمتها الحماية التي كانت تلوذ بها.
هبوب رياح الحديقة الأخرى بهواءها العليل هوالذي به أستمد إروائي من قبل صاحب الحدائق وإذا لم تهب رياح عليلة عليه فلن أهنأ بإروائي
اليوم انتهى موسمي . ونسيني صاحب الحديقة الذي لونت حياته وأغرقتها بعطري ووردي أياماً طويلة
لأن الحديقة الآخرى منعته من دخولها ورعايتها لذلك كره حديقتي
أحاول إقناع نفسي بأن الربيع لا بد آت ، ويعود الزهر ليعبق من جديد .
فكيف أرضى بأن أكون موسماً لا يثمر إلا إذا قرر صاحب الحديقة أن يعيد اهتمامه وحنانه
أنا التي ظننت نفسي زهرة لن تذبل في حديقته ؟ أنا التي آمنت مرة بأنني نبتة لكل الفصول وأنني ثمرة خالدة التي لن يملها صاحب الحديقة.
قد تتجدد المواسم مع كل ربيع ولكنني ارفض أن يزهر ربيعي بعد ربيع حديقته ، أرفض أن أستمد كل مواسمي نتيجة إزهار مواسم حديقة آخرى
أرفض نسياني من قبله لأن حديقته الأولى تأبى عنه عبيرها
لقد ظننت أني الربيع الذي لن ينتهي
ولن انتظر موسم عودة عواطفها
فالموت لي وليختنق عطري
مواقع النشر (المفضلة)