كان الشاعر عيسى بن حصن الشرافي الدوسري سانداً من بلاده الشرافاء بوادي الدواسر إلي اللدام عاصمة الوادي في عصره فمر في طريقه على بلاد أخواله آل ربيّع بالمعتلا في منتصف وادي الدواسر فلما مر بمكانهم ومنازلهم توافدت عليه ذكريات الأيام التي عاشت فيها المنطقة صحوة دينية عندما وفد الشاعر ابن حصن مع اخواله آل ربيّع ومنهم خاله ربيّع بن زيد المخاريم على الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وعلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب سنة 1199ه حيث كانت بعدها الصحوة الدينية في وادي الدواسر كبقية بلدان نجد في ذلك الوقت وعندما سقطت الدولة السعودية الأولى عادت البلاد إلى عصرها السابق من ضعف في الدين وخراب في الديار فرثى الشاعر تلك الأيام الزاهرة في قصيدة قيل ان أخباره لوالدته بها سبب في موتها أسفاً على أخوتها. والقصيدة فيها الكثير من المواعظ التي تدل على قوة العقيدة الصالحة الصافية الخالية من الشوائب رغم أن الشاعر غير متعلم بل لم يكن هناك شئ من التعليم في وقته.
[align=right]
[align=center]أنا هاضنـي يـومٍ ونافيـه سائـد
لاذي ديـار الطيبـيـن خــراب
وقفتنا أدير الفكر وأثنـي النظـر
لكـن مـا وقـف لهـا بجـنـاب
وهلت عيوني بزرق الدمع وغرقت
حبيبي وكن القلب منـه صـواب
فلاكني ما شفـت درس وقاضـي
وواليد سمحيـن الوجيـه عـراب
ولاكني ما شفت شيدبهـا مبانـي
رفـاع المنـازل كنهـن هضـاب
يادار وينهـو المسمـى «ربيّـع»
قالت قمر يوضي سنـاه وغـاب
ياما لوى مـن لايراعـي طلابـه
وفكاك أمـور وسرهـن قطـاب
يـادار «سلطان»لقيتيـه وينـهـو
أدعيه قولـي بالمـراح إركـاب
معابيـر علـى أكـوار ضـمَّـر
ولاعـاد بظهـورهـن زهــاب
تبغي العشى عندك ياعيـد النظـا
من عندك يبـو مسهـلاً ورحـاب
فنتي لقيتي فارس الخيل «ماجـد»
لاحل بقطـار الجمـوع ضبـاب
فيـادار وينهـو المسمى«قاعـد»
جمـل المحامـل لاغـداً أتعـاب
خوالي أعزاز الجاركسابة الثنـى
كرام أليا عـاد الزمـان جـداب
فيـا ويلنـا يـادار ممـا غدابهـم
سيور من يقبـر يصيـر تـراب
لاون قصدي الموت فالموت هيـن
ميـر مقتفينـا موقـف وحسـاب
مير البلا الميزان والعدل بالقضـا
ولايخفى علـى الله بشـي غـاب
والله أن يشوف العبد يـوم مهـوَّل
تمـر الرواسـي كنهـن سحـاب
وتجمع موازين القضا عند واحـد
ولايغـادر مـنـه وزن ذبــاب
وكـلٍ ذاك اليـوم ياتيـك قـاري
وكلٍ يعطـي صحيفتـه وكتـاب
أن كـان مكتـوب سعيـد لهمـه
ربه الامن جا الحسـاب صـواب
وإن كان مكتوب شقـي تلجلجـت
أيضـا وجالـه عـزرة وعـذاب
أحدٍ يجيله في وسط طوبى منازل
يجيلـه فيهـا موقـف ومـئـاب
وأحدٍ يجيله فـي الجحيـم زلازل
ويسقى من غالي الحميم شـراب
ختمتنا قيلي بصلاة علـى النبـي
أعداد ما يظهر نجم ولآخر غـاب [/align][/align]
مواقع النشر (المفضلة)