كل ما سبق ربما اجتذب الأسماع لأغاني سامي يوسف وفتح لها الطريق للانتشار، غير أن سامي اجتذب الأبصار قبل الأسماع وهو الطريق "الشرعي" للشهرة في عصر الفيديو كليب؛ فكل ما فيه جذاب ولافت؛ بدءا من مظهره الشخصي وصوره المنتشرة في شوارع العواصم العربية بشكل كثيف، مرورا بصورة غلاف الألبوم المصمم بشكل احترافي حاملا لمسات تجريدية، وانتهاء بالأهم: أغنيته المصورة التي شكل فيها عالم الصورة مجالا جماليا موازيا فتم الاهتمام بصورة سامي يوسف بطل الأغنية وصورة مسكنه الأنيق والباذخ، كما صورت المشاهد الخارجية في أماكن ذات أبعاد جمالية عالية مثل مسجد السلطان حسن بالقاهرة وشوارع راقية ومشاهد ليلية لمخيم في الصحراء، حتى مهنة بطل الأغنية كانت مصورا فوتوغرافيا عمله هو الاحتفاء بعالم الصورة!
عالم الصورة ليس جماليا فقط وإنما يحمل أيضا قيما معينة فهي صورة تهتم بإبراز حالة من الترف، وهو ملمح درج مشاهير عصر الفيديو كليب على إبرازه، كما أنه -على جانب آخر- أصبح هاجسا لكثير من الأوساط الإسلامية من خلال التأكيد على أن الإسلام لا يعارض الحياة الرغد ومظاهر الرفاهية الحديثة وفق ضوابط، كما أنه أصبح مصدر انتشاء لدعاة وتيارات إسلامية معاصرة قدرتهم على اجتذاب الطبقات فوق المتوسطة والعليا من المجتمع.
مواقع النشر (المفضلة)