ورغم حداثة سن سامي يوسف وتجربته فقد صار له معجبون وصار للمعجبين نواد خاصة على الإنترنت fan clubs شأنه شأن مشاهير "النجوم" وإن كانت هذه النوادي ملحقة بمواقع ومنتديات إسلامية، وهي ظاهرة جديدة أن تتواجد نواد على الإنترنت تحمل اسم منشد أو مغن لأغان دينية.

فلا شك أن العديد من الشباب كان ينتظر سامي يوسف ليرى فيه "صورة" نجمه المفضل الشاب العصري الذي يجمع بين جاذبية نجوم السينما والموسيقى في الغرب وبين دماثة شاب مسلم متدين. أغنيته المصورة تحمل صورة جميلة وعصرية تراوح بين الملامح الغربية والشرقية، وهي صورة "نظيفة" و"ملتزمة" وتحمل مضمونا هادفا وفي الوقت نفسه خفيفا وعاطفيا. وربما كان هذا ما وعته حملة الترويج له بين الشباب والفتيات فركزت على أنه ينوي الإقامة في مصر لفترة لاستكمال تعلمه اللغة العربية والإسلام وأنه ربما كان هناك مشروع زواج!

سامي يوسف وأغانيه تجربة جديدة ومختلفة، ولكنها ليست فذة ولا تبرر التضخيم التسويقي والدعائي الذي جرى لها والذي حملها بدلالات ربما لا تحملها بالضرورة تجربته الفنية وحدها.

التجربة الفنية ليست فذة وإن كانت تحمل ملامح جديدة ومختلفة، ولكنها لا تبرر هذا الصعود المفاجئ والظهور الكثيف مع ضجة إعلامية وإعلانية وتسويقية واسعة. وربما لا يبرره أيضا كون الإسلام في بؤرة الأحداث اليومية العالمية وفضول الغربيين نحوه وحاجة المسلمين الأوربيين لبدائل ثقافية تحمل بصماتهم الإسلامية والغربية معا.

ولكن ربما نجد تبريرا في كون يوسف وتجربته منتجا ذا قدرة تنافسية وتسويفية عالية؛ فهو شاب وسيم ذو لحية قصيرة مهذبة وقوام رياضي، يجمع بين جاذبية نجوم السينما ودماثة شاب مسلم متدين ويمزج أغانيه بين اللغتين الإنجليزية والعربية وبين الروح الشرقية والغربية، أغانيه ذات طابع محايد ولا تحتوي على مضامين تضعها تحت طائلة رقابة من أي نوع.