إلى متى الكذب يا يهود؟!
إلى متى الكذب يا يهود؟!
لأن الضحايا عائلة فلسطينية، كالعادة التزم الجميع الصمت تجاه المجزرة التي ارتكبتها آلة الحرب اليهودية لتمزق أجساد أسرة كاملة تناقلت صورهم وسائل الإعلام المختلفة. يا ترى لو كان ذلك المشهد لعائلة يهودية ممددة على رمال الشاطئ وقد قطعت أوصالها، فماذا سيكون موقف العالم المتباكي على حقوق الإنسان؟! وما موقف الأمم المتحدة؟!! والهيئات الدولية والقانونية؟
مشهد حقيقي آلم كل من شاهده، ومع ذلك سارعت قيادة الاحتلال اليهودي كعادتها لامتصاص الغضب في الداخل والخارج، وأصدرت بيانات كاذبة تنفي فيها مسئوليتها عن مقتل تلك الأسرة بقذائف يهودية، ودافعت عن جيشها بقولها الساذج إنه لا يتحمل أية مسؤولية في هذا الحادث، بناءاً على تقرير لجنة التحقيق التي ترأسها الجنرال "مئير كليفي" حيث صرح إلى القناة التلفزيونية الحكومية بقوله: "التحقيق كشف أن من المستحيل أن يكون الفلسطينيون قضوا نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي، وأن الشظايا التي تم العثور عليها في جسد طفل فلسطيني أصيب بهذا الانفجار وعولج في إسرائيل ليست لقذيفة إسرائيلية!!
وتبع ذلك رفض رئيس الوزراء اليهودي "إيهود أولمرت" الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات الانفجار الذي أودى بحياة ثمانية من أسرة واحدة، واعتبر أن التحقيق الدولي "غير مبرر" في مثل هذه الحالات، وأن العالم غير مستعد دائماً لقبول ما نقوله لكن لا أحد يستطيع التشكيك في التحقيقات التي نجريها"!! وذلك في محاولته التأكيد على صحة أقوالهم.
حكومة الاحتلال – وبخبث ماكر - استطاعت أن تشكك في الرواية الفلسطينية وشهود العيان، وإضعاف النقمة على اليهود وممارساتهم، ونجحت في امتصاص النقمة الدولية عندما أصدرت البيانات التي تؤكد أن الأسرة نكبت بلغم أرضي زرعه المقاومون الفلسطينيون وبالتحديد عناصر من حركة حماس تحسباً لإنزال مرتقب لجيش الاحتلال على الشاطئ ... أكذوبة جديدة انطلت على البعض كما هي الكثير من الأكاذيب التي أطلقها اليهود وصدقتها الجماهير وما زالت ترددها الآلة الإعلامية اليهودية منذ أن وطئت أرجل المستعمرين الصهاينة على أرض فلسطين المسلمة، ورددها – للأسف - من ورائهم من هم من أبناء جلدتنا!!
وشاءت إرادة الله تعالى أن تتعالى أصوات – من غير العرب - شككت في رواية الجيش اليهودي، واعتبرتها استخفاف في العقول والعيون، وهذا ما صرح به الخبير العسكري في منظمة "هيومان رايتس ووتش" مستنداً إلى تحقيق أجري في موقع الانفجار ومقابلات ومعاينة المصابين وتحليل الذخيرة، وتأكد أن الضحايا استشهدوا من جراء قذيفة قوات الاحتلال، وقدم الأدلة العلمية التي تثبت صحة النتيجة".
وعلقت الكثير من الصحف الغربية على الحدث وتعددت الجوانب التي حملوا فيها قوات الاحتلال اليهودي مسئولية تلك المجزرة، ومنها صحيفة هآرتس التي قالت بأنه: "لا يتوجب المبالغة بأهمية نتائج التحقيق، إذ إن الجيش الإسرائيلي كالعادة هو الذي يفحص الجيش الإسرائيلي ويبرئ نفسه بغياب لجنة تحقيق دولية ولا حتى لجنة تحقيق مدنية خارج الجيش"!!
وتناقلت وسائل الإعلام الفلسطينية والعالمية الكثير من الأدلة الدامغة والشهادات لشهود عيان كانوا قريبين من الحدث، ما جعل تمسك قادة اليهود بروايتهم استخفاف لم يشهده التاريخ المعاصر، فحاولوا أن يعيدوا الرواية بسيناريو آخر – كانت آخر تصريحاتهم على المجزرة - "إن الجيش الإسرائيلي يفحص إمكانية أن يكون سبب الانفجار قذيفة مدفعية، وأقر بأنه أطلق مساء الجمعة عدداً من القذائف المدفعية، وأنه يحقق في إمكانية أن تكون إحدى القذائف هي التي أودت بحياة الفلسطينيين.
وهدفوا بذلك التعجل في تغيير صورتهم أمام العالم التي تضررت كثيراً في أعقاب الانفجار، بعد أن تعود جيش الاحتلال وفي مرات لا تعد ولا تحصى، على احتراف الكذب والتضليل، فمجزرة جنين في العام 2002 شهدت محاولة يهودية لتضليل العالم بأنها لم ترتكب مجزرة برغم وجود آلاف الأدلة عليها، وكذلك عمليات استهداف المدنيين وقتل الأطفال والمسنين والتعرض لسيارات الإسعاف وغيرها، تدلل على محاولاتهم المتكررة لدفع تهم القتل والإبادة عنهم.
فإلى متى الكذب يا يهود؟ وإلى متى سيصدقكم السفهاء؟ كذبتم على الله تعالى بداية، وعلى أنبياءكم ومصلحيكم، ثم على الأمم والشعوب حتى اشمأزت من شنيع أفعالكم، ونجح إعلامكم بأكاذيبه في تشويه الحقائق التاريخية والوقائع السياسية، واستطاع أن يخفي إجرامه ومذابحه التي ارتكبتها عصاباته وما زالت في الكثير من القرى والمدن الفلسطينية .
ولهذا نقول إذا أراد أحد المهرجين أن يتعلم فن الخداع والكذب فما عليه إلا أن يتبنى أساليب اليهود وإعلامهم قديماً وحديثاً. ولكن ستبقى الحقيقة ساطعة لأصحاب البصر والبصيرة ...
والحمد لله رب العالمين ،،،
مواقع النشر (المفضلة)