الثبات على الدين
لاشك أن العالم اليوم بتقنياته وفضائياته أصبح قريه صغيرة.. وهذا من المؤسف انعكس سلباً على غالب المسلمين وسبب انحلالاً خلقياً بين أفراده ومجتمعاته وكثرت فيه الفتن والمغريات وأصناف الشبهات والشهوات التي بسببها يكاد يكون الدين غريباً..
ولاشك أن حاجة المسلم اليوم لوسائل الثبات على دينه أعظم من السابق والجهد المطلوب لتحقيق ذلك أكبر مما كان لفساد الزمان وندرة الإخوان وضعف المعين وقلة الناصر.. وهذا أمر خطير تسبب في كثير من الانتكاسات والنكوص على الأعقاب ويحتاج المسلم اليوم إلى جهود جبارة تكافئ ضخامة المهمة وصعوبتها..
أذكر بعض الوسائل التي تُساعد على الثبات - بإذن الله تعالى - منها:
1) الإقبال على القرآن الذي هو وسيلة التثبيت الأولى وهو حبل الله المتين ونوره المبين ودرعه الحصين في زمن الغفله والفضائيات والمجون.
2) الدعاء الذي هو من صفات عباد الله المؤمنين الذين يتوجهون له بالدعاء ليثبتهم {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} «8» سورة آل عمران، وقوله تعالى {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} «250» سورة البقرة، وقوله صلى الله عليه وسلم في الترمذي (يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
3) التربية التي تعرف سبيل المجرمين والأعداء والخطط الماثونيه الهدامة للإسلام وتحيط بالواقع علماً وبالأحداث فهماً وإحياء القلب والضمير المنافيه للجفاف الناتج من البعد عن تعاليم الإسلام ونصوص القرآن والسنة.
4) التمسك بالعناصر التي تساعد على الخير والتي وصفها عليه الصلاة والسلام: (إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر) والبحث عن العلماء والالتفاف حولهم والصالحين والدعاة المؤمنين كجماعة التبليغ التي تعرف ب(الأحباب) التي هي مصدر أساسي للتثبيت وعون على الطريق إخوان صالحون وقدوة مربون يثبتون بإذن الله بما معهم من آيات الله والحكمة فالزمهم أخي المسلم وعش في أكنافهم فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية.
5) ذكر الموت يحيي القلب ويحمي من التردي ويوقف المسلم عند حدود الله فلا يتعداها لأنه إذا علم أن الموت أقرب إليه من شراك نعله وأن ساعته قد تكون بعد أيام فكيف تسول له نفسه أن يتمادى في المعصية والانحراف..
ولأجل ذلك قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات).
إن الثبات على دين الله مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم بعزيمة ورشد.. نسأل الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد والحمد لله ولاحول ولا قوة إلا بالله.
مواقع النشر (المفضلة)