عند مقارنة عاطفتنا وتأثرنا بالأحداث واتخاذ المواقف ضدها، بعواطف الغربيين ومواقفهم، يكاد يدخل الى نفوسنا الشك اننا بلا عاطفة او قلب او شخصية، لصعوبة تأثرنا واتخاذ المواقف في الاحداث التي لا تخصنا او بعيدة عنا. عن مشاهدتنا للبرامج الاسرية في القنوات الاجنبية، نرى التأثر القوي من الحاضرين، بما نراه من سيلان الدموع واحمرار الوجه تأثراً بقصة أحد ما، وكذلك ما نرى عندهم من مساعدة الفقراء، وانشاء الجمعيات الخيرية والتبرعات السخية لها، ومحاربة الظلم، ونصرة الضعفاء، واتخاذ الموقف الجاد مع المسؤول المقصر، ففي الغالب انهم تجاوزونا بمراحل في هذه الأمور، وهذا الامر أقره النبي صلى الله عليه وسلم لهم، ففي صحيح مسلم في كتاب الفتن باب تقوم الساعة والروم اكثر الناس 8 - 176 قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص انه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عن الروم: (... إن فيهم لخصالاً اربعاً: انهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم افاقة بعد مصيبة، واوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين، ويتيم، وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وامنعهم من ظلم الملوك).
ولكن أعمالهم هذه وخصالهم الحسنة ليس لها وزن او قيمة يوم القيامة، فلا نغتر بها، فهم لا يؤجرون عليها لكفرهم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، أما المسلم فيؤجر على اعماله ويثاب عليها، فهذه دعوة للجميع لمساعدة المحتاج، واطعام الفقير، ومناصرة المظلوم، وعدم التخاذل في نصرة هذا الدين ولنكن يداً واحدة على اعدائنا، حتى ننال الاجر والشرف والرفعة في الدنيا والآخرة.