هناك قول عربي دائم الذكر على ألسنتنا وألسنة غيرنا؛ وهو (ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لن تفرج).
وهذا قول من الواقع ونتيجة لتجارب عاشها الكثير من أصحاب الدروس القاسية؛ فالأزمات في واقعنا المعاصر كظلام الليل قبل أن يتنفس الفجر صبحاً ليتحدى ظلاماً يعيشه ويتعايشه الكثير من أصحاب الأزمات، وتختلف ردة الفعل عند الناس في مواجهة الواقع والأزمات فهناك: أناس يجلسون بجوار جدران الغضب والتعاسة والندم ويمارسون حق اللجوء إلى الدموع بحسرة ولوعة على حالهم وعلى ما آلت إليه من خسارة ونهاية، وأناس يواجهون الأزمات بهلع ورعب وترقب وتحفز دائم وكأنهم سيواجهون حيواناً مفترساً أو موتاً محققاً فتصبح ردة فعلهم عندها كالجبال التي تحجب عنهم ضياء الشمس، وتمنع حتى الهواء من الدخول إليهم فيصيبهم ذلك بالاختناق..

وهناك أناس يتعدون جدران الأزمات ويقاومونها بكل قوة وصدق وشجاعة ليخلصوا الروح والفؤاد والفكر من وهم الضياع والظلام والغرق أو الشعور بالاضطهاد وأولئك فقط هم المحظوظون في الحياة.

إن رحمة الله واسعة تصلك حتى وإن كان بعد حين، والأمثلة كثيرة على كلامي فأنا أتكلم من واقع لا من محض خيال وعندما تتصفح القرآن الكريم ستجد الدليل من قصص الأنبياء والمرسلين ما يؤكد على أن رحمة الله واسعة وشاملة؛ ولكن ما ينقصنا هو التفكير والعزيمة والأمل.

إن النفس اليائسة والقانطة التي يسجنها صاحبها داخل قوقعة الحزن والرعب والندم لن تحصد سوى الهزيمة والشماتة، فما من أمر قائم هو دائم وما من حال حاصل هو فاصل، سواء لحياتنا أو لحياة غيرنا من من هم محيطون بنا والذين قد تسوءهم وتضيق بهم حالنا وما آلت إليه..

وكما قيل: الشمس موجودة والسحاب موجود.. والمهم إلى أيهما تنظر واضحك يحبك الناس وتحب نفسك.. وابك تبتلعك دموعك.

ولتسابق الزمن لئلا يسرق منك أحلى لحظات حياتك ومن ثم يتركك تجر وراءك أذيال الخيبة والفشل والهزيمة.. وعندما تبدأ بنزع رداء الكآبة والحزن عنك لتستبدله برداء التفاؤل والأمل تأكد حينها أنك وبإذن الله سوف تستطيع أن تتجاوز كل أزمة تعترض طريقك وستردد ما ردده غيرك من قول (فرجت وكنت أظنها لن تفرج).