."( لو طهرت قلوبكم , ماشبِعَتْ من كلام ربكم )" .
القرآن الكريم .. كتاب الله ووحيه المبارك ..
وهو حبل الله المتين ..
وهو الذكر الحكيم .. وهو الصراط المستقيم ..
لا تنقضي عجائبه ..
من قال به صدق , ومن عمل به أُجِر, ومن حكم به عدل ..
ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ,,
من رفعه .. رفعه الله , ومن وضعه .. وضعه الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً , ويضع به آخرين )) .
::
إخوتي ...
لو تأملنا حالنا مع هذا الكتاب العظيم لنجد الفرق
الشاسع بين ما نحن فيه , وما يجب أن نكون عليه ..
إهمالاً في الترتيل والتلاوة .. تكاسلاً عن
الحفظ والقراءة .. وغفلةً عن التدبر
والعمل .. والأعجب من ذلك
أن ترى الكثير من المسلمين ضيّعوا أوقاتهم
في قراءة الصحف والمجلات .
. ومشاهدة البرامج
والمسلسلات , ولا تجد لكتاب الله في
أوقاتهم نصيباً .. ولا لروعة خطابه منهم مجيباً .. !!
::
فكّروا إخوتي ..
أي الأمرين إليكم أحب .. وأيهما إليكم أقرب .
. ورسول الهدى عليه الصلاة والسلام يقول :
(( المرء مع من أحب يوم القيامة )) .
وترى أحدهم إذا قرأ القرآن لم يحسن النطق
بألفاظه .. ولم يتدبر معانيه , ويفهم مراده ..
يمر على الآيات التي طالما بكى منها الباكون ..
وخشع لها الخاشعون .. والتي لو أُنزلت على جبل ..
( لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية الله ) ..
فلا يرق قلبه .. ولا تخشع نفسه .. ولا تدمع عينه ..
إلا من رحم ربي .
::
نعم إخوتي ..
نمر على الآيات تلو الآيات .. والعظات تلو العظات ..
ولا نفهم معانيها .. ولا ندرك مراميها
وكأن أمرها لا يعنينا , وخطابها لا يناجينا .
. أي هجران بعد هذا الهجران ..
وأي خسران أعظم من هذا الخسران ..؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
(( والقرآن حجة لك أو عليك )) .
قال عثمان رضي الله عنه :
" لو طهرت قلوبكم , ماشبِعَتْ من كلام ربكم )" .
::
تعالوا إخوتي لنستعرض معاً صفات أهل القرآن وفضلهم
.. فلعل في ذكرهم إحياء للعزائم والهمم ..
وترغيباً في ما نالوه من عظيم النعم ..
أهل القرآن .. هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم
وقيام أخلاقهم .. ومصدر عزهم واطمئنانهم ..
أهل القرآن .. هم الذين أعطوا كتاب الله حقه في
التلاوة والحفظ .. وحقه في التفكر والفهم ..
وحقه في الامتثال والعمل .. وصفهم الله تعالى بقوله :
( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم ,
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً , وعلى ربهم يتوكلون ) .
نعم أحبتي .. لقد أنزلوا القرآن منزلته ..
فأعلى الله تعالى منزلتهم .
::
أتعرفون إخوتي ...
ما واجبنا نحن كمسلمين نحو القرآن .. ؟!
إن من حقه علينا ........
* إنزاله منزلته , وتعظيم شأنه , واحترامه
وتبجيله , وكمال محبته .
* تعلُّم علومه من تلاوة وتجويد , وتعليمه والدعوة إليه ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه )) .
فهو من أفضل القربات .. وأكمل الطاعات .
* المحافظة على تلاوته وترتيله , وأن نجعل لنا
ورداً يومياً لا نتخلّف عنه أبداً .
قال الله تعالى :
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما
رزقناهم سراً وعلانية , يرجون تجارة لن تبور ) .
* فهم معانيه وتدبرها , ومعرفة تفسيره والاتعاظ به .
( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته , وليتذكر أولوا الألباب ) .
* الحرص على حفظه وتعاهده .. فهو غنيمة
أصحاب الهمم العالية , والعزائم الصادقة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن , كالبيت الخرب )) .
* إقامة حدوده والعمل به , والتخلق بأخلاقه وتحكيمه ..
فالعمل به أساس النجاح والفلاح
في الدنيا والآخرة .
::
وأخيراً ...أحبائي ..
إننا ما زلنا في زمن الإمكان , والقدرة
على التوبة والاستغفار ..
فضعوا أيديكم في يدي .. وتعالوا لنعلنها توبةً
نصوحاً لله تعالى من تقصيرنا في حق كتابه ..
ولنجدد مع كتاب الله تعالى العهد .
::
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ..
ونور صدورنا .. وحجة لنا لا علينا ..
اللهم آمين .
مواقع النشر (المفضلة)