مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تراثنا الغائب

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Wilted Rose تراثنا الغائب

    تراثنا بحاجة إلى دراسة جدية واعية، ومتأنية، فما وصلنا من عشرات الكتب منه يمكن تلخيصها بكتاب واحد، إذ ان معظمه منسوخ عن بعضه بعضا، وجزء كبير منه كتب لتسلية الناس في سهراتهم وأسمارهم، ولا يكفي أن نقول إن شمس العرب أشرقت على الغرب، وإن هارون الرشيد أهدى ساعة لشارلمان قبل أن تعرف سويسرا واليابان الساعات بقرون، فكتب التراث التي حفظت لنا كل نوادر جحا وأبو نواس، وطرف البخلاء والحمقى والمغفلين، ومفاخرات الجواري والغلمان، وأشعار الشعوبيين، لم تذكر لنا الأجزاء التي صنعت منها هذه الساعة، ولم توضح لنا طريقة صنعها، والنظريات التي استخدمت في هذا الصنع، ولو أنها فعلت لما سبقتنا سويسرا إلى صناعة الساعات. ولا يكفي أن نذكر ما نشرته “الانديبندانت” البريطانية قبل مدة من أن العرب قدموا ألف اختراع واختراع للبشرية كانت هي الأساس للنهضة الصناعية التي قامت عليها أوروبا، ومن هذه الاختراعات العمود والتروس التي تحرك الآلات وعجلاتها، أو أن نقول إن عالما مسلما أطلق صاروخا في بداية القرن السابع عشر، أمام السلطان العثماني وكبار حاشيته، قبل أن تعرف أمريكا وروسيا وألمانيا الصواريخ بثلاثة قرون من الزمن، على الأقل، إذ اننا لم نحاول الاستفادة من الألف اختراع واختراع التي توصل إليها علماؤنا، وتراثنا لم يذكر الأجزاء الذي صنع منها الصاروخ، ونوع محركه، والوقود الذي جرى استخدامه في إطلاقه، بل إن هذه القصة غير مشهورة عندنا، وقد حدثني عنها تورجوت أوزال رئيس الجمهورية التركية الأسبق، وأحالني إلى البروفيسور عصمت سنجر بيه، أستاذ التاريخ في جامعة اسطنبول، فذهلت مما سمعت من الاثنين، ولو أن كتب تراثنا اهتمت بذكر هذا الابتكار وتفاصيله، لكانت الصواريخ الآن صناعة عربية، ففي تلك الأيام الغابرة من القرن السابع عشر كانت أمريكا لا تزال منفى للمجرمين والخارجين على القانون، وكانت أوروبا تتلمس طريقها بصعوبة، للخروج من ظلمات القرون الوسطى، مستعينة بالمصابيح الشرقية التي ليس بينها نوادر جحا وأبو نواس، ومفاخرة الجواري والغلمان، وإنما تلك المؤلفات الرائعة التي تركها ابن رشد وابن خلدون وأصحاب الألف اختراع واختراع من أجدادنا البررة. والغريب ان المستشرقين الذين تعهدوا كتابة تاريخنا، والتنقيب عن تراثنا، منذ بداية عصر التنوير، يتحدثون عن هدية هارون الرشيد لشارلمان، ولا يصفونها، بينما هم يمضون الشهور في البحث لكي يعرفوا أن جورج واشنطن كان يضع ملابسه في جيوبه، وليس في لفة ورق مثلا، عندما انتقل من مسقط رأسه إلى واشنطن لأداء القسم بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، كما يمضون الساعات الطويلة في المراجع القديمة ينقبون، على أمل العثور على مؤشر للون الحذاء الذي كان ينتعله كريستوفر كولمبوس عندما هبط على البر الأمريكي. بل إن البروفيسور عصمت سنجر بيه يقول ان المستشرقين الذين تحدثوا عن الصاروخ الذي أطلقه العالم المسلم أمام السلطان العثماني، عاملوا القصة باعتبارها نكتة أعجبت السلطان، لا باعتبارها بداية لثورة من أهم الثورات العلمية التي عرفها الإنسان في تاريخه، تمكنت في النهاية من نقله إلى الفضاء الخارجي. والمستشرقون لا يخدموننا عندما يشيعون أن قصة ألف ليلة وليلة كتبت لإلهاء الناس عن سوء الأوضاع داخل الدولة الإسلامية في العصر العباسي، ويتجاهلون، عن قصد وسوء نية، ان هذه القصة عبارة عن بوتقة تفاعلت فيها كل العبقريات وحركات التجديد التي سبقت عصرها بقرون، وألف ليلة وليلة كنت أقرؤها لكي أعود نفسي على بساطة الأسلوب في الكتابة، وقد عدت لقراءة بعض فصولها خلال السنتين الماضيتين، ووجدت نفسي أتوقف طويلا أمام الدليلة المحتالة، وابنتها زينب، فقد وجدت فيها نموذجا متفوقا للروايات البوليسية التي برعت فيها أجاثا كريستي قبل أن يعرف الغرب هذا النوع من الأدب بقرون، كما وجدت في بعض فصول قصص السندباد البحري والصراع بين الذين يتعاطون السحر خامة لمادة رسوم متحركة في غاية الرقي، وإني لأتساءل الآن، هل قرأ والت ديزني ألف ليلة وليلة عندما كان يحدد ملامح شخصياته الكاريكاتيرية؟ خصوصا وأنني وجدت أن الفلسفة الأساسية التي تقوم عليها الرسوم المتحركة، والتي تجعلها تجتذب الكبار والصغار على حد سواء، موجودة في قصص ألف ليلة وليلة، وهي: أن البطل لا يموت، رغم المخاطر التي يتعرض لها، فالطفل، والناس بشكل عام، يكرهون فكرة الموت، ولا يطيقون رؤية البطل يموت، وفي الرسوم المتحركة، تمر السيارة فوق ميكي ماوس وتعجنه بالرصيف، بحيث يصبح جسمه في مثل سماكة الورقة، ومع ذلك فإنه ينهض، وينفض نفسه، ويعود كما كان، ورغم الأهوال الكثيرة التي تعرض لها السندباد البحري في رحلاته، فإنه خرج في كل مرة سليما، ليعاود السفر من جديد، وهذه الفلسفة غريبة عن نسيج الثقافات الغربية القديمة التي لم تكن تتحدث إلا عن القتل والموت. ومع ذلك فإن كل هذه الأشياء لم تلفت نظر أدبائنا ومفكرينا والمنقبين في تراثنا، لسبب واحد، هو: إن هؤلاء لا يريدون الاعتراف لنا بأي فضل، ولذلك يقولون إن ألف ليلة وليلة كتبت لتسلية الناس وإلهائهم عن معاناتهم المعيشية.

  2. #2
    عـينـــكـ غــديــر


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    7,861
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    عزالله انك صادق

    نحن تركناا التراث الي نملكه واخذه الغرب


    الان بيوت الشعر تاتيك من المانيا وهي بيوت نفتخر اننا نحن من صنعنااهاا

    والله كنت اذكر جدتي الله يرحمهاا لا تحب ان تجلس الى في بيت غازلته بنفسهاا

    والان بيوت الشعر من المانيا


    مشكور اخوي على اللفته الرائعه ولا هنت

    وننتظر منك الجديد المميز يامميز

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    الله يرحمها

    أخوي الغالي

    سعد الجهيران

    المثل اللي قلته صحيح

    ويعور القلب من جد لاهنت

    أسعدتني طلتك الرائعة يالغالي

    لك مني أجمل تحبة

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    9,223
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    سلمت لهذا الطرح الرائـــع

    الذي يلامــس الحقـــيقه والواقـــع الذي نعيـــشه

    لا هنت آخـــوي ويعـــطيكـ العـــافيه

    تحيتي لكـ

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    بنت أبوووها

    ألف شكر أختي العزيزة

    على تواجدكم الرائع

    لاهنتي

    وربي لا يحرمنا منك يالغالية.

المواضيع المتشابهه

  1. الحبيب الغائب
    بواسطة صقر اليرموك في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 01:06 PM
  2. الضمير الحاضر الغائب
    بواسطة اخت المها في المنتدى مدونات الذات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-02-2007, 12:59 AM
  3. المرأه. . في تراثنا الإسلامي وتراثنا الحضــاري..!!
    بواسطة الرسام في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 05-03-2006, 10:59 PM
  4. ( الى الحبيب الحاضر الغائب )
    بواسطة شعول في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-08-2005, 09:19 PM
  5. حبيبي الغائب
    بواسطة كتاب مفتوح في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-05-2005, 02:29 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •