«الاتصالات» تهدد مشتركي البطاقات مسبقة الدفع المتخلفين
بعد تفاقم المشاكل الاجتماعية والأمنية
هددت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مشتركي البطاقات مسبقة الدفع المتخلفين عن تجديد بياناتهم الشخصية، بإحالتهم للجهات الأمنية لاتخاذ الاجراء المناسب بحقهم.
ويأتي تحرك الهيئة بعد تفاقم المشكلات المصاحبة لاستخدام الشرائح الهاتفية مسبقة الدفع غير النظامية، حيث يُعاني الكثير من المواطنين والمقيمين على حد سواء من الإزعاجات الهاتفية المتكررة من مجهولي الهوية والتي تسببت بالعديد من المشاكل الأسرية والاجتماعية، دون القدرة على ملاحقة المتسبب ومسآءلته، إذ انه حصل على البطاقة باوراق ثبوتية تخص غيره.
وقد تزايد حجم الشكاوى المرفوعة ضد أصحاب شرائح الجوال مسبوقة الدفع المتهمين بإزعاج الجهات الأمنية بالبلاغات الكاذبة، حيث تـُباع الشرائح مسبقة الدفع غير النظامية في الكثير من المحلات دون التقيد بتقديم بطاقات الأحوال المدنية أو الإقامة مما يتيح المجال بالحصول على أرقام هاتفية بهويات لا تخص أصحابها تـُستغل في الإزعاجات الأسرية و«المعاكسة»، وتزداد خطورتها في استعمالها كوسيلة للتواصل بين أفراد الخلايا الإرهابية وأرباب الفئة الضالة بعيداً عن أعين الرقابة.
وعدم التقيد بتسجيل البيانات الصحيحة لمالك الشريحة مسبقة الدفع أصبح بمثابة فتح الباب للعابثين لممارسة هواية إزعاج الناس والسلطات، إضافة لكونه مهد الطريق للمراهقين والمراهقات في ممارسة بعض السلوكيات غير الأخلاقية، خاصة مع كون أكثرهم يحمل هذه البطاقات دون علم ذويهم.
وليس بالضرورة أن يكون الهدف من حمل شريحة مسبقة الدفع مجهولة الهوية هو الرغبة بالتخفي وعدم الإفصاح بهوية مالكها، كما يذكر خالد محمد البائع في أحد محلات بيع الجوال قائلاً «البعض يأتي مستعجلاً ويطلب شريحة مسبقة الدفع دون أن يحضر إثباتاته معه فيحصل على رقم خاص بأسرع وقت حيث تـُباع هذه البطاقات علنا وببساطة ويكفي أن تكون هناك صورة إقامة قديمة لأحد الوافدين ليتم بيعها مباشرة». مضيفا «البائع غالباً يحمل معه مجموعة من صور الإقامات لأحد العمالة، الذي قد يكون غادر البلاد من مدة أو ليس موجوداً على الإطلاق!».
وتزداد مشاكل البطاقات مسبوقة الدفع بلا هوية في اتخاذها كوسيلة سهلة للتهرب من المديونيات والمطالبات بالتغيير الدائم للأرقام بمعدل شبه شهري، والتملص من السداد والتنكر بأكثر من شخصية من أجل تحقيق بعض الأغراض المشبوهة.
من جانبه، أبلغ عبد الرحمن الفيز مدير عام شركة الاتصالات الدولية «i2» بقوله «فعلاً هناك تهاون واضح في عدم تسجيل بيانات البطاقات مسبوقة الدفع، فالبائع ينظر للجانب التجاري بعيداً عن الحس الوطني والاجتماعي خصوصاً مع غياب التوعية والفوضى الحاصلة في سوق البطاقات مسبوقة الدفع».
وعن مدى تأثير قرار إلزام هيئة الاتصالات بتسجيل بيانات المشتركين على مبيعات البطاقات مسبوقة الدفع يقول الفيز >بالتأكيد سيكون هناك تأثير واضح وانخفاض في حجم مبيعات البطاقات مسبقة الدفع وبطاقات الشحن الخاصة بها، لكن الشركات لن تتضرر بالقدر الذي سيتضرر منه «تجار الشنطة» وبعض المقيمين الذين امتهنوا البيع والترويج لهذه البطاقات بلا ضوابط ولا رقابة».
ولهذا التزايد المضطرد في حجم الفوضى في سوق بيع البطاقات مسبقة الدفع، قررت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أخيراً التحرك للحد من المشاكل المصاحبة للبطاقات مسبقة الدفع غير النظامية المصدرة بغير أسماء ملاكها.
وأصدر موقع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الأحد إعلاناً شديد اللهجة جاء فيه «تعلن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لعموم مستخدمي شرائح الهاتف المتنقل مسبوقة الدفع لشركة الاتصالات السعودية وشركة اتحاد اتصالات «موبايلي»، بضرورة القيام بتحديث بياناتهم، وذلك بزيارة أقرب مركز اشتراكات مصطحبين معهم هوياتهم الأصلية ونسخة منها لعمل التحديث المطلوب خلال الفترة التي تحددها كل شركة، والحرص لاحقاً على عدم اقتناء أي شريحة غير محدثة البيانات أو غير نظامية.
وأكدت الهيئة على مقدمي تلك الخدمة ومسوقيهم المعتمدين بضرورة الالتزام بالضوابط المنظمة لعملية تسويق وبيع تلك الشرائح، وحذرت كل من يقوم ببيع أو شراء أو استخدام تلك الشرائح بطرق غير نظامية، أو دون الالتزام بالضوابط المنظمة لها، وقالت ان ذلك يُعد مخالفاً لنظام الاتصالات ولائحته التنفيذية، وأشارت الى انها ستقوم بالتعاون مع الجهات الأمنية بضبط المخالفين، وإحالتهم إلى لجنة الفصل في المخالفات، وإيقاع العقوبة المناسبة بشأنهم.
مواقع النشر (المفضلة)