سد الذرائع

[حبيبتي حطمتني]

الإسلام دين شامل وكامل وصالح لكل زمان ومكان وعظمة هذا الدين تتجلى في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد أكمل الله هذا الدين على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) . والنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك لنا من شيء وإلا وذكر لنا منه علماً عليه الصلاة والسلام فما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه والإسلام جاء بقواعد عظيمة يرجع إليها المسلم متى احتاج إليها، ويرجع إليها عندما يستجد له شيء في هذا الزمان لم يرد فيه نص صريح من كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ألا وإن من القواعد العظيمة قاعدة (سد الذرائع).
وقاعدة (سد الذرائع) يعمل بها الفقيه المجتهد ويبني عليها الأحكام بالحل والحرمة.
والذريعة السبب إلى الشيء والذرائع وسدها المقصود الحيلولة دون الوصول إلى المفسدة إذا كانت النتيجة فساداً لأن الفساد ممنوع، وفتح الذرائع أي الأخذ بها إذا كانت النتيجة مصلحة لأنها مطلوبة.
يقول القرامي: اعلم ان الذريعة كما يجب سدها يجب فتحها وتكره وتندب وتباح فإن الذريعة هي الوسيلة كما أن وسيلة المحرم محرمة فوسيلة الواجب واجبة كالسعي للجمعة والحج.
ونحن في دراسة سد الذرائع يجب أن ننظر فيما لها من الأعمال وأن هناك أعمالاً ووسائل قد تؤدي بقصد أو بغير قصد إلى مفسدة فيجب هنا سدها ومنعها فهي كما قال الإمام القرطبي رحمه الله: هو أمر غير ممنوع لنفسه يخاف من ارتكابه الوقوع في ممنوع.
ويعرفها الدكتور صلاح سلطان بأنها أخطر المباح إذا خيف إفضاؤه بالظن الغالب إلى مفسدة سواء بقصد أو بغير قصد.
وقاعدة (سد الذرائع) الجميع يأخذ بها خصوصاً المالكة ثم الحنابلة ثم الأحناف فالشافعية ولا يخلو فقيه من اعتبار سد الذرائع في فروعه الفقهية وهي كل الشريعة في جملتها إلا امراً مما يؤدي إلى الخير أو نهيا عما يمكن أن يؤدي إلى المفسدة كما قال محمد بلتاجي.
بل جميع علماء القرن الثاني الهجري يأخذون بهذه القاعدة ويبقى الاختلاف بينهم في دائرة العمل. قال تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (
يقول الشاطبي رحمه الله نهى الله المؤمنين أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا مع قصدهم الحسن لاتخاذ اليهود ذلك ذريعة إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم.
وابن القيم رحمه الله يرى أن هذا يدل على أن الفعل أو القول قد يحرم سدا لذريعة قد تؤدي إلى مفسدة ومثل ذلك أيضاً قول الحق تبارك وتعالى
)وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(
فالله تعالى نهى عن سب آلهة المشركين مع كون ذلك طاعة لله وذلك خوفاً من سب المشركين لله تعالى فهذه طاعة أدت إلى مفسدة أشد وأعظم من اثر الطاعة توجب وضعها.
ومثله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان يؤدي إلى منكر أشد فهو ممنوع ويجب تركه كما يجب ترك المنكر.
فالمسلم مأمور بأن يكون نظره بعيدا وواسعا وطويلا وينظر إلى ما ستئول إليه الأشياء والسنة النبوية مليئة بالأمثلة على هذه القاعدة العظيمة في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم ففي البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل كيف يلعن الرجل والديه؟
قال نعم يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه ويسب أمه فيسب الرجل أمه.
فسب آباء الناس وأمهاتهم ذريعة مفضية إلى سب الآباء والأمهات فحرم سب آباء الناس لذلك.
وكما ذكر الترمذي في سننه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل المنافقين حتى لا يتحدث الناس ان محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة لئلا يكون ذريعة مفضية إلى تنفير الناس عن دخول الإسلام ومصلحة التأليف أكبر من مصلحة القتل.
فعلى المسلم أن يراعي هذه القاعدة العظيمة من قواعد الشريعة فإنه بذلك يسلم دينه وعرضه وكل ذلك يكون بعين العلم والبصيرة الثاقبة، وان لم يمتلك الإنسان ذلك فعليه ان يرجع إلى أهل العلم في هذا الشأن.
وما حصل من قصور وخلل عند الكثيرين إلا بسبب تركهم هذه القاعدة.

[وهج الحياة]

حبيبتي حطمتني

جزاك الله خير

لاعدمناااك

[فاطمة محمد حسين]

والذريعة السبب إلى الشيء والذرائع وسدها المقصود الحيلولة دون الوصول إلى المفسدة إذا كانت النتيجة فساداً لأن الفساد ممنوع، وفتح الذرائع أي الأخذ بها إذا كانت النتيجة مصلحة لأنها مطلوبة.

بارك الله فيك اخى الفاضل

موضوع رائع وقيم

[ريـــــوف]

جــزٍاكـ اللّـَــه ألــف خيــــرٍ ..

[بنت ابوووها]

باركـ الله فــيكـ

تعــودنا منكـ دائـــماً على المواضـــيع

المهـــمه في حـــياتنا الــيومــيه

جزاكـ الله خــير

على هذا الطرح القـــيّـم والمفــــيد