الــدخــيــــــــــل : وأشهر القصص في حمايته

[بنت ابوووها]

أشهر القصص في حماية الدخيل.

وهو أحد انواع الجوار الا أن الغرض منه حماية المجار من الضرر ؛ مع المعرفة المسبقه
بذلك من كلا الطرفين المجير والمجار من خطر محدق بالمجار (الدخيل) .

باختصار الدخيل : هو الطريد بسبب جرم ارتكبه .

وقد يكون هذا الدخيل .. دخيل حق .. كمن أخذ بثأر ابيه ... مثلا ً ,
أو دخيل عق ... أي اعتدى على أحد بالقتل او ماشابه بدون وجه حق
وهذا لاتـدخله الا الحمولة الكبيرة والقوية.

وعلى المجير ( المدخل ) أن يحمي من هو في جوارة ( الدخيل) بنفسه وماله
وولده وبأعز مايملك .
فان رأى الدخيل أن مجيره لايستطيع الدفاع عنه يعني على بلاطه .. ماحولك أحد ...!!
يقوله : " انفض عني " ..!!

هنا يتركه ويستجير بغيره ممن يقدرعلى حمايته... فيدخله في حماه .. فيصبح
دخيله..!! .. وعليه حق حمايته..!!

وكيفية الدخالة أنواع منها :

1) دخالة ساعة ، وهي عندما يحضر رجلاً ما عراك ،
فيلوذ به أحد المتخاصمين , ويقول له ( أنا بوجهك ) فيلزمه أن ينصره حتى
يبلغ مأمنه, وعادة ً لايتعرضون للذي يدخل ويستجير بأحد ٍ منهم

ومن أشهر القصص في هذا الصدد : قصة محمد بن مهلهل الشعلان

كان على ابن مهلهل دم بسبب قتله لأحد ابناء عشيرته .. فجلا عن قومه ( أي رحل عن قومه بعيدا ً )
مده طويله من الزمن عند احدى القبائل المجاورة , ثم أن اهل القتيل سامحوه
ورضوا بالديه .. فعاد فرحا ً مشتاقا ً الى أهله بعد طول غياب ....

ويوم وصل لمشارف قبيلته شاف ظول( الظول او الظلاله هم الجماعه من الناس ) عند مارد الما .
ويسمع اصواتهم عالية فتوجه لهم ..... يبي يشوف وش عندهم بدافع الفضول ؟

ويوم قرب لقى ناس متهاوشين ..!!
وهم يجونه اثنين منهم يركضون واحد يطرد الثاني؟

ويوم وصله الاول قاله : بوجهك تراني بوجهك يارجل!؟
وهو يصير ورى ابن مهلهل ويحتمي به؟
وجا الثاني معه سيف يبي يذبحه ..؟

قاله ابن مهلهل : دخيلي يارجل ... عين خير دخيلي؟
لكن هذاك جاي ذبــّــاح؟ وماطاع يبي يضرب دخيله من وراه!؟
وهو يسل ابن مهلهل سيفه وهو يقتله ..دفاعا ً عن دخيله..؟!
وهو يرجع مع اثره...!!
جلا عن ربعه وتغرب مره ثانيه!؟


وقال هالقصيده الجميلة اللي اخذت اصداء واسعه في وقتها :


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
يــامـن لـقـلـبٍ كـل همٍ يمسـه=مـس الـحبال مهاوزات الأظـــلــه

ولي عجوزٍ كل حينٍ تعسـه=حـتـى سـفـيـه الـعـرب جـايـزٍ لــه

طس السبيل من اصفر اللون طسه=الشاوري يجلي عن القلب عله

من كيـس قرمٍ دايمٍ مايدســه=تـلـقـاه مـقـروطٍ عـلـى جـال دلـه

لاشفت ظول الناس بالك تعسه=لاجنـبـك شـر المخاليـق خـلـه؟

لو عندنا من غيب الايام رسه=الآدمي مـصـلـوح نـفـسـه يدلـه

يالله ياللي كل صوتٍ تحسه=عقد الـبـلـش غير انـت محدٍ يحـله

تفرج لمن مثلي زمانه يرسه=علـيـه من بعض الـمعاني مـمـلـه

عليه من بعض المعاني محسه=ساعة خرج من عـلـةٍ جـاه عله

البوم يفرس والفهد صار بسه= تـبـدلـت دنـيــــــــاك يافـطـنٍ لـه

سبع الخلا كيف الضواين تنسه=والصلح من راع الغنم ماحصل له

الـقبس يورد والظوامي تلسه=والمـزن عطشان والوطـى مايـبله

لاصار عن حقك سلاحك تدسه=ماينقعد لك في حضون الـمـذلـه ..!![/poem]


وابن مهلهل نفسه .. ذهب الى قوم بعيدين ليصبح دخيل عندهم!؟
وهي من النوع الثاني . .وهو :


2) دخالة قاعة : وفيها يجلي( أي يرحل) الرجل عن قبيلته ..
الى قبيله أخرى ... ويظل الدخيل بحماية أحد افرادها سنين طويله
حتى يصفح عنه غريمه ...!!
وقد يكون هذا الغريم شخص عادي .. وقد يكون شيخ قبيله ... وقد يكون
دولة !!



وأشهر من حمى الدخيل هم : ال سمير شيوخ الولد علي من عنزة (أخوان عذرا) ,


وأشهرهم هو محمد بن دوخي بن سمير المعروف بـ محمد حريب الدول..!!
الذي تولى مشيخة قبيلته سنة 1248 هـ بعد وفاة والده ,
والذي أقام حروب امتدت لسنين عديده بسبب من استجاروا به ولاذوا في حماه .
وكان محمد بن سمير شاعرا ً وفارسا ً..... مشهورا ً في عصره.
ويوصف بأنه : فارس سريع الغضب , لايبذل جهدا ً في حل الأمور بالطرق
السلميه , ويرى في السيف الحل الأمثل والأسرع ... فلقب ( بمسواط بقعا!؟)
المسواط : تستخدمه النساء لتحريك الطعام في القدر عند الطبخ
وبقعا : الموت والمنيه


قصص محمد بن سمير مع الدخيـــــل وحروبه بسببه:


(1)


أسرة الخديوي : استجار بمحمد بن سمير بعض افراد اسرة الخديوي
هربا ً من الدولة العثمانيه , واستجار البعض الآخر بالشيخ سطام الشعلان , فأرسلت
الدوله مندوب لكل منهما .. فأمتـثـل سطام الشعلان لأوامر الدولة العثمانيه ,
رغبة ً منه بعدم العوده للحروب معها.(1)

أما محمد بن سمير فقال للمندوب : لن نسلمهم وفينا احد حي !؟

وقال محمد بن سمير هذه القصيدة :


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
قولوا لريف الجار ماني مخاشيه=أنا الذرنوح اللي بعينه يذوبي

عذروبنا بس الجوق ماندانيه=نقب قبة ولعة في شبوني

دخيلنا هيهات يالقرم نعطيه= يلقى الامان ولايعود مغصوبي

أخوان عذرا مطوبرين حواليه=وعدونا يرجع كسير مغلوبي

عاداتنا نقدي المعادي عن التيه=ومن لايبرهن عن كلامه كذوبي

قله بظف محمد كان يبغيه=واللي يقرب للدخيل امهزوبي[/poem]


فجردت الدولة حملة كبيرة لتأديب ابن سمير وأخذ دخيله بالقوة .
فوقعت بين محمد والدوله العثمانية معركة طاحنه استبسل فيها قومه



(2)


الشيخ شلاش العر : هو أحد شيوخ قبيلة العمور في البادية السوريه .. طلبته
الدوله العثمانية ؛ فهرب من عشيرته التي لم تستطع حمايته, ولصيت ابن سمير
في تلك الفترة , وهزيمته للعثمانين , وحمايته للمستجيرين به
دخل عليه شلاش العر .

فألحت الدولة في طلبه .. واخذت ترسل المندوبين لأبن سمير تهدد وتتوعد ..
فخاف شلاش ان يسلمه ابن سمير للدولة .. !!

فقال محمد بن سمير هذه القصيدة يطمن فيها دخيله


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
ياشلاش مانعطيك حمر الطرابيش=لو جمعوا كل العساكر عــليـنــــا

دونك نسوق المال والخيل والجيش=وان لزموا ياشلاش نرهن حدينا

اخوان عذرا مابهم ماكر كديش=يرجـع معيف وخـاسـرٍ من يـبـينــــا

حنا بني وايل بعاد المطاويش=حامينها من النقره الى حد سينـــــا

مركاضنا يشبع به ناقض الريش=نرهب عدانـا كان حنــا مـشـينـــــا

ستر العذارى ناقضات العكاريش=يـامـا تسـلطـنا ويـامــا عــفـينــــا [/poem]



(3)


محمد بن معبهل الشعلان وحرب دامت عشرين عام
قتل محمد بم معبهل الشعلان أحد بني عمومته من الشعلان .. ولكن المقتول كان
يتصل بنسب قريب الى الشيخ سطام الشعلان..!!
وكان محمد من عموم الشعلان وليس من بيت الرئاسة فيهم .. وهم خلق كثير !!

فجلا الى بني عمومته الولد علي (الروله والولد علي ابناء عمومه) .. وشيخهم
ابن سمير واستجار به.

فأراد محمد بن سمير ان يختبر أولاده فأحضرهم وسأل أكبر أولاده
هل ندخل محمد بن معبهل الشعلان؟
قال : لو أدخلناه .. يمكن تصير لنا مشاكل مع بني عمنا , وتصير حروب , وحنا
مانبي هالشي يصير للقرابه اللي بيننا .. و و ..., ولو يجلي للسبعة او الفدعان ,
أحسن لنا واحسن له يبعد عن اللي يطلبونه الدم ... الروله قريبين لنا!؟
وسألهم كلهم وردوا نفس الرد .

وأخيرا ً سأل ولده الصغير وعمره 13 سنه واسمه رشيد .؟
قال : هاه وش رايك انت يارشيد ؟
قال : دخل علينا مادخل على غيرنا؟ يبونه الروله ولا الباشا دخيلنا مانعطيه!؟
ابتسم ابوه وقال حيه من ولد .. ولدي!!

ثم ارتجل هالقصيدة :


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
يارشيد مانعطي دخيلٍ نصانا= لو جمعوا كل العساكر والأروام

نبي الحرايب والحرايب منانا=ودخيلنا ماهو دخيلٍ ( لسطــام )

عيت على الشيمه سواعد لحانا=دخيلنا هيهات يجبر وينظــام

حنا لياسرنا بعيدٍ معدانا=حنا الذي من نطلبه حق مانــــــام!؟

يابعد عن ضيم الرجال قصرانا=ماننثني لو يطلب الجار حكام

أولاد وايل مرهبينٍ اعدانا=نعفي الضعيف وللخصيمين ظلام...؟![/poem]


اتمنى ان تنــال رضـــاكم وعذراً للإطـــاله

[ذرب المعاني]

الله الله الله


من جد قصص رائعه والله رائعه واكثر من رائعه

تستحق التثبيت

لنجمع اكثر قصص عن الدخيل وحمايته

ولي عوده ان شاءالله مع قصص ومع كل مايخص الدخيل

بنت ابوهاا متميزه كا لعاده في كل شي

[بنت ابوووها]

هلاااااابكـ

ســعد الجهـــيران

والرائـــع هو حضـــوركـ وتــواجدكـ معــنا

لنرتقي بهــذا القـســـم

بجهــودكـ وجهــد الأعضـــاء

وشكراً على التثبـــيت

وانشــاالله اللي يمرون بالموضـــوع

يستجيـــبون للمشـــاركه فيه

دمت ودامـ تواجدكـ بيــننا

تحيتي لكـ

[زيـزوم]

السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته


الله يعطيك العافيه أختي العزيزه بنت أبوها ....


طرح قيم ....ومفيد ...كثيراً من يجهله قصص حماية الدخيل .... كل الشكر على هذا الموضوع


وهذه القصه هي من أشهر قصص حماية الدخيل هذه القصه أنتشرت عند العرب والعجم....هي قصة ماجد الحثربي الشمري وحماية السويط لدخيلهم ماجد الحثربي


إليكم السالفه....


شهرة هذه الحكاية انها اصبحت من اهم القصص والنوادر التي تحكى امام الملوك والسلاطين فقد قيلت امام

السلطان العثماني في الباب العالي بالاستانة وقيلت امام الملك عبدالعزيز وابآئه وابنائه الملوك من بعده

وكانت ردة فعلهم هي الانحناء احتراما لهذه البطولة الظـفيرية واعجابا بالشهامة الظـفيرية واكراما واعزازا

لابطالها الظـفير .. هذه القصة مرت على جميع اهل الشمال وداجت في جميع نواحي نجـد ووصلت الى اقصى

بوادي الجنوب ذكرت في بلاد اليمن ووصلت الى الشام وفلسطين ومصر وعمل لها مسلسلا تلفيزيونيا يمثلها

وذلك لكي تبقى خالدة في الذاكرة وباقية بالاعماق ومثالا حيا يعلم جميع العرب كيف تكون البطولة والشهامة

ودرسا لجميع القبايل كيف يكون حق الجار والدخيل ان التاريخ لو اردا ان يسطرها بسطور من ذهب وفضة

لعجز عن ذلك ولو اراد ان يخلدها في جنباته لعجز ايضا كيف لا والفخر يشتق اسمه منها والمروءة العربية

تستجديها العطاء والنبل... العالمي كله يسأل ابناء قبيلة الظـفير كيف يصاغ ويكون ...اسف على اطالة هذه

المقدمة ولكن كما قالوا قديما لكل مقام مقال.....

القصة هو قصة حماية الظفير لماجد الحثربي الشمري ...في احدى السنين كان الوقت دهر على العرب

والامطار قليلة جدا وكان الظـفير تحت قيادة الامير / دغيم بن ســويـط وكانت هناك خبرا او فيضة في الشمال

تقع الان غربي مدينة رفحا وكانت هذه الفيضة هي الوحيدة اللي بها ماء كثير فارادت قبايل الشمال

الثلاث ( الظـفير وشمر وعنزة ) انهم ينزلون على هالفيضة ويسمى قطين وكما هو معروف وكعادة العرب

كان بين هذه القبايل الثلاث العديد من المعارك والحروب والمغازي وكل قبيلة سالبتن من القبيلة الاخرى

العديد من الابل والحلال وكان بينهم دم وثارات قديمة ولكي ينزلوا جميعا على هالفيضة يجب ان يعقدوا

صلحا مؤقتا بينهم او عهدا خلال فترة نزولهم على الفيضة وبعد ذلك يرجعون الى ماكانوا عليه فاجتمع

رؤساء وزعماء القبايل الثلاث دغيم بن سـويط شيخ قبيلة الظـفير وجديع بن هذال راعي الحصان شيخ قبيلة

عنزة ومطلق الجربا شيخ قبيلة شمر اجتمعوا فيما بينهم وعقدوا صلح بينهم وبنود هذا الصلح انه تمنع

المعارك والمغازي بين القبايل الثلاث طول مدة بقائهم في هذا المكان (جدع السلاح وربط الخيل ) وكذلك انه

اذا حدث خلاف بين شخصين واعتدى احدهما على الاخر فان المعتدي لا يجيره اي شخص منهم ولكن يتم

ارجاعه الى شيخ قبيلته وهو يتصرف بامره . وافق الزعماء الثلاث على هذا الصلح وحلفوا (دين علينا اننا

مانخون هذا الصلح والخاين عليه الله) وسميت هذه الفيضة من ذلك اليوم ( ام الاديان) المهم كان هناك

رجلا اسمه ماجد الحثربي من الفضيل من عبدة من شمر وكان مولعا بالقنص فكان يذهب كل صباح ولايرجع

الا اذا اظلم الليل ومعه صيده ماجد ماله الا امه ابوه متوفي وماعنده اخوان وكان مفوز التجغيف من

التجاغفى من كبار العمود من الخرصه من شمر كان عنده اسير ببيته وفي يوم من الايان انحاش هالاسير

وزبن بيت ماجد بغيابه وماكان باليت الا ام ماجد قام مفوز ودخل البيت وقام يجر الاسير معه جته ام

ماجد وحاولت ان تثنيه وترده لكنه ماش عيا يطيع وقالت له خاف الله يامفوز هذا دخيل قال اليوم الحقوق

مرفوعه بين العرب ومامن دخيل دام حنا على هالفيضة المهم مفوز مارد على الحرمة وخذا معه اسيره اللي

زين على بيت ماجد قامت ام ماجد و كفت الدلال على النار واهدمت مقاديم البيت ويوم رجع ماجد واليا هو

يشوف شين يروع العقل الدلال منكفية والنار طافية والبيت مقاديمه مهدمة وجاك يركض واليا امه قدامه

باليت وتصيح وتطيح قال العلم وش اللي صار قالت العلم كذا وكذا والبيت اللي مايفك دخيله الواجب ان تطفى

ناره ةيهدم بيته لانه ماعاد له قدر بين الناس وكان هذي سواة العجز الاوله تحث عياله على الطيب والمرجلة

والعلوم اللي تبي تبيض الوجه المهم ماجد انغبن وخصوصا انه مهو قادر يسوي شوي وهو عارف ان الصلح

بين القبايل الثلاث مكتفه ولايقدر يحترك المهم من الغبن يقوم ماجد ويطوي بيته وياخذ امه ويرحلون يم خواله

الفوارية عمر وفهيد عيال عبيد الفواري وخواله كانوا اهل فروسية وشجاعة المهم رحبوبه خواله يوم جاهم

وماجد كان موصين امه انه ماتعلم احد باللي جرى مايبي يكدر خواله ويضايقهم المهم كان ماجد على عادته

الاولة كل صباح ياخذ طيره ويقنص لكن هالمرة لاحظوا خواله ان ماجد كل ماعود الا مامعه لون من الصيد

والديرة معروفه انها مليانه صيد ليه . ماجد كان يطلع الصباح وينحر ضلعن حول ديرة خواله ويرقاه ويقعد

يفكر بامره وش الحيلة وش الدبرة وش السواة يارب عاوني على مصيبتي هذي . استمر ماجد على هالامر

واجهة ايام فارد خواله ان يستطلعوا وش الامر قالوا اكيد انه عاشق وكان ماجد ولد مزيون ووسيم فارادوا

ان يختبروه فارسلوا بنتا عندهم وكانت على قدر كبير من الجمال وقالوله عرضي عليه وكانوا راعي عشق

فهو بيكلمك ويقصد بك المهم يوم جته البنت وقامت تعرض امامه قاله ماجد ( يابنت ماني من اللي بالك سلم

الله ارجالك) البنت يوم سمعت هالكلام وهي ترجع لاهله وقالتلهم ماجد موضوعه مهو موضوع عشق

الموضوع حاجة ثانية الله اعلم بها.المهم يوم جا الليل ويجيه خاله عمر وينشد ماجد عن حالته وعن قصته

ويوم كثر النشدة عليه ويقوم ماجد ويسحب الربابة وقام يقصد:


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

يا عمر ياالمدلاة يـا نـازل الخـوف =اذهبتنـي وانـت تنشـد لـك أيــام

يا خو فهيد اللي بك الطيب ما صـوف= والكل منكـم يشبـع الطيـر لا حـام

يا اللي على كل الجماعة بكـم نـوف= عذبتنـي وانـت تنشـد لـك أيــام

ما تشوف حالي كنهـا حـال ملهـوف =والا العليل اللي علـى الـزاد صـوام

ولو قربوا عندي من الـزاد بصنـوف =وفوقـه فقـار وسيـح الـزاد بيـدام

ولو حنطة البلقا مـع تمـرة الجـوف= مـا تقبلـه نفـسٍ عليهـا الطنـا زام

ولو عرضولي لابس الخصر وشنوف= بارض الخلا عن دار كفر(ن) والاسلام

لو صوتو باللة وامانة عـن الخـوف= مابيه لو انـه علـى الـروح عـزام

شفي مفوز شمعـة الغـوش منقـوف =خيالهـن وان جـن بعثعـث ورضـام

خيالهن وان جن مع الحـزم زفـزوف= مثل الحباري عن شفا الطيـر خـرام

اللي كساني ثوب اسود وانـا اشـوف= خله يقع في سهر عينـي وانـا انـام

ومن عقب ماني قنب صرت انا صوف= اجـود للحضـر المقيمـيـن فـحـام

وان جيت لمجلس لابتي تقل ما شوف= اقلـط الغتـره علـى الوجـه قــدام

وحنا على حرب المعادي بنـا نـوف= امر من طعم الشـري عنـد الالـزام

شفي زبون اللي من الحصن مجلـوف= قرمٍ ويروي شـذرة السيـف لا هـام

اقطع عليه النزل طوف ورى طـوف= واقلـط عليـة بربعـة البيـت قـدام

ثـم الهبـه بمصقـلٍ يبـرد الجـوف= مـا صوغـه عنـد الصنانيـع بلحـام

اما عليـه البيـض يصفقـن بكفـوف= والا فلا يمشـي علـى كـل الاقـدام

وان ما سويـت فـي حـد مرهـوف= وجهي مـع الخفـرات دقـوه بوشـام [/poem]


ويوم اصبح ماجد وهو يركب ذلوله ويرجع يم فيضة الاديان عند ربعه الاولين يبي يطلب مفوز التجغيف ويوم

وصلهم اليا الليل يوم اظلم عليهم وقام ماجد يتسحب تسحب حتى مايشوفه احد الين وصل بيت عمته ويم شافته

قالته وش اللي جابك ياماجد قال جابني حقي اللي خذاه مفوز وقص وجهي به قالت والله ان التجاغفى ربع

مفوز معتلمين انك بترجع ومتحرصين ولاانت بقاويهم لحالك قال الله يهون الامر ومن اصبح افلح ويوم جا

الصبح ويقوم ماجد ويقول لعمته لبسيني لبس حرمه ابي لي عباة وبرقع وغطوة وعقب مالبس ماجد لبس

الحرمة وهو ينحر الفيضة لان خابرن ان مفوز بهالحزة عند الخبرا يبي يسقي فرس له هناك المهم يوم وصل

ماجد اليا الاخوان الثلاثة كلهم متلايميينن حول الفرس واليا هذا فايز ومفوز وفواز المهم مفوز يوم شاف

المره ( اللي هو ماجد ) قال عدي يامرة واملي قربتك مدرى انه ماجد واليا ساق مفوز رافعن الثوب عنه

وماجد داسن سيفه تحت الثياب ويقوم ماجد ويسحب السيف ويضرب مفوز واليا هو كاسر ساقه وقاطعه

وينهزم ماجد وينحاش ويوم هو بحر اليا هكا المضيف . مضيف شيخ ووجه عليه المضيف هذا هو مضيف

جديع بن هذال شيخ عنزة راعي الحصان ويم طاح مفوز وقامت الناس اللي حول الفيضة تصيح وثارت العالم

واعتلمت شمر وخبروا الجربا مطلق وهي تقوم فرسان شمر ويقوم يطردون ماجد المهم زبن ماجد على بيت

بن هذال وهو يدخل على المحرم ( قسم النساء ) حريم الهذال ويربط نفسه بواسط البيت ( العمود الكبير اللي

وسط البيت ) وهذا دلالة عند العرب على انه دخيل فزع بن هذال وفزعت عنزة يوم شافوا خيل شمر جايتهم

ويوم اوصلوا واليا مطلق الجربا يقول سلمنا اللي عندك يابن هذال قال من تعوني يامطلق الجربا قال الدخيل

اللي زبن على محرمك ويوم ابتحل جديع بن هذال لكن وش يسوي مابيده حيله فيه صلح بينهم والبيوت

مفروشه يعني محد يدخل احد والجاني محد يزبنه واستخار جديع بن هذال وقام بيسلم ماجد لشمر وكانت بنت

جديع بن هذال بالمحرم وتسمع بالحكي اللي يدور بين ابوه بين شمر ويوم ايقنت ان ابوه يبي يسلم ماجد وهي

تقوم وتقرب اطيب خيل ابن هذال وقالت ياماجد ترا ابوي شيخ وراعي حظ وبخت وهو يبي يسلمك لشمر

مير قم واركب بنت الحصان اطيب خيل عنزة وانهزم عليه وانحر ابن سـويط والله ان مايفكك بعد الله الا هو

كان الله كاتبلك نجاة من الموت المهم ويقوم ماجد ويركب بنت الحصان ووجه على بيت الامير/ دغيم بن سـويط

ويوم شافوه الجربا وفرسان شمر وهم يلحقون باثره ولكن الفرس اللي راكبه ماجد من اطيب الاصايل

وماتنلحق المهم وهو ياصل لبيوت ال ســويط بيوت العز والكرم وحماية الدخيل واكرام الجار وماجد ماكان

يشوف قدامه الا الله ثم ابن سـويط والا ان شمر ليا مسكوه ذبحوه ويوم شاف مضيف ابن ســويط وهو يزبنه

ويفز الامير/ دغيم بن سـويط وكبار رجالات ال ســويط يوم شافوا الدخيل اللي زبن محرم البيت وهو يصيح

دخيلكم دخيلكم وصاحوا ال ســويط كلهم دخل الدخيل وسلم دخل الدخيل وسلم ..وبالحزة هذي كانت

ام الامير/ دغيم بن سويط وهي عجوز طاعنة بالسن كانت توه جايتن من الحج والعبيد يبنون بيته وهو بيت

صغير قطبة عمود واحد يسمونه البدو بويت تصغيرا لبيت والعبيد بنوه جنب المضيف حول ولده اللي كان يغليه

اشد الغلا المهم مافطنوا ال ســويط الا وعجة الخيل جايتن يمه وناصيتن المضيف ويفزعون ال ســويط

ويتسلحون العلم العلم ويوم وصلوا فرسان شمر ويتقدمهم مطلق الجربا قال له ابن سـويط يالله حيهم اقلطوا

ياشمر الله محييكم . قال مطلق ياابن ســويط حنا جيناك نبيك تسلم الدخيل اللي زبن عليك ويوم صار ابن سـويط

في حيرة من امره وش السواة ويوم الله الهمه الفكرة اللي سهلت الامر قال ابن سويط : اسمعوا ياشمر

والله ماجد زبن البويت والبويت هذا ماحضر العهد اللي بيننا ولايمشي عليه شروط العهد وهم يلجون شمر

مايصير مايصير وتقوم فرسان ال سويط والظـفير وهم يصكون على المضيف ويقول ابن سويط ياشمر تعوذوا

من بليس واقصروا الشر ويرد عليه الجربا وقاله يابن سويط حنا ماجينا ندور الشر جينا نبي الحق ونبي دخيلنا

ابن هذال مازبنه حسب العهد وانت الواجب انك تسلمه لنا قال ابن سويط مالك رجالن عندي الدخيل دخيل

البويت ودخل وسلم وهذا الحكي اللي عندي ويزعل الجربا ويقول وهو يتهدد ابن ســويط قال مطلق الجربا اجل

يابن ســويط ( عليك مردود النقا) يعني استعد للحرب والمعركة ورد عليه الامير/ دغيم بن ســويط وقاله

( على ظهور الخيل مبارين ) يعني حنا مستعدين للمناوخ والحرب كله لعيون الدخيل اللي زبنا ... الله اكبر قمة

العزة والشهامة والشجاعة والاباء والطيب والكرم والله ان الفخر ليقطر ويتصبب عرقا حياء من ابن ســويط

الذي قام بفعلن عجزت عنه امراء القبايل الاخرى اتي بمكرمة اصبحت مثلا يحتذى عند باقي القبايل الى يوم

الدين المهم يوم سمع ماجد الحثربي باللي حصل وهو يرتاح ويستبشر ويجيه ابن سويط قاله ياماجد ابشر

بالعز والله انك عندنا عزيز ومحدن يجيك وانا نحميك بارواحنا ولايقربك جميع واحد ... المهم يوم سمعت العالم

بالعلوم اللي صارت وهو يثورون وكل قبيلة ثارت من مكانه ودروا ان العلم فيه دم ومعارك وحروب وقامت

عنزة وتشد من مكانه وانتقض العهد وقامت شمر برجاله وفرسانه وشيوخه تجهز للمعركة وقامت الظــفير

بكل شيوخها وفرسانها وابطالها اللي مايرضون الضيم والذل لدخيلهم قاموا كلهم على قلب رجل واحد تلبية

لنداء ابن ســويط زعيمهم وشيخهم وقائدهم وصارت المعركة من صباح اليوم التالي الين الضحى وماتشوف

الا لمع السيوف وصهيل الخيل ورجف المعركة وسالت الكرام على الكرام واشتبكت فريس الظـفير مع فريس

شمر وصكت فرسان السـويط على ماجد وقام تذبح كل فارس شمري حاول انه يقرب على حول ماجد واشتغل

الذبح على شمر وسالت الدماء من الطرفين وكثرت الجنايز لدرجة انه اختلط الدم بمياه الفيضة حتى اصبح

لون الفيضة احمر وامتلت من الجثث وجنايز الرجال وصارت الهية على شمر وينصر الله الظـفير ويكسر لك

شمر كسرتن خيبت رجاهم وهذي حال العرب منول يومن لك ويومن عليك

المهم وتنتصر الظــفير ويفكون دخيلهم ويحمون ماجد الحثربي من عيال عمه بفعل طيب محدن سبقهم عليه

انهم منعوا جماعته وعيال عمه وقبيلته ان يسمونه بضر او شر ويوم انتهت المعركة وانكسرت شمر

وانسحبت من المعركة وهي مهزومة ورجع ابن سويط للمضيف وفرسان الظـفير يعرضون قدام ابن سـويط

من نشوة النصر وقاموا العبيد يغسلون يمنى الامير/ دغيم بن ســويط من الدمان اللي انتثرت عليه من قطع

ارقاب الرجال والعبيد يحاولون يفكون شلفا ابن سويط من الدم المتجد ويجي ماجد الحثربي لابن سويط

والظفير بالمضيف طاف ورا طاف قال الحثربي اسمحلي يابن ســويط ابقصد .. قال ابن ســويط اقصد ياماجد

ولكن انتبه لاتظلم ولاتسب احد بقصيدك ياشمري .. ابن سويط دارين ان ماجد يبي يذكر الهذال بقصيدته لان

الاولين عندهم سرعة بديهة .. ويقوم يقصد ماجد قصيدته المشهورة الى الان واللي غالبية الناس تحفظها

وترددها واللي اصبحت من اكبر مفاخر الظــفير اللي خذوها بحد الشيوف المصقلات وحدوا عدوانهم على

اقصاهم اللين طاعوا عقب ماهم معيين طاعوا غصب ماهو طيب .. والان اترككم مع القصيدة ...

يقول ماجد الحثربي بعد المعركة وانتصار الظـفير على شمر وحماية السـويط له:


[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ياراكب حمرا من الهجـن حايـل=مبرية الذرعـان حمـرا سجلـه
حمرا تشادي مبرمـات المحايـل=وان سل مخطرها مع البير ولـه
تلفي على الحبلان هـل النقايـل=عيون التيوس مرضعين الاسلـه
بالعون مـا فكونـي اولاد وايـل=ابشـر دخيـل بيوتهـم بالمذلـه
ما ظل لي غير السويطات ظايـل=دغيم ثنى بالسيف دونـي وسلـه
السويطات ماهم من هزال الحمايل=من ماكر يفرس من الصيد جلـه
السويطات يعطون المهار الاصايل=المعرقـه وعنانهـا تبعتـن لـه
واخو دغيما القرم ماضي الفعايـل=دخيلهـم مـا يمشـي الحـق لله
ومانش ما لمـت عليـه القبايـل=ياكود ما رب المـلا كاتبـن لـه
واليوم احمد اللة بهـاك المسايـل=بايمن زرود ونازل عثعـثٍ لـه
وارعى بظل عصيل ولاني مسايل=عنـد المزينـي مطلـعٍ شذرتلـه
ولاسلت عن راس بة الزوم طايل=ياكود سعدون وانـا شاهـدن لـه[/poem]




والقصيدة واضحة وابياتها تحكي عن مضمونها ..اخو دغيما هودغيم بن سـويط ...

وقاموا ال ســويط وحطوا في البويت شقة بيضاء(خرقة) واصبحت شعارن لهم من هكاليوم الى اليوم وهي دلالة على حماية الدخيل ...

وهذي قصة الحثربي اللي اصبحت ملحمة سطر فيها الظـفير اروع الامثلة بالحمية والشجاعة والاقدام والبطولة وبحماية الجار والدخيل..والعلوم هذي ماهي بغريبة على قبيلة الظــفير ولا على شيوخهم اسرة ال ســويط الكرام ..

[ذرب المعاني]

هذا نص خطاب ألقاه الشيخ الشريف/ حمود بن ثامر السعدون شيخ مشايخ المنتفق أمام عدد من شيوخ عشائر المنتفق قبيل مواجهته للجيش العثماني و لوالي بغداد عبدالله باشا سنة 1227هـ في معركة (غليوين) التي انتصت بانتصار المنتفق, ومقتل الوالي, ودخول جيش المنتفق شوارع بغداد ظافراً, وتسليمه مقاليد الولاية لسعيد باشا بن سليمان باشا الذي لجأ إليهم محتمياً من بطش الوالي السابق عبدالله باشا ومساعده طاهر آغا:

وقد تجمعت في هذه المعركة قبائل ربيعة والجشعم وبني لام, وقوات عقيل المتحضرة من أهل نجد, والمرافقين لوالي بغداد بالإضافة إلى عسكر الدوله العثمانية والكثير من ابناء الحاضرة لحرب المنتفق

سبب المعركة هو التجاء سعيد بك إلى ديار المنتفق التي كانت تحت مشيخة الشيخ حمود بن ثامر في الفترة (1797 – 1826) بعد تأكده من نيات والي بغداد (عبد الله التوتنجي ) لقتله و سعيد بك هو بن سليمان باشا الكبير الذي كان والياً على العراق للفترة من 1780 – 1802 والذي كان مشهوراً بحسن أدارته وطيب علاقته مع العشائر والقبائل العربية وخاصة المنتفق وامتناع الشيخ حمود بن ثامر من تسليم الدخيل اليه على عادة وطبيعة العروبة والإسلام .
حشد والي بغداد قواته العثمانية وأسندها بالعشائر العربية (ربيعة وعقيل والجشعم والخزاعل ) الموالية آنذاك له والطامعة بنهب خيرات ومواشي وابل المنتفق فوقعت المعركة في 10 كانون الثاني 1813 قرب نهر صغير بين الناصرية وسوق الشيوخ يسمى " اغليوين " قاد المنتفق فيها الشيخ برغش بن حمود الثامر الذي جرح في المعركة وتوفي بعدها بيومين من أثار الجراح وانتهت المعركة بانتصار قبائل المنتفق بعد الصمود البطولي الذي لا يوصف بوجه مدفعية وقوات جيش الوالي وتمكنت خيالة المنتفق بقيادة الشيخ علي بن ثامر من اسر الوالي عبد الله التوتنجي وكبار قادة جيشه فنقلوا إلى سوق الشيوخ كاسرى ثم تم قتلهم تحت أقدام سعيد بك ، وبعد المعركة توجهت قوات المنتفق إلى بغداد واحتلتها لتعيد تنصيب سعيد بك والياً على بغداد بالقوة وهذا ما لم تتمكن من فعله أي قبيلة عربية طيلة حكم الدولة العثمانية أن تقيل وتقتل والياً معين بفرمان "مرسوم" عثماني وتعين أخر بالقوة وحسب رغبتها .
بعد المعركة لم تتجرا أي قبيلة أو قوات نظامية من الاقتراب من ديار المنتفق والاهم من ذلك هو عودة الشيخ حمود بن ثامر السعدون ومعه مقاتليه من بغداد إلى ديارهم وبكل تواضع المنتصرين ليعيشوا حياتهم في بوادي المنتفق ولم تغرهم قصور بغداد وجمال وترف العيش الباذخ فيها ... رحمهم الله فقد ضحوا كثيراً من اجل الأرض والعرض وتركوا تاريخاً مرصعاً بالمآثر كالنجوم المسفرة في الليل الاظلم .

(ورد نص الخطاب في كتاب تاريخ المنتفق لسليمان فائق).
----------------------------------------------


أيها الأمراء والرؤساء والمشايخ:

أخاطبكم اليوم لعلمي أنكم الممثلون للعرب، وأعلم أيضاً أن قد تجسمت فيكم الشهامة والغيرة والحمية، وبما أنكم أمراء ورؤساء القبائل أخاطبكم بخطاب يليق بكم، فليكن معلومكم أيها الأجلاء العظام والسادة الكرام...

أن دخيلنا (سعيد بك) لما علم أن حياته بخطر، وأن الداعي كنت المتفق الخاص لوالده التجأ إلينا كي يتمكن من المحافظة على حياته المهددة بالخطر، ووقع دخيلاً عندنا،

وها هو هذا: تعرفونه وتعرفون أباه، وتعرفون منزلة أبيه وهو من ذوي البيوت لا من العتقاء والسوقة، وإني قد تعهدت وتكفلت بحمايته حماية مطلقة، وأنه الدخيل عندي، ولم تظهر له أدنى مظاهرة تشغل الحكومة بل ولم يتحرك بحركة مخالفة لرضاء الدولة، وكررت هذه الكيفية للولاية مراراً فلم تفد جميع مراجعاتي واسترحاماتي.

ولذا لم يبق للحكومة حق إن خالفتها وعصيتها لأني قد اخترت جواب السلب، وأمرتنا الولاية بهذا الأمر الذي قرأته عليكم بتسليم الدخيل، فإن لم نسلمه تأخذه الحكومة من عندنا قسراً بقوة السلاح، وهذا تهديدهم كما سمعتموه.

و قد حاكمت نفسي مراراً بكيفية تسليم الدخيل، فأبت نفسي وشيمتي العربية تسليم الدخيل كتسليم الشاة إلى القصاب، وجزمت وعزمت على أن أقاوم وأدافع الحكومة بكل مجهودي وقوتي لآخر نفس، فإن عجزت عن المقاومة أكون مجبوراً على ترك أولادي وعيالي وآخذ دخيلي، وأهرب به إلى الديار النجدية حفظاً لناموسي وشرفي،

فمن كان منكم يكره هذه الحالة فليعتزل إلى جنب، واعتقدوا أني لا أجبر ولا أكره أحداً على أن يكون معي.

فكل منكم مختار برأيه حيث أن هذه المسألة خاصة بنفسي، وعائدة علي، ولا شك أن هذا ناموسي وشرفي، ولا أقبل أن يدنس أو يكون فيه العار، وتسليم الدخيل هو أكبر عار علينا،

ولهذا لا بد أن أهرق آخر قطرة من دمي للمحافظة على الناموس، واعلموا جميعاً أني لا أكلف أحداً منكم بتكليف لا يطيقه.

فردوا عليه بالموافقة، ومما قالوا له:

ألم نكن نحن مثلك عرب ومن العرب؟.

أما نحن الذين قبلناك رئيساً علينا لعلمنا أنك الرجل الوحيد بل الشريف الغيور الفريد المنصف بهذه الديار؟،

فكما أن شيمتك العربية تأبى تسليم الدخيل فشيمتنا وغيرتنا العربية تأبى أيضاً أن نعتزل عنك بمثل هذا اليوم الأسود،

وكيف تقبل شيمتنا الاعتزال عنك فلا نبقيك أنت ودخيلك مادام فينا دم الحياة؟،

وها نحن حاضرون نفدي أنفسنا وأرواحنا ومالنا في سبيل تخليص دخيلك.
------------------------------------
-----------------------------------
وهذي قصيدة الشيخ الشريف/ علي بن ثامر السعدون في رثاء أخيه الشيخ الشريف /عبدالمحسن بن ثامر السعدون, وذكر انتصارهم في معركة (غليوين) على والي بغداد عبدالله باشا سنة 1228هـ حماية لدخيلهم سعيد باشا, وقد قامت المنتفق بقتل الوالي القديم, واحتلوا بغداد, ونصبوا سعيد باشا والياً عليها:


الورق يلعي فوق عالي قــــــصورها
.................................................. ....... حمايمٍ يطربن الغنا من فجورها

تغنّت بصافي النوح عندي, وانا الذي
.................................................. ...... من البعد والفرقا أصالي مرورها

أيا أيها الورق الذي أنت ساهر
.................................................. ...... لك النوح شطرٍ من معالم شطورها

آه وا عضيدي الـ راح ما عاد يرجع
.................................................. ...... باللحد ثاوي في مطاوي قبورها

(أبا براك) زبن الجاذيات ابن ثامر
.................................................. .. وان همّلوا عصمان الايدي سيورها

أيا ليت( ابو براك) بالكون حاضر
.................................................. .... به صولةٍ جتنا.. كفى الله شرورها

لفتنا: ربيعة وابن جشعم ولامها
.................................................. . معا.. عسكر الدولة وجملة حضورها

ومعهم عقيلٍ والقبايل جميعها
.................................................. .... واللي بقلبه حسفةٍ جا.. يدورها

واشاروا علينا بالقطيعة, وذبحنا
.................................................. .. والاطواب تكفي في ملاهي زمورها

دعونا الصبح, واحنا نلملم جموعنا
.................................................. .. وحاروا, وداروا.. كيف حالٍ ندورها

و(صالح) نهار الكون زيزوم حربنا
.................................................. ....... عزنا وزبن رجالنا عن عقورها

وانا على قبّاً قحومٍ وعندلٍ
.................................................. ..... شعوى رفوع اليا تمثنت وعورها


ركضنا عليهم ركضةٍ(هاشميّة(
.................................................. ..... وراحت تناحي بالعوالي صدورها

غدا ذاك مذبوح, ٍ والاخر مخلاّ
.................................................. ........ وهذاك حقٍّ للحدا مع نسورها

وليناهم, وطابت بهم نفس لابتي
.................................................. .. ليا عاد ابو برغش حماها وسورها

ولمن خاب ذاك اليوم منّا ومنهم
.................................................. .... رايات سودٍ تنتشر في نشورها
__________________


وأخيراً بمثل هذه القيم النبيلة قامت مشيخة المنتفق قرابة أربعة قرون من الزمان