:23ar: بالرغم من أن المعادلة غير متكافئة بالفعل.. نظراً للفارق الرهيب في ميزان القوة.. إلا أن اضطرار الإسرائيليين للمبيت داخل الملاجيء خشية أن تطالهم صواريخ المقاومة اللبنانية سوف يكون إن آجلاً أو عاجلاً.. مصدر ضغط فعال ومؤثر علي حكومتهم لتوفير الأمن لهم.. وبالتالي الاستجابة لنداءات السلام..!!
الواقع العملي يقول إن حزب الله لم يشعل حرباً لسبب بسيط.. أنه لا يحمل أية صيغة رسمية.. وبالتالي ليس هو بالحكومة. أو بالدولة..!
كل ما هنالك.. أنه رأي كتنظيم شعبي عربي.. أبناء وأشقاء يتعرضون كل يوم لأبشع وسائل القهر. والظلم. والتنكيل.. فآثر أن يخفف عنهم قسوة العذاب من خلال العملية المحدودة التي قام بها والتي أسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين ومصرع ستة أو سبعة آخرين.. لاسيما أن هذا الحزب شأنه شأن بقية المنظمات. والهيئات. والجمعيات المماثلة علي مستوي الأمة يحز في نفسه.. ويدمي قلب أبنائه.. أن تظل إسرائيل تعيث في الأرض فساداً دون إجراء واحد يردعها.. أو علي الأقل.. ينبهها إلي إمكانية تعرض مصالحها للخطر..!

***

طبعاً.. لو أن إيهود أولمرت ورفاقه يمارسون السياسة كما ينبغي أن يكون.. ما بادروا بارتكاب كل تلك الحماقات التي أدت إلي تدمير البنية الأساسية للبنان وعزلته عن العالم لأنهم بذلك يزيدون الأمور تعقيداً. ويوغرون الصدور أكثر. وأكثر.. ويجعلون من السلام.. كمفهوم. وكمعني. وكمنهاج عمل.. مجرد دخان في الهواء..!
لقد كان الأجدر بالإسرائيليين.. باعتبارهم الذين يملكون مفاتيح القوة.. أن يحاولوا بشتي السبل والوسائل.. وقف حمامات الدم التي كانوا هم السبب ولا أحد غيرهم فيما ينتج عنها من نزف دائم ومستمر..!!
لكن.. من يري.. ومن يسمع.. ومن يحسن تقييم الأمور.. بموضوعية. وعقلانية..؟؟

***

فلتتأكد إسرائيل.. أن هذا الخراب الذي حل بلبنان.. لا يعكس دلالة واحدة من دلالات النصر..!!
بالعكس.. فمع كل شمعة تنطفيء. وجدار يتهدم. وطفلة تئن.. سوف تشتعل جذوة المقاومة أكثر وأكثر.. وبالتالي لن يهنأ "واحد فيهم" بحياة مطمئنة مستقرة مثل التي يعيشها ملايين البشر..!
غني عن البيان.. أن حكام تل أبيب.. لن يعيروا التفاتاً لكل من يحثهم علي "ضبط النفس".. بعد أن وضعوا "خطة الانتقام" وأغلقوا عقولهم دون ما من شأنه أن يفتح لهم "باب الخلاص".. مما هم فيه..!
صدقوني "ما هم فيه".. مؤلم.. ومرعب.. ومخيف.. المشكلة.. أنهم قوم مغرورون.. مكابرون نشأوا وتربوا علي حب تملك ما لدي الآخرين..!!

***

علي الجانب المقابل.. فإن حزب الله بصرف النظر عن الآثار التي أسفرت عنها العملية الشجاعة التي قام بها ضد جيش إسرائيل فسواء اتسمت هذه الآثار بالسلبية أم بالإيجابية.. إلا أنه يكفيه تلك الضربات الشرسة التي يتلقاها من العدو.. أما أن يكون هدفاً لسهام الأشقاء الذين لم يجد بدا من أن يتحمل العبء بصورة أو بأخري نيابة عنهم.. فهذا بصراحة ما لا يمكن قبوله..!
تحياتى .. جــــو