لا يجوز القول برفض الإسلام للسياحة بل يجب علي السياح والعاملين في مجال السياحة من المسلمين أن يلتزموا بشرع الله عز وجل حتي يجمعوا بين سعادتي الدنيا والآخرة، ويبارك الله تعالي في أرزاقهم، كما أن الالتزام بأحكام ومباءيء الشريعة الإسلامية في مجال السياحة يحقق النفع والخير ليس فقط للمسلمين بل لكل الناس جميعاً كما تعتبر منبراً من منابر الدعوة الإسلامية حيث تكشف للناس عظمة هذا الدين العظيم وسماحته، وأنه دين السلام والسماحة والرحمة والعدل والرأفة والإنسانية والخير والتحضر وهذا كله لن يتجلي إلا من خلال الالتزام بشريعته السامية ويلتزم بها من يعملون في السياحة علي مستوي الأفراد أو الشركات أو الهيئات أو المراكز السياحية.
ونأمل أن يكون هناك ميثاق أخلاقي مستنبط من مصادر الشريعة الإسلامية يلتزم به العاملون بالسياحة.
والواقع أنه من بين المنافع والمزايا والخيرات التي تجني من السياحة المنضبطة بشرع الله تقوية الإيمان والعقيدة والثبات علي وحدانية الله من خلال التأمل والتدبر في مخلوقاته، كما أنها تقوي روابط الأخوة والحب في الله وتطبق معني قول الله عز وجل: إنما المؤمنون إخوة .. كما تنمي الروابط الاجتماعية بين الناس الذين ينتمون جميعاً إلي آدم وحواء وتسهم في إثراء المعارف والحضارات بين الدول لينتفع بعضهم ببعض، كما تتنمي العلاقات الاقتصادية بين الدول، وكذلك تحقق الترويح المشروع عن النفس للتقوي علي عبادة الله سبحانه وتعالي، وهذه أمور يحض عليها الإسلام ومن أساسيات الفطرة الخالصة لله عز وجل.
وأنه لمن الخطأ والجهل أن نعتقد أنه لا توجد سياحة إلا بوجود الخمر والميسر والفواحش والزنا والعُري والعربدة وصناعة الأوثان والأصنام، أو من خلال ابتزاز أموال السياح، والنصب عليهم أو التسول أمامهم فالإسلام بريء من هذه المفاسد والله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين بل يجب أن تكون السياحة مشروعة والوسائل المؤدية إليها مشروعة، وعلي المسلم ألا يظن أنه بتجنب هذه المفاسد والفواحش يقل عدد السياح وينخفض الإيراد فقد رد الله علي هؤلاء بقوله سبحانه وتعالي: وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء الله إن الله عليم حكيم . وقوله: قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فأتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون وفي هذا المقام يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً . رواه مسلم ويقول صلي الله عليه وسلم: إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه رواه الدارقطني
مواقع النشر (المفضلة)