سماعات حديثة لعصر الـ «آي بود»
تتواصل لاسلكيا بجهاز عرض الموسيقى وتخبر أصحابها بورود مكالمة هاتفية بالجوال
* في البداية ظهر الهاتف الجوال، وكانت المؤثرات الاجتماعية هائلة، اذ اصبح الناس فجأة يتحدثون بصوت عال، ويجبرون الناس المحيطين بهم على معرفة اذواقهم في العمل وفي الحب ايضا! ثم ظهرت سماعات الاذن، وتبعتها ظاهرة اجتماعية اخرى، اذ اخذنا نشهد بعض الناس وهم يسيرون في الشوارع يتحدثون من دون وجود هاتف. وكان السلك هو الشيء الوحيد الذي يؤكد لك ان هؤلاء الاشخاص لم يصابوا بلوثة عقلية. اما الثورة التالية فكانت ظهور سماعات «بلوتوث»، وهي عبارة عن جهاز لاسلكي يوضع في الاذن. ومن دون اسلاك، لم يعد هناك فرق بين رجل اعمال مشغول وشخص مصاب بلوثة عقلية. وفي عصر الـ «آي بود» اخذ الناس يعزلون انفسهم في الاماكن العامة اكثر من ذي قبل، الا ان الآخرين يعلمون حقا انهم ليسوا بمجانين بمجرد ان ينظروا الى آذانهم.
* سماعات عصرية
* ولم ينته الامر عند هذا الحد، اذ يمكنك الآن شراء سماعة اذن يمكنك عن طريقها الاستماع الى الـ «آي بود» والى الهاتف الجوال. وقد انتجت العديد من الشركات هذا النوع من الاجهزة، من بينها موتورولا HT820 التي تسوق بثمن 84 دولارا عبر الانترنت واخرى من «بلانترونيكس» هي بولسرPulsar 590A بثمن 107 دولارات، واخيرا احدث انواعها من «جابرا» BT620s بثمن 80 دولارا.
واذا ما دق الهاتف اثناء استماعك الى الـ « آي بود»، تسمع خشخشة لطيفة في السماعات. وتضغط على زر معين وتتوقف الموسيقى ويصبح الهاتف مرتبطا لاسلكيا بالسماعات. وعندما تضغط على الزر بعد انتهاء المحادثة تعود الموسيقى.
وخطت شركة «اوكلي» التي تتعاون مع موتورولا خطوة اخرى، اذ طورت نظارات شمسية جديدة من طرازO Rokr بثمن 250 دولارا، وهي نظارة فاخرة بها ميكروفون مخف وسماعات اذن دقيقة للغاية. وهي تؤدي نفس العمل التي تؤديه السماعات بتقنيات البلوتوث التي تتيح لأصحابها الاشتراك بين الموسيقى والهاتف. وفي جميع السماعات التي اشرنا اليها يمكن، عن طريق الضغط على زر او الامساك به، تنشيط وظائف مثل اعادة طلب اخر رقم، ورفض المكالمات أو الانتظار. ولأنك تستمع الى المكالمة الهاتفية عبر السماعتين، فإن الصوت القادم من الطرف الآخر يبدو في غاية الوضوح، كما ان الطرف الآخر على المكالمة يستمع الى صوتك بطريقة جيدة. غير ان قيادة السيارة واذنيك مغطاة يمكن ان يكون خطرا بل وغير قانوني.
وبالنسبة للمكالمات الهاتفية يجب ان يكون الهاتف مجهزا لاستخدام البلوتوث، وهو غير موجود في الهواتف الرخيصة.
* تواؤم التقنيات
* غير ان الـ «آي بود» غير معد لاستخدام تقنيات البلوتوث. ولكي تجعله يعمل مع البلوتوث يجب اضافة جهاز ارسال بلوتوث ، وهنا تبدأ الامور في التعقد. وهناك طرازان من اجهزة الارسال، فهناك اجهزة الارسال العامة التي يمكن توصيلها بأي شيء: كومبيوتر جهاز ستريو، جهاز عرض الموسيقى كومبيوتر محمول، كومبيوتر الكف وهي متعددة الاستخدامات، بحيث يمكنك الاستماع الى التلفزيون اثناء نوم زوجتك من دون ان تشعر هي بالصوت.
الا ان المشكلة هي ان الازرار في السماعات او النظارات الشمسية العاملة بتقنيات البلوتوث، لا يمكنها ايقاف الموسيقى، بل يمكنها تعديل الصوت. وعندما تتلقى مكالمة ينخفض الصوت الموسيقي ولكنه لا يتوقف.
وجهاز بلانترونيكس بولسر 590 A يأتي مجهزا بجهاز ارسال. اما النوع الآخر من اجهزة الارسال فهو خاص بالـ «آي بود»، فهناك اجهزة مثل NavyPlay (75 دولارا) وiCombi (50 دولارا) و«جابرا» A125s (50 دولارا) يمكن توصيله بمنصة الـ«آي بود». ويقبل جهاز الارسال الخاص بالـ «آي بود» كل تعليمات الموجودة في السماعات/النظارة. واذا كنت تخزن موسيقى على جهاز الهاتف الجوال، ربما تتعجب لماذا تفعل ذلك. وهل يمكنك الاستماع الى الموسيقى مباشرة من الهاتف عبر النظارة الشمسية؟
الاجابة على مثل هذا السؤال تحتاج الى المعلومات التكنولوجية.
لكي يمكن لهذه السماعات والنظارات الشمسية تقديم مثل هذا المستوى الجيد من الصوت، تستفيد من صفة يطلق عليها «ستريو بلوتوث». واذا ما كان هاتفك مجهزا لاستقبال هذه النوعية من الصوت المعروف باسم «ملف التوزيع الصوتي المتقدم» فيمكنك الاستماع للموسيقى من هاتفك مباشرة عبر السماعات او النظارات. مع الأسف لا يوجد في الولايات المتحدة الا ثلاثة اجهزة هاتف مجهزة بمثل هذه الميزة وهي نوكيا 8801 وموتورولا كيو و ال جي 550. وتعمل سماعات البلوتوث والنظارات الشمسية مع هواتف اخرى الا ان نوعية الصوت غير جيدة.
وهناك قضية اخرى لا بد من الاشارة اليها وهي ان استخدام سماعات البلوتوث او النظارات الشمسية يتطلب اتباع سلوكيات جديدة. فأولا، يجب شحنها كل ليلة. ووقت الاستخدام بالنسبة لجهاز البلانترونيكس 11 ساعة و 16 ساعة بالنسبة لموتورولا و15 ساعة بالنسبة لجابرا و5 ساعات بالنسبة للنظارات الشمسية. ويمكن شحن الاجهزة الثلاثة مباشرة عبر محول او من كومبيوتر لاب توب.
كما يجب عليك دخول عالم التوأمة. أي تعليم جهازين بتقنية البلوتوث التحادث مع بعضها البعض فقط، وهي ضرورة من اجل منع الفوضى في الشوارع. فلا احد يحب ان يسمع جهاز «آي بود» شخص آخر وهو يمر بالقرب منه.
وعملية التوأمة ليست معقدة، فلا تزيد عن مجرد الضغط على زرين في سماعة الرأس او النظارة الشمسية ثم تضغط على زر في جهاز الارسال او الهاتف. الا انها يمكن ان تصبح محيرة، فعلى سبيل المثال، ربما لا تعمل التوأمة الا اذا «توأمت» الـ «آي بود» قبل الهاتف الجوال. ولحسن الحظ، يمكن الا تضطر لاعادة التوأمة بعد اليوم الاول.
* طراز السماعة المفضل واذا لم يؤثر على حماسك كل ما ذكرناه فإن الخطوة الوحيدة المتبقية هي تقرير نوعية السماعة المناسبة لأسلوب حياتك.
* سماعات جابرا سهلة الوضع، ومريحة للغاية وذات نوعية صوت ممتازة.
* ومن ناحية اخرى فإن سماعات بلانترونيكس التي تغطي الاذن افضل من ناحية الوضع. ونوعية الاتصال افضل بكثير من سماعات جابرا بسبب الميكروفون الذي يمكن تحريكه.
* اما سماعات موتورولا فتوضع خلف الرأس. ونظام التوأمة فيه اكثر تعقيدا، كما ان نوعية الصوت اقل بدرجة بسيطة من السماعات المنافسة.
* واخيرا فإن سماعات اوكلي في غاية الاناقة ونوعية الصوت جيدة.
واذا ما كان اهتمامك يتركز اساسا على متابعة التقنيات الجديدة، فيمكنك توفير الكثير من الاموال بعدم شراء أي شيء. البس نظارة شمسية عادية او سماعة قديمة، وضع «آي بود» لا يعمل في جيبك، وسر في الشارع وتحدث الى نفسك، ولن يعرف احد الفرق.
مواقع النشر (المفضلة)