ما أبعدها يا زمن ..
ما أقرب قلبها يا دهر ..
بعيدة عن سماء إبتسامتها ..
ملتاعة للقاء أحباءها ..
تهفوا في منزل مليئ بالضجيج ..
وترسوا إلى غرفتها لوحدها ..
لتحاكي عالمها ..
ليس عالم من خيال ..
وإنما عالم من العواطف تجاه أحباءها ..
ما أبعدهم عنها ..
وما أقرب قلبها إليهم ..
هذه هي ..
تنظر إلى أبيها وتبتسم في وجه والدتها ..
تتخيلهم ..
تفكر فيهم ..
تحنوا إلى جمال الإقتراب بهم ..
هكذا هي ..
تتصفح أماكن الذكريات ..
ولكن ..
لا يوجد في غرفتها مكان لذكرياتهم ..
لأن غرفتها لا تحمل في جعبتها سوى أفكار المستقبل ..
لذلك هي لا تفكر في ذكرياتها إلا إذا أصبحت وحيدة ..
لتفكر ..
وتتخيل ..
وتسافر ..
عبر تلك الذكريات ..
نعم الذكريات الجميلة ..
يـا .. أللــه ..
أي معاناة تجذبها ..
وأي قسوة تلملم شتاتها ..
فتخرج من غرفة الذكريات ..
لتبتعد عن آلم الأمنيات العذبة ..
فتجد عائلة بأكملها مجتمعين ..
فتنظر إلى إجتماعهم ..
وتسمع تسامرهم وضحكاتهم ..
فتطلق نظرة من الحسد المباح تجاههم ..
لتقول ..
لو كانت عائلتي مكانهم ..
لو كنت أنا الآن أضحك وأجتمع مع عائلتي ..
آآآه .. ما أبعدني عنهم ..
آآآه .. ما أقرب مكانهم إلى قلبي ..
كم تحتاج إلى إجتماع عائلي يأسرها ..
وكم تتوق إلى إبتسامة إليهم تطلقها ..
هي الحياة ..
هو ألم الإبتعاد ..
وتلك جنة الإقتراب ..
فما تملك تجاه نظرة إشتياقها لعائلتها ..
سوى أن تنظر إلى أسماء عائلتها عبر موبايلها ..
لتنظر إلى أسمائهم ..
وتقرأ رسائلهم ..
علّها تقتل إغترابها ..
وبعد محاولة قتل غربتها ..
تنزل دمعة من عينها ..
تحاول هذه الدمعة النزول بأي طريقة كانت ..
فتحاول هي حبس دموعها ..
ولكن في الأخير ..
تقاوم هذه الدمعة ..
حينما تستأذن من تلك العائلة ..
لتذهب إلى غرفتها ..
فتقوم بالإتصال على عائلتها ..
لتقتل بعدها ..
وتغتال غربتها ..
فتسمع أخبارهم ..
وتسعد بسماع صوتهم ..
ولكنها تصاب بالشوق في إجتماع مناسباتهم ..
حينما تسألهم عن تفاصيل مناسباتهم بكل دقة ..
لأنها تريد أن تعرف كل شيء عن المناسبة كي تتخيلها لتعيشها معهم ..
حينها يعزف في قلبها قسوة الإبتعاد ..
ولكن ..
هل إستطاعت أن تخفي ألم إبتعادها ..
أم تنظر إلى حلمها القادم لعله يمنحها أفكارا جديدة ..
لتمنح ذاك الحلم القادم شوقا وغلا ..
فهل سيعي ذاك الحلم الذي يسكنها ألم إبتعادها ..
وهل سيعوضها ذاك الحلم القادم ذكريات عائلتها ..
هي تنتظرك أيها الحلم ..
فلا تخيب أيها الحلم القادم أمل من تسكنها ..
كي لا تظل البعيدة إلى الأبد ..
أمنياتي
لـورانس
@ البعيـدة .. أنثى من عزف الخيال ..
مواقع النشر (المفضلة)