عـظـمـتـه سـبـحانه وتـعـالــى

**رحيق الورد** · 27-07-2006, 12:15 PM

تـأمـل خطاب القرآن تجد ملكا ً له الملك كله , وله الحمد كله

أزمة الأمور كلها بيده , ومصدرها منه , ومردها إليه , مستويا ً

على سرير ملكه , لا تخفي عليه خافية في أقطار مملكته ,

عالما ً بما في نفوس عبيده , مطلعاً على أسرارهم وعلانيتهم ,

منفردا ً بتدبير المملكة , يسمع ويرى , ويعطى ويمنع , ويثيب

ويعاقب , ويكرم ويهين , ويخلق ويرزق , ويميت ويحيي , ويقدر

ويقضى ويدبر .

الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها , صاعدة أليه لا تتحرك ذرة

لا بإذنه , ولا تسقط ورقه إلا بعلمه . فتأمل كيف تجده يثني على

نفسه , ويمجد نفسه , ويحمد نفسه , وينصح عباده, ويدلهم على

ما فيه سعادتهم وفلاحهم , ويرغبهم فيه , ويحذرهم مما فيه

هلاكهم , ويتحبب إليهم بنعمه وآلائـه , ويذكرهم بنعمه عليهم ,

ويحذرهم من نقمه ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن طاعوه , وما

أعد لهم من العقوبة إن عصوه , ويدعو إلى دار السلام , ويذكر

أوصافها وحسنها ونعيمها , ويحذر من دار البوار , ويذكر عذابها

وقبحها وآلامها .

فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكا ً عظيما ً رحيما ً جواداً جميلا ً

هذا شأنه فكيف لا تحبه , وتنافس في القرب منه , وتنفق أنفاسها

في التودد إليه , ويكون أحب إليها من كل ما سواه , ورضاه آثر

عندها من كل رضا ما سواه . وكيف لا تلهج بذكره , ويصير حبه والشوق

إليه والأنس به هو غذاؤها وقوتها ودواؤها , بحيث إن فقدت ذلك

فسدت وهلكت , ولم تنتفع بحياتها .

رحـيـق الـورد