عندما تنوء ظهورنا بأعباء الحياة وأخطائنا.. ويتساوى الفرح والحزن، تختفي مباهج الحياة تصبح الروح كالهشيم تذروها الرياح.. بل تعصف بها إلى حيث تريد بلا مقاومة أو رغبة ولو في التشبث بخيوط آمال أتعبت الأجساد من ملاحقتها أزماناً وبات الاستسلام خيارها الوحيد والاستسلام والهزيمة وجهان للحظ العاثر وإذا حط أي منهما في نفوسنا حل الشقاء وبات الحديث عن المعاناة حديث لا يمل.. نجتر الحزن والألم ونتلذذ بالعذاب وكأنما للحياة وجه واحد حزين كئيب.
في هذه الحالة ليس لك إلا مكان واحد يعيد إلى نفسك معنى وجودها ويعطيك الفرصة لتكون أنت كما تريد أنت.. كائن بشري سعيد وحر يعرف أن للحزن طعماً واحداً وأن للسعادة ألف طعم.. هذا المكان بمجرد دخولك إليه يعيد إليك صياغة نفسك من جديد!!! ففيه لحظات ميلاد جديدة وأنفاس من الإيمان تملأ الصدور اطمئناناً وسكينة لو احتضنك الكون كله لن تجد الطمأنينة كما في هذا المكان أنه حرم الله الآمن يا لهذا المكان العظيم!! أنه بيت الله.
بالتأكيد كلنا نعرف ذلك ولكن هل كلنا نستشعر ذلك؟ تخيل ذلك وقل في نفسك أنا في جوار بيت الله.. انظر إلى الكعبة الشريفة مجرد حجر أسود لكن تكتسيه هيبة وشرف تعجز أن تكتسيها قصور العالم؟ بيت الله العتيق يدعونا إليه ربنا بلا شروط أو قيود أو حجز أو موعد، يقبلنا فيه بهمومنا وأحزاننا بأفراحنا بذنبوبنا وخطايانا.. فيه يتبدل الخوف أمناً والشقاء سعادة.
فيه تصغر الهموم وتكبر الهمم ويصبح للحياة معنى وللوجود غاية.. والله لو عرف العالم ما فيه من الخير لأتوه حبواً.. فإلى متى لندن وباريس حيث يتساوى الفرح والحزن وتبقى الحياة قبلهما وبعدهما عبئاً كبيراً والموت عبئاً أكبر.. إلى متى؟.
هي... والدموع
لا أراها إلا باكية لدرجة إنني بت على يقين إنها لم تستخدم عينيها كما استخدمتهما في البكاء كانت الدموع تنساب من عينيها وتتناثر كحبات المطر بزخمها وتسارعها وحجمها.. قلت لما البكاء والاستمرار عليه.. ألا يكفي البكاء.. ألم تذهب الأحزان؟؟ ألم تتعودي الألم؟؟ ألم يجدِ الصبر.؟؟ ألم.. ألم..؟؟
قالت إني صابرة ولكني لا أملك إلا أن أبكي؟؟ سأبكي حزني وأسفي على نفسي حتى تبيض عيني سكت ولم أعقب وتركتها والآية الكريمة تصدح في أذني {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (84) سورة يوسف.
تغريبة الشرق والغرب
عندما يسافر الشرق إلى الغرب نقول تغريبة وهذا صحيح فهي غربة ويا غريب كن أديباً؟.. ولكن عندما يسافر الغرب إلى الشرق هل نقول تشريقة - ولو مجازاً - نعم فقد يشرق بالإسلام وقد يشرق بدماء الأبرياء..؟؟.
مواقع النشر (المفضلة)