[frame="4 90"]لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح، فإياك والوقوع في أعراض الناس، وذكر مثالبهم والفرح بعثراتهم وطلب زلاتهم.
لا توقد فرنا في صدرك من العداوات والأحقاد وبغض الناس، وكره الآخرين، فإن هذا عذاب دائم.
لا تحطمك التوافه، ولا تعط المسألة أكبر من حجمها، واحذر من تهويل الأمور والمبالغة في الأحداث.
لا تفرح أعداءك بغضبك وحزنك، فإن هذا ما يريدون، فلا تحقق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك.
قدر أسوأ الاحتمالات عند الخوف من الحوادث، ثم وطن نفسك لتقبل ذلك فستجد الراحة واليسر.
زر المستشفى لتعرف نعمة العافية، والسجن لتعرف نعمة الحرية، والمصاح العقلية لتعرف نعمة العقل، فأنت في نعم لا تدري بها.
الكون بني على النظام فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك.
البلاء يقرب بينك وبين الله، ويعلمك الدعاء، ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر والخيلاء.
أنت تحمل في نفسك قناطير النعم، وكنوز الخيرات التي وهبك الله إياها.
أعلم إنك لست الوحيد في البلاء، فما سلم من الهم أحد، وما نجا من الشدة بشر.
لا تجالس البغضاء والثقلاء والحسدة، فإنهم حمى الروح، وهم رسل الكدر وحملة الأحزان.
أكثر ما يخاف لا يكون، وغالب ما يسمع من مكروه لا يقع، وفي الله كفاية وعنده رعاية ومنه العون.
لا تتوقع الحوادث، ولا تنتظر السوء، ولا تصدق الإشاعات، ولا تستسلم للأراجيف.
اعلم أن الشدائد تفتح الأسماع والأبصار، وتحيي القلب، وتردع النفس، وتذكر العبد، وتزيد الثواب.
[/frame]