توقعنا عودة كونداليزا رايس الي المنطقة بعد زيارتها الأولي وأكدنا أنها ستعود بعد فشل مؤتمر روما وقد عادت. بدأت بإسرائيل وصور بروتوكولية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يبتسمان الي عدسات المصورين. إلا أن الحقيقة خالية من الابتسامات. فالوضع جد خطير وعودتها السريعة تكشف مدي الخطورة. فإسرائيل لم تحقق شيئا من أهداف عدوانها علي لبنان سوي تدميره كاملا بينما بقي حزب الله يلقي بصواريخه علي إسرائيل ويحقق الشيخ حسن نصر وعده في الوصول الي ما بعد حيفا وقد ايقن الأمريكيون والإسرائيليون صدمة هذا الرجل. الذي قدم من قبل ولده وفلذة كبده شهيدا في معركة الكرامة ضد اسرائيل. عادت كونداليزا رايس لتجلس مع قادة اسرائيل تناقش معهم ما انجزوه. فهي لا تستطيع بالطبع توبيخهم علي فشلهم في تحقيق ما وعدوا به بالقضاء علي حزب الله ولم تمكنهم القنابل التي حصلوا عليها من دك الأرض وتمهيدها لإقامة الشرق الأوسط الجديد بعد أن أخذوا المهلة تلو المهلة ورفضت واشنطن كل النداءات بوقف اطلاق النار علي أمل ان تنهي اسرائيل المهمة.
وعندما تعثرت الأمور وتعقدت عادت كونداليزا للمنطقة لتتدارس مع قادة اسرائيل كيفية الخروج من المأزق وإعداد مسودة مشروع قرار لتقديمه الي مجلس الأمن تحفظ به لإسرائيل ماء وجهها الذي انساب دما وفي الوقت نفسه البحث عن تعبير آخر غير "وقف اطلاق النار" والذي رفضته اسرائيل وواشنطن في البداية. القرار لن يخرج عن ضرورة ارسال قوات دولية الي المنطقة وهو يعني وقف اطلاق النار. فهذه القوات لن تصل الي جنوب لبنان إلا بعد وقف إطلاق النيران وان كانت واشنطن واسرائيل تحاولان ان يصدر مثل هذا القرار في اطار المادة السابعة التي تفرض استخدام القوة ضد من يرفض الامتثال له أو تطبيقه. فماذا سيفعلان اذا رفض حسن نصر الله القرار وخاصة بعدما رأي ميلا في المواقف العربية تجاهه وشعر أن هناك حكومات ان لم تستطع تأييده في العلن فهي تؤيده في السر وان الشعوب العربية قد نجحت في اقناع قادتها بضرورة عدم اتخاذ مواقف مضادة ضد حزب الله وزعيمه رغم الفتاوي الدينية الغريبة التي بدأت تظهر من هنا وهناك. ومحاولة ان تزيد الفتنة فتنة والتقسيم تقسيما والحديث عن سنة وشيعة.
لقد ادركت الشعوب العربية والتي لا تقيم لها واشنطن أو إسرائيل وزنا ان المقاومة عمل مشروع وان الكرامة لا تفرق بين شيعي وسني وان صلابة حزب الله وحسن نصر الله والذي لم يعد الشعوب العربية بالانتصار علي اسرائيل أو القضاء عليها قد نجحت حتي الآن في جذب كونداليزا مجددا الي المنطقة. مهرولة قلوقة تخفي فزعها وراء ابتسامات باهتة. في محاولة جديدة ليس لإقامة شرق أوسط جديد ولكنها في محاولة مكشوفة لأن تبقي اسرائيل "فزاعة" للعرب والا تهن إسرائيل وجيشها أكثر مما أهين وألا تظهر وجوه جنودها الاشاوس يبكون موت رفاقهم ويطالبون بحل سياسي ووقف اطلاق النار حتي لو اطلقوا عليه اسما مغايرا وقدموه في غلاف جديد!
تحياتى لأصدقاء المنتدى الجميل . بل الرائع
مواقع النشر (المفضلة)