مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نحن وأمريكا .. والشرق الأوسط

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    74
    معدل تقييم المستوى
    1

    Love نحن وأمريكا .. والشرق الأوسط

    :7ar:
    هذه محاولة لمد البصر وسط لهيب المعارك الجارية بالنار والدم علي أرض لبنان الشقيق، للتعرف بقدر الإمكان علي شكل وصورة ما هو قادم، أو ما هو مبيت، لهذه المنطقة خلال المرحلة القادمة، وبعد أن تهدأ النيران المشتعلة.
    وهذه المحاولة تقوم في أساسها علي ما هو معلن من جانب من يخططون ومن يبشرون بشرق أوسط جديد، ومن يقومون بمحاولة التنفيذ ورسم الخطوط علي أرض الواقع مستخدمين معاول الشر وآلة الحرب الشرسة لصناعة واقع جديد، بغض النظر عن الضحايا ومهما كان الثمن.
    وفي البداية نقول إنه أصبح واضحا تماما أن الولايات المتحدة تريد شرق أوسط جديدا يختلف عما هو قائم الآن، ويتوافق مع ما تراه، وما تريده للمنطقة في إطار ما تراه من ترتيبات ضرورية تتماشي مع النظام الدولي الجديد الذي أصبحت هي علي رأس السيطرة والقيادة فيه.
    وفي هذا نقول إننا أيضا نريد شرق أوسط جديدا بل وكل عربي يريد شرق اوسط جديدا..، ولكن الفرق بين الشرق أوسطين، الذي تريده امريكا وما نريده نحن وكل عربي، جد كبير وواسع.
    وحتي لايلتبس الأمر علي أحد وحتي لايقع أحد فريسة الفهم الخاطيء نسارع إلي القول ان الشرق الأوسط الذي نريده مختلف كلية عن ذلك الذي تبشرنا به الولايات المتحدة، قياسا علي سوابق فعلها وما قامت به وما تقوم به في المنطقة طوال السنوات الماضية وحتي الآن.
    نحن نريد شرق أوسط ينعم بالسلام والأمن ويتفرغ للتنمية والعمل بكل جدية وإصرار لتصبح دوله اكثر تقدما وحداثة وتصبح شعوبه أكثر رخاء وأمنا واستقرارا.
    نحن نريد شرق اوسط خاليا من الحروب والعنف والقتل والتدمير وعمليات الهدم والتفجير التي ترتكب الآن في لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة علي يد جيش العدوان الاسرائيلي، دون رادع او مانع، ودون أدني تحرك من الدول الكبري التي اطلقت علي نفسها أسم العالم المتحضر أو المتمدين أو الحر.
    نريد شرق أوسط خاليا من الاحتلال أو التهديد باستخدام القوة الغاشمة وممارساتها العدوانية الظالمة ضد الشعوب الآمنة، وفي هذا الاطار يجب ان ينتهي ذلك الخلل الفاضح في الألفية الثالثة المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي الجاثم علي الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، والجولان السورية، ومزارع شبعا اللبنانية، وهو ما يمثل بالفعل فضيحة كبري في وقت انتهت فيه كافة أشكال الاحتلال في العالم عدا هذه المنطقة، المنكوبة بالاحتلال.
    نريد شرق اوسط جديدا بالفعل، خاليا من أسلحة الدمار الشامل بما فيها جميع أسلحة الدمار المتمثلة في الترسانة النووية الاسرائيلية وكذلك ترسانتها الهائلة من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، التي تمثل التهديد الحقيقي للمنطقة كلها.. وكفانا صمتا دوليا علي ذلك بحجج وذرائع واهية إن دلت علي شيء فإنما تدل علي اختلال المقاييس وغيبة العدالة الدولية.
    نريد شرق أوسط جديدا تصبح فيه العراق حرة، وينتهي فيه الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق، وتتوقف فيه أنهار الدم المنسابة يوميا، وتتوقف جميع المحاولات للدفع إلي حرب اهلية أو طائفية، ويعود العراق موحدا لكل ابنائه ينعم بالسلام والاستقرار والامن، ...، وهو مالم يره ولم ينعم به منذ الغزو والاحتلال الامريكي له.

    * * *

    ليس هذا فقط مانريده للشرق الاوسط،..، بل هناك أشياء اخري نجدها هامة وضرورية ولابد أن تتحقق وعلي رأسها بالطبع انتهاء تلك التدخلات الامريكية غير المبررة بل والحمقاء أيضا في شئون دوله ومصائر شعوبه باسم الحرية والديمقراطية وهما منها براء.
    ولا اعتقد ان في منطقتنا العربية او غيرها من يرفض الحرية او الديمقراطية باعتبارهما من الحقوق الاساسية واللازمة للشعوب وجميع المواطنين، وباعتبارهما ايضا من الأسس اللازمة لتحقيق الرقي الانساني، والنهضة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وفتح الباب امام التطوير والتحديث والاصلاح في جميع صوره واشكاله وعلي جميع المسارات.
    ولكن لا اعتقد علي الاطلاق ان هناك من يوافق أو يؤيد، او يرضي ان يكون الطريق الي ذلك هو الدمار، والقتل، والمجازر، والهدم، وتشريد الشعوب وخلق فوضي عارمة وهدامة في جميع الدول وكل المنطقة يصعب بعدها بل يستحيل بعدها اصلاح اي شيء أو بقاء اي شيء صحيح أو ايجابي.

    * *
    وفي هذا الإطار، احسب ان الوقت قد حان كي تدرك الولايات المتحدة الامريكية أنها ارتكبت ولاتزال ترتكب أخطاء جسيمة في منطقة الشرق الاوسط، وفي المنطقة العربية علي وجه التحديد، وعليها تدارك هذه الاخطاء قبل ان تستفحل ويصعب علاجها او تداركها.
    وأول هذه الاخطاء هو ذلك الانحياز الكامل وغير العادل لاسرائيل في قضية الصراع العربي الاسرائيلي، وهو ما نجم عنه انتقالها من خانة أو موضع الوسيط والمحايد والنزيه في هذا الصراع الي خانة المنحاز لطرف ضد طرف دون نزاهة ودون عدل

    وثاني هذه الأخطاء، ولعلها الاكثر فداحة هو إقدام الولايات المتحدة الامريكية علي غزو واحتلال العراق، بعد كم هائل من الاكاذيب والادعاءات غير الحقيقية، بدأت باعلانها علي لسان الرئيس بوش وغيره من اركان ومسئولي الادارة الامريكية، انها تسعي لانقاذ المنطقة والعالم من خطر الترسانة الهائلة لأسلحة الدمار الشامل التي يستحوذ عليها صدام حسين، ويهدف لاستخدامها في ضرب وتدمير جيرانه، وغيرهم وهو ما يمثل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين يجب التصدي له ووقفه.
    ورغم ثبوت عدم صحة هذا الادعاء، ومخالفته للواقع، بعد ان فشلت جميع مجموعات التفتيش الدولي التابعة للامم المتحدة في العثور علي شيء من هذه الاسلحة المزعومة سواء ذرية او كيماوية، او بيولوجية، ... الا ان بوش اصر علي ضرورة شن الحرب علي العراق بالمخالفة للشرعية الدولية، مدعيا ان صدام حسين أخفاها في مخازن سرية، وعربات متحركة ومنتشرة في كل اراضي العراق وان قواته ستتمكن من العثور علي هذه الاسلحة فور دخولها الي العراق وانها ستريح العالم من شرها ومن شرور صدام.
    وعندما ادرك الرئيس بوش ان احدا في العالم بأسره لم يعد يصدق تلك القصة الواهية والمتهالكة، وان كل المؤشرات وجميع الدلائل تشير بعدم صحتها،...، خرج علينا وعلي العالم بقصة اخري، وراح يؤكد ان الهدف من شن الحرب وعملية الغزو ليست علي الاطلاق، احتلال العراق والاستيلاء علي ثرواته البترولية، التي تمثل نسبة هائلة من الانتاج والاحتياطي العالمي، ولكن الهدف هو تحرير العراق من صدام، واسقاطه هو ونظامه الديكتاتوري، ثم تحويل العراق الي نموذج ديمقراطي حر يصلح للتصدير والتنفيذ في كل دولة عربية اخري، ويكون نواة لشرق اوسط كبير.
    ولم يكتف بذلك بل اضاف عليه أن الغزو ضروري ايضا للقضاء علي الارهاب، وتجفيف منابعه ، ومعالجة اسبابه، وان العراق الديمقراطي الحر هو جزء هام واساسي من الحرب العالمية ضد الارهاب.
    ورغم عدم تصديقنا لما يقوله بوش، وبالرغم من عدم تصديق احد في العالم لكل ما قاله عن الاسباب والدواعي لغزو واحتلال العراق. إلا أننا انتظرنا وانتظر العالم معنا رؤية ما سيكون، وما سيتم وكيف ستتحول العراق بعد سقوطها في قبضة الاحتلال الامريكي الي واحة من الحرية وجنة من الديمقراطية،... ، فإذا بنا نري العراق وقد تحول الي فوضي عارمة، ودمار شامل، وعمليات قتل واغتيال جماعية، ونار حرب طائفية تستعر وتشتعل في كل مكان وتهدد كل شيء وكل العراقيين،....، وإذا بنا نري حرية القتل وديمقراطية التدمير.

    * * *

    وهكذا تحول العراق في قبضة الاحتلال الامريكي إلي صورة حية ومؤلمة للمأساة الانسانية والاجتماعية في ابشع صورها، وأصبح مثالا واضحا علي ما يمكن ان يؤدي اليه الجهل السياسي بطبائع الشعوب من نتائج كارثية يصعب علاجها واصلاحها،...، وأصبح العراق نموذجا للفوضي الهدامة، ومسرحا للعنف والرعب، ومزرعة لتربية وتدريب الارهابيين.
    من أجل ذلك كله فنحن نرفض الشرق الأوسط الجديد الذي يبشرنا به الرئيس الأمريكي، والذي أعلنت عنه وزيرة خارجيته رايس، خاصة ان هذا الشرق الأوسط الذي يبشرونا به ويعلنون عنه، سواء كان كبيرا أو واسعا، أو جديدا، يحمل في طياته الكثير من المخاطر التي لا نستطيع تجاهلها، والعديد من الاخطار التي لا تحمد عقباها علي الاطلاق، ولا يمكن قبولها علي أي وجه من الوجوه.
    ويكفي للدلالة علي ذلك ما رأيناه في العراق خلال السنوات الثلاث الماضية، وما نراه قائما هناك الآن، وكيف أن الحرية الموعودة والديمقراطية المأمولة قد تحولتا تحت أيديهما إلي دمار وخراب وقتل وارهاب، وهو ما يهدم، بل ينسف الفكرة الأمريكية القائلة إن العراق سيصبح الدولة النموذج القابلة للتصدير والتطبيق في جميع الدول العربية.
    ولعل الأخطر من ذلك يكمن في أن الفكرة ذاتها من وراء الشرق الأوسط الكبير أو الواسع أو الجديد طبقا للمفهوم الأمريكي تقوم في الأساس والجوهر علي محاولة واضحة، وغير خفية للقضاء علي الهوية العربية نهائيا، واذابتها في فضاء واسع ورقعة جغرافية كبيرة تضم قوميات متعددة تمتد من باكستان شرقا وحتي المغرب غربا، وتشمل افغانستان، وايران، وتركيا وإسرائيل، ولبنان، وسوريا، والاردن، ودول الخليج، وفلسطين، ومصر، والسودان، وليبيا، وتونس، والجزائر، ثم المغرب وموريتانيا.
    ومن الواضح في هذا الخضم الكبير، أن العرب سيتوهون وسط قوميات وهويات متعددة، وسيغرقون في محيط واسع يضم خليطا من السمك، واللبن، والتمر هندي، تتعدد فيه الثقافات، وتتنوع فيه الألسن واللغات، وتختلف فيه القيم، والعادات، والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية والإنسانية ويختلط فيه الحابل بالنابل،...، وهو ما يدعو للحذر ولا يبعث علي الاطمئنان للهدف، أو الغاية، أو حتي الفكرة.

    * * *

    وإذا ما عدنا إلي الاخطاء الأمريكية التي ارتكبت ولا تزال ترتكب في المنطقة العربية، لوجدنا مثالا صارخا عليها ما يحدث الآن في لبنان، وما يجري حاليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث المذابح الإسرائيلية، والمجازر اللاانسانية ترتكب بشراسة وهمجية تفوق الحد، تحت سمع وبصر الدولة الأقوي، التي هي أمريكا، بل وبمباركة منها بحجة أن تلك هي المقدمة، والمخاض، لعملية ولادة الشرق الأوسط الجديد.
    وهذا شيء غريب وغير مقبول بأي مقياس انساني،...، لأنه ببساطة يعني موافقة وتأييد الولايات المتحدة الأمريكية، علي عمليات القتل والتدمير والهدم والتشريد التي يتعرض لها الشعب اللبناني طوال الأيام الماضية بحجة أو تحت ذريعة أن ذلك مقدمة لميلاد الشرق الأوسط الجديد، والذي تريد الولايات المتحدة تعميده بالدم والنار ،...، وهو الميلاد الذي راح ضحيته حتي الآن ما يقارب الألف شهيد لبناني، وما يقارب المليون مشرد،.. والبقية تأتي.
    وهذا شيء لا يمكن علي الإطلاق القبول به أو السكوت عنه، لخروجه عن جميع الاعراف الانسانية، وكل الشرائع السماوية، بل وخروجه أيضا علي جميع القوانين الدولية ومخالفته للشرعية الدولية.
    والأكثر خطورة من ذلك كله هو ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف بتأييدها الكامل لإسرائيل في عدوانها المستمر علي الشعب اللبناني، وعدوانها الدائم علي الشعب الفلسطيني ،...، بل إنها أعطتها شرعية لكل هذه الجرائم عندما أكدت علي لسان رئيسها وجميع مسئوليها أن هذه الجرائم وذلك العدوان هما دفاع عن النفس، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها!! ثم قامت الولايات المتحدة بما هو أكثر من ذلك، عندما عطلت مؤسسات وأجهزة الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الأمن ومنعتها من القيام بدورها الذي أنشئت من أجله لحماية السلم والأمن الدوليين، ومنعت مجلس الأمن، لأول مرة في التاريخ، من القيام بدوره، واتخاذ قرار بوقف فوري وعاجل لاطلاق النار وهي سابقة لن ينساها التاريخ ولن ينساها العالم.

    * * *

    والآن... هذه هي أفعال،...، أو أخطاء الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا،...، وتلك هي خطاياها، أقصد تصوراتها عن الشرق الأوسط الجديد الذي تريده لنا،...، وتلك أيضا رؤيتنا للشرق الأوسط الجديد الذي نريده لأنفسنا.

  2. #2
    ... عضو ذهبي ...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    " خير أمم الأرض "
    المشاركات
    651
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    مشكور أخوية الغالي على هذا الموضوع الرائع
    و بارك الله فيك

    مع تحااااتي
    أخوكم
    روان سواري

المواضيع المتشابهه

  1. ترافيرس .. تشد رحالها إلى الشرق الأوسط
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى سيارات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-09-2008, 12:41 AM
  2. ؟؟؟؟؟ اذكى حرامي في الشرق الأوسط ؟؟؟؟؟؟
    بواسطة حيران في عالم النسيان في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-08-2007, 03:17 AM
  3. لأول مرة بالمملكة والشرق الأوسط
    بواسطة t3bqlbe في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-10-2006, 05:39 AM
  4. وصول سيارة Audi TT إلى الشرق الأوسط
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى سيارات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-10-2006, 05:59 AM
  5. ((((شرقنا الأوسط .. تزامت (( من معاصيه )) البحور))))
    بواسطة al-shmaly في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 06-04-2006, 05:22 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •