مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 11

الموضوع: الإسلام بريء من هذه الخرافات

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sun الإسلام بريء من هذه الخرافات

    كان العرب قبل الإسلام إذا أراد الواحد منهم سفرا قام بإطلاق طير، فإذا طار عن يمينه تفاءل وأعد عدته للسفر، وأما إذا طار عن شماله فإنه يتشاءم ويحجم عن السفر، وهناك فريق من الناس يميل إلى التشاؤم والإفراط في سوء الظن، ولا يرى إلا الجانب المظلم من الحياة، وهناك فريق آخر يميل إلى التفاؤل والإفراط في حسن الظن ولا يرى إلا الجانب المضيء من الحياة.

    والتشاؤم المفرط والتفاؤل المفرط يعني أن صاحبه يرى الأشياء على غير حقيقتها، حيث يتوهم أسبابا غير حقيقية تجعله يميل إلى هذا الجانب أو ذاك، ويعني أيضا أن تصرف الإنسان ينبني على اعتقادات خاطئة لا أساس لها، ومن اجل ذلك أبطل الإسلام هذه المعتقدات الفاسدة، ووجه الإنسان إلى ضرورة اتخاذ الأسباب الحقيقية للوصول إلى الأهداف المنشودة بدلا من توقف حياته وسلوكه على المصادفات التي لا تحكمها أية قوانين.

    ومن هنا رفض النبي عليه الصلاة والسلام ما ذهب إليه بعض الصحابة من تفسير لكسوف الشمس يوم موت ولده إبراهيم، حيث قالوا: إن هذا الكسوف قد حدث مشاركة في الحزن على موت إبراهيم، وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في حسم قاطع بقوله: “إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا”.

    وعلى الرغم من رفض الإسلام القاطع للاستسلام لهذه الخرافات والأوهام والحث على الاعتماد على الأسباب الحقيقية، فإنه لا تزال تشيع في أوساط الناس خرافات مشابهة تعلق تصرف الشخص على أمور لا عقلية؛ مثل قراءة الطالع أو الفنجان أو فك العمل أو تعليق الأحجبة أو استشارة أحد أولياء الله الصالحين الذي فارق دنيانا منذ قرون، أو انتظار ضربة حظ قد تواتيه، أو غير ذلك من أمور يرفضها العقل رفضا قاطعا ولا يقرها الدين بحال من الأحوال.

    فقد منح الله الإنسان عقلا يضيء له طريقه في الحياة، وبالعقل اهتدى الإنسان إلى العلم، والعلم هو سبيل الإنسان إلى فهم الوجود وإدراك العلاقات الحقيقية التي تربط بين الأسباب والمسببات، فنجاح الإنسان في حياته لا يأتي عفوا، وإنما يعتمد بالدرجة الأولى على التخطيط السليم والعمل الجاد والجهد المبذول، فتلك هي المقومات الحقيقية لبلوغ الأهداف المرجوة.

    فلا محل لتعليق تصرفات الإنسان على أسباب متوهمة، لا سند لها من العقل أو المنطق، ولا أساس لها من العلم أو الدين ولا تليق بكرامة الإنسان الذي سخر الله له الكون كله، فالإنسان ليس ذرة تافهة في هذا الوجود وليس ريشة في مهب الريح تميلها حيث تميل، وإنما هو الذي يوجه أحداث التاريخ، وهو المطالب بالتجديد المستمر لحركة الحياة والتغيير إلى الأفضل.

    والاعتقاد الخاطئ في تأثير الأسباب المتوهمة يعني أن الإنسان لا إرادة له ولا حرية ولا اختيار، وهذا بدوره يؤدي إلى سد جميع منافذ الأمل في حياة الإنسان، ومن دون الأمل لا يستطيع الإنسان أن يتقدم خطوة واحدة في حياته أو يتطور في معارفه وهذا يعني توقف الحياة عن الحركة وذلك ضد طبيعة الحياة ذاتها.

    ولهذا منحنا الله الأمل، وغرس في نفوسنا الثقة في القدرة على التغيير إلى الأفضل، وقد بين لنا القرآن الكريم أن هذا التغيير لن يسقط علينا من السماء وإنما يتعلق بإرادتنا ذاتها التي تملك هذا التغيير: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فقد أسند الله سبحانه وتعالى التغيير للإنسان، كما أسند إليه تزكية النفس أو إفسادها في قوله تعالى: “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”.

    ومن هنا فإنه لا يجوز أن يتعلل احد بالركون إلى الأسباب المتوهمة التي تحد من انطلاقه، وتعوق تقدمه أو يتعلل بالقضاء والقدر لتبرير ما يصدر عنه من جرائم أو آثام بحجة أن هذه أمور مكتوبة على الإنسان في الأزل لا يستطيع أن يتمرد عليها، فالمسؤولية قائمة في جميع الأحوال، وما كتبه الله على الإنسان في الأزل ما هو إلا تسجيل لما سيصدر عنه بإرادته الحرة وباختياره الذي لا إكراه فيه، ومن هنا يتحمل الإنسان المسؤولية كاملة عن كل فعل يصدر منه صغر هذا الفعل أم كبر: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”.

    وهذا يعني أن الله عندما خلق الإنسان جعله صاحب إرادة حرة، ورتب على ذلك مسؤوليته الكاملة عن كل تصرفاته، وإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك بالفعل فلا يجوز للإنسان بأي حال من الأحوال أن يبني حياته على خرافات تناقلها الناس جيلا بعد جيل، أو يربط مصيره بغيب لا يعلمه إلا الله الذي لم يطلع عليه أحدا من خلقه إلا الرسل عليهم الصلاة والسلام كما جاء في القرآن الكريم: “عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول...”.

    إن إرادة التغيير لدى الإنسان مرتبطة بإرادة الحياة، وإرادة الحياة مرتبطة بالأمل، والإنسان بما لديه من عقل وفكر قادر على تشكيل حياته بنفسه بشرط أن يتبع الأسلوب السليم في التعامل مع الناس والأشياء.

  2. #2
    ... عضو مميز...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    280
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    الله يجزاك خير ويجعلها في موازين حسناتك

  3. #3
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    iraq / mosul
    المشاركات
    1,197
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    حبيبتي حطمتني
    مشكووووور على الموضوع
    وجزاك الله خير
    وجعلها المولى في ميزان حسناتك

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    sho_tomy

    ايوان

    بارك الله فيكم

    ماأجمل ان القى حضوراً متميزاً لمواضيعي

    من أشخاص اكن لهم بداخلي كل الاحترام

    والتقدير

    فشكراً لتواصلكم الدائم لاعدمناكم

    دمتم بحفظ لله

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    3,351
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    شكراااااااااا عالمعلومااااااات
    حبيبتي حطمتني انا دايم اقولك انه مواضيعك مميزه
    لانها صدق مفيده

    جعلهاااااااا الله في ميزان حسناتك

المواضيع المتشابهه

  1. ثقافة الدجل و الشعوذه و الخرافات و تفسير الأحلام
    بواسطة ابراهيم الشدي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 28-07-2007, 01:17 PM
  2. ابي............. لا ترحل
    بواسطة جليلة محمد في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 18-03-2007, 05:56 PM
  3. أين ترحل بي...!
    بواسطة صمت الوداع في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 18-07-2006, 02:11 AM
  4. ترحل
    بواسطة ذرب المعاني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-06-2006, 05:46 AM
  5. لا ترحل.....
    بواسطة اميرة العشق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-04-2006, 10:51 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •