حينما يكون الظلم يكون الظلام، وحينما يحل الظلام في القلوب لا ترى الإبصار أعمال وأفعال البشر كم هي نزاعة للخير، وإنما ترى كل الأعمال نزاعة للشر متآمرة لأنها ترى بالظلام، وحينما تتدثرالأبصار بالسواد، وتتشبث بالظلام ولاتسمح للحق ولو أبلج أن يكشف عن جوانب الخير والعدل والحق بل تسعى لأن يغطي السواد كل العيون... فلا يعود للحق صوت ولا لبياض القلب مكان...
أسوق هذه المقدمة وأنا أكاد أجزم أن جميع الناس قد جرب الظلم يوما، وتجرع معه المرار ولايكاد يطيقه، لاشك في أن النفس البشرية الخيرة حينما تتحدث عن الظلم لاتكتم في أنها ترغب أن تكون مظلومة على أن تكون ظالمة لكون الظلم نفقا طويلا مظلما إذا دخله الإنسان لايمكن أن يخرج منه لا بعفو ممن ظلمه وإلا سيظل في هذا النفق الى أن يلقى الله عزوجل... فلم الظلم طالما ان ما يقابل الظلم هو قيمة عظيمة هي العدل...
وهل حينما يظلم الإنسان لا يعلم الانسان بظلمه وهل المظلوم الذي يجاهر بالظلم مظلوم فعلا ؟؟؟ كيف يعرف الانسان نفسه إن كان ظالما؟؟
هل يكفي حكم المظلوم عليه... لأن المظلوم لم يحقق مراده... وهل يجب أن يحقق الإنسان كل ما يبغيه حتى لايشعر بالظلم ؟؟
وكيف يحكم الإنسان على نفسه بأنه مظلوم... هل لمجرد كونه لم يحقق ما يريد يكون مظلوما..؟؟ هل يجب أن تكون الأمور على هوى نفسه حتى لا يشعر بالظلم.. وهل يعلم أن هوى نفسه ومرادها هو هوى ومراد غيره أيضا؟؟
أن عجلة الظلم لاشك سائرة وخلفت وسوف تخلف الكثير الكثير من الأسى و الإنسان المؤمن السوي وهو الذي لايجعل عجلة الظلم تسحقه بل عليه أن ينهض ويسير خلف العجلة، ولايبقى أمامها بل عليه أن يدفعها بقوة في اتجاه آخر....؟
وقد يبقى بعض الناس في طريق عجلة الظلم فتسحقه، ويسير أمامها فتوالي سحقه وتعذيبه مثل هؤلاء ارتضوا الظلم وارتهنوا أنفسهم له فكانت المعاناة... على أن الظالم والمظلوم مهما امتدت بهم الحياة ومهما تقلبوا بين حلوها ومرها لايمكن أن ينسوا الظلم الذي ذاقوه أو أذاقوه، ولكن وفق معيار الندم الذي لا ينفع والأسى الذي لاينسى.


قلوب ملونة :

* قلب طيب أبيض ناصع البياض لم يعرف غير نقاء الإيمان وصدقه لا يعرف إلا أن يعطي الحب.
* قلب حاقد أسود خال من معاني الخير خاو لا يقتات إلا على الحسد.
* قلب مذبذب رمادي يتقلب بين الأبيض والأسود تخاله معك فيكون ضدك لايعرف إلا الخذلان.
* قلب مريض أصفر كان يوماً أبيض وانساق لمراتع الندامة فمرض مرضا لايرجى شفاؤه.
* قلب قاس أحمر لايعرف الرحمة يتلذذ بالقتل وسفك الدم، ويرى أن الكون لابد صاغر.
قلب معطاء أخضر يعطي بلا حدود، ولكن قد يأتي عليه الخريف، ولكن لايلبث أن يعود.
قلب صادق أزرق يصدقك ولو على نفسه يعطي ولا ينتظر، ولكنه ينتظر منك الصدق لذلك كثيراً ما يتعب ويخفي ذلك ولا يحس به الآخرون.