[align=center]هي فتاة هادئة .. خجولة .. في كثيرٍ من الأحيان … يتملكها الخوف .. لحد الموت ..
كل ذلك .. بلا سبب .. فقط هي طبيعتها …
جائت إلي مختنقة .. ورمت بهمها .. في حضني .. لا رجاء لها مني بعد الله إلا أن أوصل رسالة لمن يهمه الأمر

قالت أنها تسكن في ظل أسرة .. كل همها .. الدنيا .. كيف نجمع .. وكيف نزيد .. ولم يكن لحاجاتي او لعاطفتي او لمشاعري .. أي حساب .. في يومٍ من الأيام ..

قلت لها .. تكلمي معهم .. اخبريهم عن مدى حاجتك لهم ..

فقررت أن تكتب رسالة .. تحذير ..

عنوانها …..


أبي .. أمي .. أخي وأختي ..

مع اعتذاري .. سألجأ لحضن الغريب ..



أما سطورها .. وتفاصيلها ..

فالبداية مع والدي ..

سيدي الكريم .. أيها الرجل القريب الغريب .. هل تعرفني ؟ أنا ابنتك ..
أنا تلك الطفلة البريئة .. سابقاً ..ولكني الآن الفتاة المراهقة ..
أنا من حرمت من حقها منك ..
أنا من أحتاج عطفك .. وشفقتك .. ومن هي بحاجة لتسند ظهرها عليك ..
أنا من أحتاج لحمايتك ..
أحتاجك أكثر من أي وقت .. وأكثر من أي شي ..
ولكنك مازلت القريب الغريب ..
سأصارحك .. لأريد الآن منك إلا أن أتحدث معك ..
فقط أريد الحديث … فلا تقل لي أنك "مشغول"
والذي نفسي بيده .. لو تعلم .. بقدر حاجتي لك .. لتركت الدنيا بما حملت .. فقط لتستمع إلي ..

ولكن … تقبل اعتذاري .. سألجأ للغريب .. يهتم بي .. وعندما ينتهي "شغلك" لن أكون بأمس الحاجة لك ..




سأدير وجهة الحديث إلى حرم الرجل القريب الغريب ..

أمي .. المرأة الناضجة .. صاحبة العقلية الفتاكة .. ومن هي سابقاً مراهقة مثلي ..
مرت بكل الهم الذي يحتويني .. ومن المفترض أن تعلم .. بدون رسالة .. أنني بحاجة عطفها .. وبحاجة قلبها .. ليحمل عني عناء مراهقتي ..
في كل مرة .. تخبرني فيها صديقتي أنها تكلمت مع أمها .. لا يكون أمامي إلا الخضوع لدمعتي .. فأين أنا .. وأين أمي ..

هل تعلمين .. سيدتي .. أريدك أن تجرحيني .. تصرخين في وجهي … سأعتبره حرصاً منك ..
وبعد ذلك .. فقط اسأليني .. هل أكلتي .. هل شربتي .. هل نمتي ؟
أريني فقط أنك تحسين بابنتك .. فلا أريد حنان غيرك ..
اريد فقط أن أنام في قلبك .. هنيئة البال .. من غير خوف ..


سأخبرك أمي .. إذا قررتي أن تعطيني من وقتك قليلاً .. فقط أشعريني ..

فسأكون مع الغريب .. يهتم بي .. ويشعرني بأهميتي .. قد أكون بحاجتك قليلاً وقتها ..
وقد لا أكون ..



هنا مر في خيالي .. فتاة العشرينات .. من سبقتني في تجربتي .. مع أبي وأمي أختي الغريبة .. من لا يفصلني عنها .. إلا ذلك الجدار .. وبضعه أمتار .. في الواقع .. أما في مقياسي .. فهي تعيش في عالمٍ آخر .. بعيد كل البعد عن عالمي ..

أقسم بالله أخيتي .. هي تلك الدمعة الحارقة .. على جبيني .. عندنا اسمع عن مشكلة إحدى صديقاتي .. وتخبرني أنها اشتكت لأختها الكبرى .. وهو ذلك الألم القاتل .. عندما أتساءل .. ولماذا لا تكون لي أختٌ كبرى .. تسندني .. تبادلني المشاعر . تنصحني .. توجهني .. أختٌ معي وقت الشدّة .. عندما أكون بحاجتها ..
إلى متى أختي .. إلى متى أوجه نفسي .. وانصح نفسي .. هل تعلمين .. سأتوقف هنا ..

لقد اضطررتني أن استند للغريب .. وعندما تستيقظين .. لن اكون بحاجتك .. فلست بحاجة .. أعداد زائدة في حياتي ..



لم يتبق .. إلا ذلك الشجاع .. رجل الشدّة ..

أخي .. هل تعلم يا عزيزي .. أنني بحاجتك .. أكثر من الغريبات ..
فلماذا أراك بعيداً عني .. مخلصاً لهم .. قريباً منهم ..
نعيش أنا وأنت تحت سقف واحد … ولكن قلبك معهم .. تعطيهم كل ما يحتاجون ..
وأنا .. في حسرتي .. هنا .. أفضي همي للورق ..

اختصرت الكلام لك .. لأنك مشترك معهم في الجريمة .. أعد قراءة الرسالة .. فقد تجد ما أنا بحاجة إليه ..

وعندما تهتم .. ستجد .. اعتذاري .. لأنك أجبرتني معهم .. لأستند للغريب .. فقد أعطاني ما أنا بحاجة له .. أكثر منك ..



التوقيع ..
مراهقة .. آلت للإنحراف ..

[/align]