ثبت علمياً عند النساء ما يسمى بسن اليأس من المحيض وهو ما يشمل انخفاضا مفاجئا في انتاج الهرمونين الأنثويين وهما الاستروجين والبروجيسترون، ونهاية للقدرة الانجابية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الرجال يحدث لهم ما يحدث للنساء؟
الاجابة نعم، فالرجال يحدث لهم انخفاض للهرمون الذكري التستوستيرون مع تقدم العمر، ولكن الانخفاض يكون تدريجيا حتى يصل إلى نحو 10% لكل عقد من العمر بعد سن الأربعين ورغم أن الرغبة تتناقص كثيرا في كثير من الرجال، فإن أغلب الرجال الأصحاء يحتفظون بقدرتهم على إنجاب الأطفال حتى في سن متقدمة ومع ذلك تحدث تغيرات فيسيولوجية أخرى، ورغم أنها أقل مما هي في النساء ولكن تؤثر في الرجال بصفة عامة وهي وهن في العضلات وترقق العظام وألم في الظهر ومزاج متعكر كئيب ونوبات تعرق.
والملاحظ هنا أن الرجال لا يتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم لسن اليأس رغم الأعراض الخطيرة التي قد تتكشف عنها هذه الفترة مثل تنخر العظام وتضخم البروستات واحتمال الإصابة بكسور الحوض والسبب يعود لشعورهم بالخجل من التوجه إلى طبيب ليشكو تطورات سن اليأس، إلا بعد الإصابة بعارض صحي مؤثر. فالرجل الشرقي معروف بقوته الجسمانية وتفاخره بصحته، وأي ضعف يشتكي منه يرجع إلى شخصيته، مما جعل الرجال يتجنبون الإشارة إلى الضعف لما فيه التشكيك في رجولتهم، فحينما نعود إلى الأطباء نرى الطبيب والباحث السويسري ماريوس من جامعة “بازل” ينصح الرجال الذين يعانون من سن اليأس بتناول الكالسيوم بانتظام بغية القضاء على احتمال اصابتهم بمرض تنخر العظام.
وقد أفلح العلاج بالهرمونات حتى الآن بمساعدة الرجال بسن اليأس عن طريق تحسين نسبة الكوليسترول في دمائهم وخفض مقاومة أجسادهم للانسولين، ناهيكم عن تحسن الوضع النفسي والجسدي للرجل وقدراته.
مما يجدر ذكره في هذا المجال هو أن العلاج الاجتماعي والأسري يجب أن يكون قبل العلاج الدوائي، وذلك عن طريق علاج نفسي اذا أحس الرجل او المرأة بالاحتياج اليه والمشي والرياضة بأنواعها والفضفضة، من خلال مجموعة من الأشخاص المتجانسين والذين يعانون من نفس المشكلة، كونهم قادرين على التفريغ وعدم ترك العمل لما له من فائدة بامتصاص ما قد يصيب الانسان بهذه الفترة من حياته.
والترابط الأسري لا شك له دور فعال يفتقده الغرب لما فيه من سحر في انتاج روح المحبة التي ترفع مستوى الآدرنالين الذي يشعرنا جميعا بالسعادة.
مواقع النشر (المفضلة)