تقود ستايسي سيرفنكا السائحين في كنساس في جولة داخل أروقة مبنى “الكابيتول”، تارة تشير الى التماثيل النصفية للرؤساء الأمريكيين السابقين وأخرى الى الرسومات التاريخية المتناثرة في أنحاء المبنى، واصطحاب السياح في جولات داخل المبنى هو عمل تقليدي لمساعدي مجلس الشيوخ، إلا أن ما يميز سيرفنكا “26 عاماً” الشقراء هو أنها عمياء لا ترى، تقول: “كل خوفي كان مبنياً على اشارتي إلى جهاز تقديم المرطبات والقول هذه صورة جورج واشنطن”.
تضيف سيرفنكا أنها دربت نفسها جيداً على اصطحاب السياح داخل المبنى عبر دراستها جيداً لهندسة المبنى عبر الإنترنت بواسطة برنامج يسمى “JAWS” يقوم بقراءة العبارات بصوت عالٍ كما انها قامت بمرافقة مرشدات ومرشدين يعملون هناك خلال جولاتهم وطرح العديد من الأسئلة عليهم.
وها هي الآن أصبحت خبيرة. فعندما تكون في مبنى “الكابيتول روتندا”، تستعين سيرفنكا بعصا صغيرة لاكتشاف الطريق أمامها ولمعرفة النتوء في التماثيل حتى يسهل عليها شرح ما الذي أمامها للسياح؟
سيرفنكا التي ولدت عمياء لم تستسلم لقدرها فتخرجت في المدرسة وانضمت إلى جامعة كونكوريا حتى بدأت بنسج علاقات مع رفاق مثلها، وخرجت معهم، وتقول عن هذه التجربة إنها أدركت انها لم تعش الحياة التي أرادتها، وخاصة عندما انضمت إلى الجمعية الوطنية للعميان حيث انهمكت في نشاطات متنوعة كتسلق الصخور والطبخ وتقول: إن أصعب مرحلة لم تكن التسلق ولكنها حدثت عندما كانت تشوي قطعة من اللحم على الغاز، وظنت لوهلة من الوقت انها ستشعل النار في نفسها لأن النار تجعلها متوترة كثيراً.
مواقع النشر (المفضلة)