مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أين نحن من ذلك الزمن الجميل؟

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sad أين نحن من ذلك الزمن الجميل؟

    أين نحن من ذلك الزمن سؤال يعايشنا كثيراً في كل يوم، بل في كل لحظة. زمن البساطة زمن الألفة زمن المحبة زمن التراحم وليس زمن الإزدحام زمن التباعد زمن التباغض زمن التنافس في كل شيء.
    والعيب كله ليس من الزمن نفسه بل منا نحن الذين بدلنا عقارب الزمن لتسير مغايرة لما كنا عليه وصدق الشاعر إذ قال (نعيب زماننا والعيب فينا... وما للزمان عيب سوانا). هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع.

    لنرجع بالزمن إلى أربعة عقود مضت زمن عاش فيه جل آباء الجيل الحالي من الشباب والشابات لنبين من خلالها ما كانت عليه الحال والأحوال وما أصبحت عليه الآن واستبيحكم عذراً عندما أتطرق لنوع من الشفافية بهذا الصدد.

    فالتربية أسلوبها في ذلك الزمن وهي قوام المجتمع خرجت جيلا يحترم نفسه أولاً قبل ان يحترم غيره. فلا تجد الصغار في بيوت الله وأثناء الصلاة يتربعون في المساجد بأحسن الأماكن التي هيئت أصلاً للكبار في رياض المساجد وعلى غير استحياء بل تجد الصغار في ذلك الزمن يجتمعون في أطراف المساجد إلى أن يستمعوا الى الإقامة فيصطفون بعد الكبار من الآباء والأعمام والجيران. كذلك عندما يكون هنالك مناسبة عامة يهم ذلك الجيل من الشباب بالجلوس في مداخل المجالس وفي اطرافها ليفسحوا المجال لآبائهم الكبار والضيوف القادمين لتلك المناسبة بالجلوس في صدارة المجلس همهم الوحيد التسابق مع أبناء عمومتهم وجيرانهم في خدمة هؤلاء الضيوف من الرجال الذين حضروا لتلبية الدعوة لتلك المناسبة فلا يخلو فنجان قهوة أو كأس شاي إلا ويباشروهم.

    ناهيك عن الوقوف على رؤوس هؤلاء الضيوف بإناء من الماء البارد مركوز على اليد اليمنى عند تناولهم وجبة الضيافة ليجيبوا طالب الماء إلى أن ينتهوا من الأكل. أما جيل اليوم فترى الندرة فيهم ممن يهتم بضيوف أسرته ومباشرتهم والشاهد على ذلك بأن السواد الأعظم منهم لا يجيد حتى مسك الدلال والأباريق.

    أين نحن من ذلك الزمن الذي ينهض فيه الصغار مع العصافير المغردة يتسارعون إلى الأسواق لشراء لوازم أسرهم من المواد الغذائية يحملون على أكتافهم العناء عن الكهلة من آبائهم يجلبون الخبز الحار قبل شروق الشمس من المخابز سيراً على الأقدام عبر مسافات بعيدة لمن لا يجاور منزلهم خباز يحملون ذلك الخبز (بالعلاقية) أو بمنشفة كي يحفظ حرارته وقليل من هؤلاء من يملك دراجة هوائية بسبب يسر الحال عند كثير من الأسر. وبقية الأغراض يحملها إما على أكتافه أو بواسطة حمال يقود حمارا أو بغلا عليه (خرج) من الصوف يضع عليه الأغراض بتوازن من الجهتين بأجر بسيط، مظهر يبين مدى التكاتف بين الأسر في مبرة مثل هؤلاء الحمالين والذين من خلال تلك الأجور اليسيرة فتحوا بيوتا وكولوا أسراً. فهل نرى في بعض جيل اليوم هذه الهمة والنشاط والطاعة في تلبية حوائج أسرهم أم أن همهم السهر في الليل بالإستراحات والشوارع والنوم في النهار، طاقة مهدرة في إشباع غرائز واهية. أين نحن من زمن تترك فيه أبواب البيوت القديمة مفتوحة طيلة النهار وبعضها تترك حتى في الليل فلا تجد من ينتهك حرمتها أو ينظر نحو النساء بداخلها من خلال الفجوات بجوانب الأبواب المصنوعة من خشب الأثل ونغف النخيل أثناء وجودهن في تلك البيوت أو الحيور التي بها نخيل وأشجار أهل البيت وملاذ تنفس الأسر، سماهم الحياء من أهل تلك البيوت والخوف من إنتهاك حرمة الآخرين. بينما تجد بعضا من جيل اليوم لا يبالون في معاكسة النساء على غير إستحياء أو وازع ديني.كذلك ورغم الحاجة لا تجد بذلك الجيل من يجرؤ للسرقة من تلك البيوت مثلما يحصل الآن من جيل الشباب الحاضر ليس للحاجة إلى الأكل والشرب، بل للحصول على ما حصل عليه غيره من أشياء كمالية وغيرها حتى ولو كان ذلك على حساب دينه وعقيدته التي تحرم مثل هذه التصرفات العوجاء.

    أين نحن من ذلك الزمن الذي تسير فيه المرأة في الحي وعباءتها الغليظة المطرزة بالحبال الغليظة والتي يعجز الأولاد عن حملها لأمهاتهم من ثقلها وتسحب خلفها على الأرض والحجاب الغليظ من شدة العفة والوقار، بينما أغلب فتيات اليوم يرتدين فنون العباءات التي تظهر ملامح جسدها والغطاء الذي يظهر نصف وجهها.

    أين زمن الكادحين الذين يحيون مزارعهم بأيديهم بعيدين عن العمالة الوافدة فتجد الآباء والأبناء يتعاونون في تلقيح النخيل وجني ثماره وزرع القمح وحصاده بعيدين عن الإتكالية على الغير سماهم التعاون المصحوب بإحترام الصغير للكبير وحمل الأعباء عنهم يتعاونون في جمع لقمة العيش المشترك. بينما جيل اليوم في غالبيته يتذمر من جني رطب النخيل من منزله رغم أنه ينال ثمرها وهو واقف بجانبها دون عناء تسلق النخل الطوال التي لا يوصل ثمرها إلا بعناء من خلال تسلقها بالأقدام والأيادي أو بمساعدة (الكر) وما يتبع ذلك من مخاطر السقوط.

    هكذا كان جيل ذلك الزمن الذي تجلب نساؤه الماء على رؤوسهن من بئر أو صنبور بآخر الحي بواسطة (المرواة) ووقود نار طبخهن العسيب والحطب وما ينتج عنه من مضار الدخان الذي تستنشقه فتنهمر الدموع من عيونهن والسوائل من أنوفهن أين هن من نساء اليوم اللواتي إعتمدن على العاملات المنزلية في كل شيء حتى زادت نسبة البدانة بينهن من شدة الترف وكثرة الأكل والنوم أين هن من التي تغسل الثياب بطشت الماء بأيديها وما ينتج عنه من سلبيات على يديها من الصابون، بينما إمرأة اليوم إذا لم تكفها عاملتها المنزلية بذلك فبمجرد ضغط زر لمكينة الغسيل تقوم أتوماتيكياً بكل شيء، والغريب أن إمرأة اليوم تتعايب أن تقوم بهذه الحركة البسيطة الآن الغسيل تعتبره من عمل العاملة بالمنزل.

    أين نحن من ذلك الزمن الذي نحس من خلاله برحابة البيوت على صغر مساحاتها وغرفها كون تلك الرحابة مبنية على سعة البال والعشرة والألفة الطيبة بين الأب وأبنائه وأخوانه الذين يعيشون سوياً في بيت واحد، أماً اليوم فبعضهم عسى الأب يتحمل إبنه وزوجته وأبناءه وكذلك الإبن عسى أن يتحمل والديه كذلك ضيق العين في حال زيارة أي من الأقارب والأصدقاء إذا كانت الزيارة عن غير سابق وعد.

    أين ذلك الزمن الذي يشد فيه الطلاب الرحال إلى مدارسهم سيراً على الأقدام كل صباح والتي تبعد مسافات ليست بالقصيرة يحملون كتبهم بأيديهم والعودة بعد الفراغ من الدراسة دون ملل أو كلل يكنون الإحترام لمعلميهم يحلمون في الليل بمرارة العقاب في حال الإهمال أو الغياب يعاونهم في ذلك آباء الطلاب كذلك لا يتوفر لهم أثناء الدراسة سوى ماء شبه ساخن والنادر منهم من يشتري من المقصف قطعة خبز مدهونة بعسل بربع ريال يسمى القرش الكبير في ذلك الوقت. بينما نجد جيل الوقت الحاضر ورغم الوسائل المتوفر في النقل والكتب المبسطة في توضيح الدروس والتعامل التربوي المرن أو ما يسمى التربية الحديثة والمصروف اليومي الذي يسلم له ورغم ذلك كله ينتج اهمال في الدراسة وكثرة الغياب وعدم احترام المعلم والمدرسة.

    أين نحن من شباب يجتمعون في الحي الذي يعيشون فيه كملحمة واحدة يتبادلون الأحاديث معاِ ويلعبون ألعابا مسلية ككرة الطائرة من فوق حبل يربط بين حائطي منزلين متقابلين في أحد شوارع الحي، بينما جيل اليوم لا يتعارفون وهم في حي واحد.

    أين نحن من جيل يجتمعون على لقمة عيش من الرز خال في بعض الأحيان من الخضار واللحوم لا يتذوقون من الفاكهة سوى (البطيخ) عند نزول موسمه، بينما جيل اليوم ورغم ما يوفر لهم في بيوتهم من أصناف المأكولات والمشروبات إلا أنه لا يزال الكم الهائل منهم يتناول الوجبات السريعة من المطاعم عازفين عن الأكل في منازلهم وبين أهاليهم. أين نحن من أصحاب المهن المتعددة والذين أشتهروا بمهنهم كالنجارين والحدادين والميكانيكيين الذين ورثوا هذه المهنة أبا عن جد عاشوا من خلالها نشطي الأبدان وكونوا أسراً وفتحوا بيوتاً من ريع تلك المهنة، بينما تجد جيل اليوم ورغم تعلمه لمهنة معينة لكن لا يحب يمارس تلك المهنة فهور يريد مكتبا وهواء باردا ودخلا بأقل عناء والشاهد على ذلك من فتحوا ورشا وتركوا عمالتهم الوافدة يعملون بها. أين نحن من ذلك الجيل الذين جعلوا سطوح المنازل ملاذاً للنوم تحت الهواء الطبيعي ووسيلة تسليته راديو صغير يستمع من خلاله الأحداث، بينما جيل اليوم ينام على أحسن الفرش وتحت أجهزة التكييف التي تسببت بكثرة الأمراض ويتنقلون بين أجهزة التسلية المتعددة ذات الخطورة الواضحة على هذا الجيل يطاولون الليل بالسهر أمامها. وبكل ما ذكر سالفاً عن جيل الماضي رغبنا من خلاله التوضيح للجيل الحالي من الشباب والشابات عما كان عليه ذلك الجيل لينالوا العبر وليسعوا بالإمساك بالمصالح التي تتوفر في الوقت الحاضر وتتقاطع من أمامهم لأن همهم الوحيد الحصول على العلم وترف العيش باقل جهد ولو أن الفراغ أصبح مجال عشق لغالبيتهم بحيث أصبح البعض منهم غير منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم والسلام.

  2. #2
    ... عضو ذهبي ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    قرب القمر
    المشاركات
    731
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    اخي حبيبتي حطمتني موضوعك في قمة الابداع

    ننتظر نزف قلمك

  3. #3
    ][ ..قـلـم مـمـيـز.. ][


    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    4,552
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    اخي الغالي والرائع

    موضوع جميل ورائع

    يعطيك العافيه يا رب

    تقبل تحياتي

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Rose

    عائشة عمري

    arts of love

    أشكركم من كل قلبي

    على هذي الطله الرائعة

    لاهنتوا

    وربي لا يحرمني منكم .

    دمتم بكل ود

المواضيع المتشابهه

  1. لدينا عادات وتقاليد تجسد الزمن الجميل...
    بواسطة ~ توووفي ~ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 07-11-2008, 11:34 PM
  2. سيتروين Cv2 تنبعث في ' الزمن الجميل '
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى سيارات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2007, 03:59 PM
  3. هل سيعود الزمن الجميل ... ؟!
    بواسطة الـوقـت في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-12-2006, 11:53 AM
  4. صور نادرة لفنانين الزمن الجميل
    بواسطة رامو عمر في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-02-2006, 02:57 AM
  5. تأمــلات في الزمن الجميل .
    بواسطة صقر الامارات في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-11-2005, 11:52 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •