أذى الجيران
ايها القراء الاعزاء ذكرنا فيما مضى ان مجتمعنا فيه مشاكل عدة ، هذه المشاكل ان لم نبادر الى علاجها دمرتنا كبشر وذلك لانها تبعدنا عن تعاليم الله وامره وبسبب ذلك يحل علينا غضب من الله تعالى ، ونحن كمؤمنين نرى ان من الواجب علينا علاج مشاكل المجتمع ليصطلح المجتمع.
وبالتالي نكون قد استجبنا لامر الله فيرضى عنا الله وكما قال تعالى { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم } .
فتعال ايها القارىء لاقف واياك عند مشكلة جديدة يعاني منها المجتمع ، الا وهي مشكلة ( عدم المحبة والاحترام والرحمة والتواصل مع الجيران )
وهذه مشكلة من اخطر مشاكل المجتمع لانها تقطع اواصر المحبة وتفسّخ الناس عن بعضهم البعض فتدب العداوة فيما بين الجيران فيصل الامر الى الضرب ولربما الى القتل كما حصل في اكثر من بلد وأكثر من حي سمعنا عن مشاكل عدة وقعت بن الجيران وكان سببها في الدرجة الاولى عدم فهم حقوق الجيران او عدم المحبة او هي التلسط او ضعف في فهم اوامر الاسلام ، ومن هذا المنطلق علينا ان نفهم جميعا ( حقوق الجيران في الاسلام )
ايها القارىء العزير اعلم اولا ان الاسلام حرص ان يكون المجتمع متكاملا تسوده الرحمة والمحبة والالفة والتواصل وكره الشحناء والمقاطعة والمخاصمة والمدابرة وحذّر منها ، ولهذا نجد في تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم حثاً على المحبة والرحمة بين الجيران ونبذ العداوة والبغضاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً كل جار :« والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله ؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه » [البخاري ومسلم ] .« أي غوائله وشروره » ، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : « لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه » ،وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره » .
وبين النبي صلى الله عليه وسلم ما للجار من حقوق فقال : «اذا استعانك اعنه واذا استقرضك اقرضه ، واذا افتقر جُدت عليه ، واذا مرض عدته واذا اصابه خير هنأته ، واذا اصابته مصيبة عزيته واذا مات اتبعت جنازته ولا تستطِل عليه في البنيان فتحجب عنه الريح الا باذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك الا ان تغرف له منها وان اشتريت فاكهة فاهد له فان لم تفعل فادخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده» .
فانظر اخي الى توجيهات الاسلام كم حثت على حقوق الجيران ، ووالله لو اخذ الناس اليوم بهذه التعاليم لما سمعنا عن مشكلة او مقاطعة او مشاحنة بين الجيران ، فهذا هو الاسلام يأمر بحقوق الجيران للمسلم ولغير المسلم فلا يظن ظان ان هذه التعاليم تنطبق على المسلمين فحسب لا بل ان الاسلام حث على المحبة والتواصل بين الجيران بغض النظر عن اعتقادهم الديني فهنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان له جار يهودي فكان اذا ذبح الشاة يقول إحملوا الى جارنا اليهودي منها .
وتذكر اخي ان الجيران ثلاثة ، جار مسلم قريب له حق الجوار وحق الاسلام وحق القرابة ، وجار مسلم له حق الجوار وحق الاسلام ، والجار الكافر له حق الجوار ، ينبغي على الجار أن يحسن الى جيرانه وان يتحمل اذاهم ولنصل معا الى تطبيق هذه المعاني فتعال معي الى :
العلاج
* على الجار ان يلتزم بتعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يحفظ لجيرانه حقوقهم .
* ان يتذكر الجار ان ابتغاء مرضاة الله هو المطلوب فليعامل جيرانه على هذا الاساس أي فليحسن المسلم الى جيرانه ولا يسيء اليهم ابتغاء مرضاة الله .
* وليتذكر المسلم ان يوم القيامة مردنا جميعا وان هذا الجار اما سيشهد لك او عليك.
* ان يتخذ المسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة واتباع حسن . كم احسن النبي صلى الله عليه وسلم الى جيرانه ، وكم سامح حتى اعداءه الذين ظلموه عليه الصلاة والسلام .
* احفط تعاليم رسولنا وحفِّظها لاولادك ولا تحفظهم الامثال التي تبث الكراهية فيما بين الجيران كمثل يقول « كوم حجار ولا هذا الجار » ، او غير ذلك من الامثال التي جاءت بغير ما جاء به الاسلام.
* واخيراً وليس آخراً تذكر اخي انك جار ولك جيران فكما تحب ان يكون لك الخير كذلك كل يحب ذلك .
لهذا لا تقل العلاج مستحيل صعب ضع يدك في يدي ولنسارع الى الاصلاح فيما بيننا او لنصلح جيراننا بعضهم مع بعض .
وتذكر انه لا يوجد مع الارادة صعب ولا مستحيل . فاللهم اصلح بين الجيران يا ربنا ...آمين
مواقع النشر (المفضلة)