حبيبتي أحس بدموعي تمطر في أحشائي ، وأعرف أنني أخيراً مطوق بك ، بالدفء والشوق وأنني بدونك لا أستحق نفسي ..!. أنت هائلة في اكتشاف مقتلي لذلك أتهرب منك لنجعل من نفسينا معاً شيئاً أكثر بساطةً ويسراً ، لنضع ذراعينا معاً ونصنع منهما قوساً بسيطاً فوق التعقيدات التي نعيشها وتستنزفنا .. أنت عندي أروع من غضبك وحزنك وقطيعتك ، أنت عندي شيء يستعصي علي النسيان ، أنت نبيّة هذا الظلام الذي أغرقتني أغواره الباردة الموحشة وأنا لا أحبك فقط بل أؤمن بك مثلما كان الفارس الجاهلي يؤمن بكأس النهاية يشربه وهو ينزف حياته .. أؤمن بك كما يؤمن الأصيل بالوطن ..
إن الحرية لا يمكن أن تكون شيئاً يأتي من الخارج ، وأنا الآن طليق إلي أبعد حد ، ولكنني حين ألتفت أسمع أصوات السلاسل الغليظة ( تخش ) وترن في صدري .. أنتظرك .. وأفتقدك أكثر من توق رجل واحد لامرأة واحدة ، أحبك ولن أترك أبداً سمائي وبوصلتي في الحياة.
غاليتي يا من أعدتِ إلي عالمي المعني والتوهج ، يجلدني الشوق إليكِ .. ويأسرني ذكاؤك ولمعة عينيّك ، إنني أعترف بأعلي صوتي وعلي الملأ بأني أحس نحوك بعشق وأحساس جميل.. إنني أتقد مثل كهف مغلق من الكبريت وأمام عينيّ تتساقط النساء كأن أعناقهن بترت بحاجبيّك .. سأظل أضبط خطواتي وراءك حتي لو كنت هواءً .. ولكنني أريدك أرضاً وَعَلَمَاً وليلاً وشمساً وحلماً وحقيقة... حقاً أعشقك كما لم أعرف الحب في حياتي .. ولست أذكر في حياتي سعادة توازي تلك التي غسلتني من غبار عمري القاحل وصدئِهِ .. لقد أذهلني تهربك الدائم بما فيه الكفاية ..! إذا فقدتك فقدت أثمن ما لديّ وإلي الأبد .. خذيني تحت عينيّك .. فأنا لا أستطيع أن أكرهك .. وحبك يستحق أن يعيش الإنسان له ، وهو جزيرة لا يستطيع المنفيّ في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن.. ، كنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عينيّ , بل لأنني لا أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد..، سيُدَمَر الكثير مني إن فقدتك، فغبار الأيام سيترسب علي الجرح.. الذي يلتهب كلما هبت عليه الريح. كم أفتقدك في هذه اللحظات يا جهنمي، يا سماء ، يا بحر .. أفتقدك إلي حد الجنون .. فمحيّاك يكحل نظراتي .. وأنفاسك تعبِّيء روحي وذرات كياني.. لدرجة الانصهار والخلود ...عمري يا صاحبة العيون التي تأسرني وتبكيني.. رغم أن الضوء يتغير طوال الوقت وكذلك البرودة.. ومعرفتي أن قلبي يجمح نحو المستحيل خارج إرادتي .. فشهية الأشواق مطلقة تلف حديثك وجلستك الملائكية.. كموال رقيق الحواشي نسج خيوطه من رحيق السوسن، طعم الثمر ، أشعة الشمس وحزن واقعنا.. ردحاً طويلاً في داخلي وكل كياني.. ألتقيك فرحة تشبه الشجن الذي يهصرني تدلهاً.. فأشيح بوجهي دائماً لأخفي دمعة امتلأت بها عيناي.. دمعة اختلطت بفرح اللقاء وخوف الفراق المسلط علي رأسي كالمقصلة.
أتمنى نال نقلي أستحسانكم $222
مواقع النشر (المفضلة)