اكتشف بوصلتك الخاصة
ولقد علمنا فيما سبق أن أول خطوة حقيقية على طريق الفاعلية والنجاح والإنجاز، هو أن يكون لك رسالة واضحة في الحياة، تنبثق منها رؤيتك وأهدافك التي تريد أن تحققها في مشوار النجاح، ولتحديد رسالتك؛ ينبغي أولا أن تحدد واقعك الحالي؛ فتعلم أين مركز اهتمامك الذي تدور حوله، والذي يشكل بوصلتك في الحياة، ويرشدك إلى اتخاذ جميع قراراتك، حتى تحدد هل هو بحاجة إلى تغيير، لتصل إلى رسالتك الصحيحة في الحياة، أم أنه فعلا المركز المناسب لتمحور عليه رسالتك في الحياة، ومن ثم فلا يحتاج إلى تغيير.
الأسئلة الأربعة
وبعد أن استعرضنا معك تلك المراكز الرئيسية التي يضعها أكثر الناس في بؤر اهتماماتهم [المال، العمل، المتعة واللهو والترفيه، الزوج أو الزوجة، العائلة أو الأسرة, الذات، المبادئ ] فتعال الآن لنساعدك أكثر على تحديد مركز اهتمامك الرئيسي وذلك بأن تجيب معنا على هذه الأسئلة الأربعة:-
1- من أين تستمد الشعور بالأمان وتقدير الذات ؟
2- ما هي المعايير التي تحكم أفعالك وعلى أساسها تتخذ قراراتك في الحياة ؟
3- كيف تقدر الأمور وتحكم عليها بالصواب أو الخطأ؟
4- ما الذي يحكم قدرتك على تنفيذ ما تقتنع به من مبادئ وما تتخذه من قرارات ؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة هي التي ستحدد حقيقة مركز اهتمامك وهذا ما سنعينك عليه بإذن الله تعالى من خلال الجداول التالية:
مركز الاهتمام
ما مصدر الشعور بالأمان وتقدير الذات؟
كيف تحكم على الأمور بالصواب والخطأ ؟
ما هي معايير اتخاذ القرارات وردود الأفعال؟
ما الذي يحكم قدرتك على تنفيذ قناعاتك؟
1- المال
تشعر بالأمان فقط عند وفرة المال
ما يجلب لك المال هو الصواب وما يفقدك إياه هو الخطأ
جمع المال هو المسيطر على غالبية قراراتك وأفعالك
قدرتك على التنفيذ محددة بما يمكن أن تنجزه لك نقودك
2-العمل
تشعر بالأمان فقط عند إحرازك النجاح في عملك
ما يدفعك للتقدم في عملك هو الصواب وما يؤخرك فيه هو الخطأ
العمل هو المسيطر على أفعالك وقراراتك
قدرتك على التنفيذ محددة بلوائح العمل وقوانينه وقناعات رئيسك في العمل
3- المتعة واللهو والترفيه
تشعر بالأمان فقط عندما تصل إلى أقصى درجات التمتع والترفيه
حكمك على الأمور سطحي جدا
تتخذ قراراتك بحيث تحصل منها على أكبر قدر من المتعة
أنت تهمل غالب قوتك على التنفيذ لأن طاقتك معطلة ومبددة في المتعة
4-الزوج أو الزوجة
شعورك بالأمان يتوقف على معاملة الطرف الآخر لك وأنت معرض بشكل كبير لتقلبات مزاجه
معيار خطأ الأمور وصوابها هو مدى تأثيرها على علاقتك بالطرف الآخر سلبا أو إيجابا
تتخذ قراراتك على أساس اختيار الأفضل والأنسب للطرف الآخر
قدرتك على التنفيذ محدودة برغبات الطرف الثاني
5-العائلة أو الأسرة
شعورك بالأمان يعتمد على تحقيق أسرتك لآمالك فيهم ويتغير بتقلبات مشاعر أفرادها تجاهك
كل ما يتمشى مع صالح عائلتك هو الصواب وكل ما لا يوافق أفرادها فهو الخطأ
تتخذ قراراتك على أساس مصلحة العائلة
قدرتك على تنفيذ قناعاتك وقراراتك محددة بتقاليد العائلة
6-الذات
شعورك بالأمان في تقلب مستمر تبعا لتقلب ظروفك الشخصية
تحكم على الأمور صوابا أو خطأ تبعا لتأثيرها على مصلحتك الشخصية سلبا أو إيجابا
تتخذ قراراتك على أساس ما تحتاجه وما تريده وما يحقق صالحك أنت
قدرتك على التنفيذ محدودة بإمكاناتك الشخصية فلا تستطيع الاستفادة من التعاون مع الآخرين إلا بدرجة محدودة
7-لمبادئ
شعورك بالأمان قوي وثابت مهما تغيرت الظروف لأنه قائم على مبادئ صحيحة وثابتة
تحكم على الأمور وفقا لتوافقها أو تعارضها مع مبادئك
تختار أنسب البدائل في تعقل واتزان دون تأثير من الظروف أو الآخرين
قدرتك على التنفيذ تفوق إمكاناتك الشخصية فأنت قادر على التعاون الخلاق مع الآخرين
*مثال توضيحي
وإليك الآن هذا المثال الذي يوضح لك كيف يمكن أن يختلف تصرفك في الموقف الواحد تبعا لمركز اهتماماتك: لنفترض أنك زوجتك وأبنائك إلى نزهة ترفيهية، وبينما أنتم تتجهزون للخروج إذ برئيسك في العمل يفاجئك باستدعاء عاجل إلى مقر عملك رغم أنك اليوم في عطلتك الأسبوعية فماذا يا ترى سوف تفعل؟
إذا كنت متمركزا حول عائلتك وزوجتك: فإنهم سيكونون محل اهتمامك الأول، ويمكنك ساعتها أن ترفض مطلب رئيسك، وتمضي في تلك النزهة مع عائلتك، وحتى لو غلبك الخوف من ضياع وظيفتك فإن الدافع وراء ذلك الخوف في الحقيقة هو خوفك على عائلتك، وساعتها ستذهب إلى عملك وأنت حانق على رئيسك، وقلق حول رد فعل عائلتك وستحاول تبرير قرارك لهم لتحمي نفسك من إغضابهم وخيبة أملهم فيك.
إذا كنت متمركزا حول المال: فإن فكرك الأول سوف يتجه إلى المقابل المادي للوقت الإضافي الذي سوف تقوم به، أو تأثير ذلك على زيادة راتبك في المستقبل القريب، ويمكنك ساعتها إبلاغ زوجتك ببساطة أن عليك أن تذهب للعمل وتفترض أنها سوق تتفهم المطالب الاقتصادية وما لها من أولوية.
أما إذا كنت متمركزا حول العمل: فستفكر في الفرصة المتاحة أمامك، حيث يمكنك أن تتعلم أكثر عن دقائق العمل، ويمكنك أيضا إيضاح بعض الأمور لرئيسك ودعم موقفك الوظيفي، إضافة إلى شعورك بالرضا عن نفسك لأنك بهذا تكون جادا في عملك.
أما إذا كنت متمركزا حول المتعة: فلربما نحيت العمل جانبا، وأقبلت على النزهة مع أهلك مهما كانت النتائج، حتى لو كانت عائلتك نفسها سوف تسعد بذهابك للعمل.
وإذا كنت متمركزا حول الذات: فإنك ستركز على أقصى ما يمكن أن تحصل عليه من منافع إذا أخذت بأي من الخيارين وفي النهاية ستختار منهما ما يحقق لك أعظم مصلحة من وجهة نظرك.
وأما إذا كنت متمركزا حول المبادئ: فإنك ستنحي المشاعر جانبا، وتعمل على تقويم كل الخيارات المتاحة وبالنظر إلى احتياجات العمل ولوازم الأسرة وغير ذلك من الاعتبارات الهامة، فسوف تحاول التوصل إلى الحل الأمثل مع أخذ كل العوامل في الاعتبار، واختيار أنسب بديل ممكن، وسواء اخترت الذهاب للنزهة مع الأسرة، أو الذهاب للعمل، فإن اختيارك سيكون نابعا من مبادئك دون أدنى تأثير للأشخاص أو العواطف أو الظروف عليك، وبالتالي لن تندم عليه أبدا مهما كانت العواقب.
مواقع النشر (المفضلة)