تستطيع أن تستكشف خلائق الرجال من خلال ملامح الوجه، فهي مرآة تعكس بواطن أصحابها ومخابرهم، فهناك وجه تلحظ فيه البشر والبشاشة، وتشعر نحوه بالأنس والقبول، وهناك وجه عابس مكفهر تشعر نحوه بالوحشة والنفور، تأملوا قول سلم بن عمرو:
لا تسأل المرء عن خلائقه
في وجهه شاهد من الخبر
وقول الخنساء:
دل على معروفه وجهه
بورك هذا هاديا من دليل
إن الوجه مرآة صادقة تعكس طابع الإنسان وأخلاقه، والوجه دليل ناطق على معدن هذا الإنسان وجوهره، وقد لا يدرك البعض هذا الأمر، ولكن الآخرين الذين يتعاملون معه يدركون هذا ويعرفونه من الشواهد تبدو على الوجه، فإما يقال ذاك إنسان طيب سمح (وجه مبارك) وغير ذلك من الصفات والخصال الحميدة، أو يقال ذاك إنسان كريه بغيض (وجه ودر).
إن استقبال الناس عامة، ومن له حاجة عندك خاصة، بوجه بشوش طلق تعلوه ابتسامة مشرقة تعد من أولويات حقوقهم التي يجب ألا تغيب عن بال كل إنسان مهما كان موقعه، فالبشاشة تشعر الآخر بالدفء والأنس وتجعله يفارقك وهو يكن لك مشاعر الحب والثناء، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
فيا من قدر لهم أن تكون أعمالهم ذات صلة بالآخرين، اعتنوا كثيراً باستقبال مراجعيكم وبادروهم بالابتسامة والبشاشة وطلاقة الوجه، دربوا أنفسكم على أن تكون وجوهكم دائماً طلقة بشوشة، فما أجمل أن تستقبل مراجعك بابتسامة رقيقة تشعره بالأنس والمحبة والأمل.
مواقع النشر (المفضلة)