مبنية على قصة حقيقة
هذي أول مشاركة لي في منتدى القصص...
وأتمنى تعجبكم هالقصة..,
.......................
لا زلت أتذكر ذلك اليوم جيدا
اقف خلف باب البيت منتظرا حضور أخي بسيارته ( الموستنج ) الجديدة
في تلك الفترة .. كانت تلك السيارة بالذات في عز شعبيتها
وبالنسبة لمراهق حقير مثلي .. كان حلمي هو الركوب فيها.. أما قيادتها ... فكان أمرا يصعب علي أن احلم به
لكنه يوم تحقيق المعجزات .. أو على الأقل .. هذا ما أطلقته على ذلك اليوم
كل شيء قد خطط له ..
سيعود أخي بعد قليل .. سيوقف سيارته .. سيصعد إلى غرفته لتبديل ملابسه .. ثم ينزل لتناول الغداء .. يعود إلى غرفته لينام لمدة ساعة ونصف تقريبا .. وبعدها ...
حقيقة .. لا اكترث لما يحصل بعدها .. لا يهمني سوى هذا الجزء فقط من برنامج أخي اليومي ..
في الفترة التي ينزل فيها أخي لتناول الغداء أكون قد خطفت المفاتيح من جيبه .. وما أن ينام حتى انطلق بتنفيذ مشوار الأحلام ..
لكن ماذا سأفعل لو استيقظ باكرا ولم يجد سيارته .. أو ماذا سيحل بي لو تنبه من فراشة لحظة إعادتي المفاتيح لجيبه ..
صدقوني لا ادري .. الأمر الوحيد الذي اجزم بحدوثه لو افتضح أمري .. أن بابا لجهنم سيفتح و لن يستطيع أحد إغلاقه ..
المعجزات بحاجة إلى تضحيات يا أصدقائي .. و في ذلك اليوم قررت أن أضحي
تظاهرت أمام أمي بأن النعاس يغلبني .. مكنني هذا العذر المستهلك من الإختفاء لحظة تجمع الجميع على الغداء دون إثارة الشكوك ..
خلف باب غرفتي قبعت كالجني أسترق السمع منتظرا مغادرة العدو لمكان العملية .. و ما أن فعل .. حتى هجمت على مكان المفاتيح كوحش كاسر ..
ها أنا الآن في السيارة .. فكرت مليا.. مازال بإمكاني التراجع دون حدوث أضرار .. الأصوات المتعارضة تتعالى في داخلي و لم أستطع الإنصات لأي منها
قررت أن اشغل السيارة .. لعنة الله على ذلك المحرك .. ما أن أدرته حتى فقدت كل مقاومتي ..
كنت أتجول كملك زماني .. علي الاستمتاع بالحكم قدر استطاعتي ..
ما كان ينقص هذه الجولة الملكية .. هو بعض الموسيقى الملكية .. توقفت عند الاستريو من أجل اقتناء شريط ( فرقة سكوتر الغربية )
دخلت المحل على عجل .. لم أرد تفويت أي ثانيه من الجولة الملكية .. وما أن حصلت على ما أريد حتى عدت مسرعا ..
وهنا بدأت المأساة ..
وجدت سيارة أخرى... تقف مباشرة خلف سيارتي ( بشكل غير نظامي ) مما يجعل خروج سيارتي من الموقف سابع المستحيلات ..
انتظرته .. عشر دقائق .. ربع ساعة .. نصف ساعة .. و لم يتبدل الحال ..
سأقتله .. و لم أكن أمازح نفسي عندما قلتها .. كنت فعلا قد نويت أن اقتله
لا يهمني من يكون ..و لن اهتم لظروفه أو أعذاره
لن أكون المتضرر الوحيد في هذه الكارثة .. يجب أن يعاني هو أيضا .. وسأتأكد بنفسي من عمق معاناته ..
أخرجت مفك العجلات الحديدي من السيارة .. و أخذت أحوم حول السيارة كذئب يتأهب لملاقاة عدوه الأزلي
لا بد أن أخي قد استيقظ منذ فتره .. و هو يحوم الآن مثلي منتظرا عودتي ..
لكن المفاجآت لم تنتهي بعد يا أصدقائي
لأن المفاجئة الحقيقة انفجرت عندما رأيت خصمي صاحب السيارة
هزة رأس مقرونة بابتسامة صفراء ، و جملة قال فيها " معليش يا الشيخ "
هذا كل ما أخذته منه
بكل هدوء أنساب داخل سيارته .. و ماهي إلا لحظات حتى انطلق بسيارته دون أن يلتفت إلى الوراء....!!!
احتقروني .. اكرهوني .. ابصقوا على كل كلمة حوتها سطوري .. سأتفهم موقفكم .. حتى أنا أمقت الجبناء ..
لكن كل هذا لن يغير شيئا من الواقعة ..
لقد تركته يرحل دون أن أمسه بسوء .. حتى لو حاولت .. فسترفض أعضائي ذلك ..
ركبت السيارة متوجها إلى البيت
غريب أمر هذا الكائن الذي يدعونه الحب
و الأغرب من هذا .. هو أن أفكر بمثل هذا الموضوع في مثل تلك اللحظة .. لحظة التوجه إلى حتفي ..
عموما .. لا بد أنى سأموت و لن أعرف السبب
السبب الذي يجعل أخطاء شخص ما تبدوا مقبولة في عيون من يحبونه ..
نعم سأعذره .. سأعذره حتى وأنا أسير إلى التهلكة
يؤسفني أن أبلغكم أن المفاجآت انتهت يا أصدقائي
فقد وجدت أخي ينتظرني عند الباب .. بعيون يتطاير منها اللهب
دون أن نتبادل الكلمات .. ناولته نفس مفك العجلات .. و استسلمت لذلك العقاب الجشع
مرددا جملة واحدة هي " معليش يا الشيخ "
دفنت تلك القصة في ذاكرتي مع مجموعة هائلة من القصص الأخرى ..
ما كنت أجهله .. أن عوامل التعرية تظهر ما تحت الأنقاض ..
و هذا ما حصل بعد أكثر من عشر سنين
حيث تجمعت الأسرة في غداء عائلي .. و بالرغم أن النوم كان يغالبني حقا هذه المرة .. لكني استهلكت هذا العذر اكثر من اللازم ..
تدافعت أفواه الأسرة تعليقا على ندوة في التلفزيون بعنوان " التربية الحديثة " خصوصا على المقطع الذي يحوي العنف ضد الأولاد ..
صدح أخي قائلا :
" بلا تربيه حديثه بلا بطيخ .. شوفوا الذيب ( يقصدني بكلامه ) لي مليون سنه وانا اجلده .. و الحين ما فيه ارجل منه "
ضج الحضور بالضحك ..
التفت علي مباغتا وقال :
" تصدق .. على كثر المرات اللي فرشتك فيها .. فيه مره ما انساها .. هذيك اللي كنت اطقك فيها بمفتاح العجل .. و انت تقول لي: معليش يا الشيخ "
أنا : حتى أنا ما انساها
أخي : احسن .. تستاهل .... تاخذ السيارة وتتأخر فيها بعد..وانت توك بزر .. صحيح شين و قوي عين.. إلا على فكرة وراك تأخرت ذيك المرة ..
أنا : وقفت عند محل .. و يوم طلعت لقيت واحد موقف وراي وساد علي الطريق ..
أخوي : اكيد تهاوشت معه .. اعرفك منتب قليل شر .. تربية يديني ..
أنا : لا والله ما سويت له شيء
اخوي : كذاب
أنا : بصراحة .. ما قدرت اقنع نفسي أنى أضر الشخص هذا تحديدا ..
اخوي : ليه .. منهو
أنا : ماراح تصدق ..
اخوي : احاول .. بس قل منهو
أنا : يوسف الثنيان
---
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
@@@@@@@@@@@@@@@
مواقع النشر (المفضلة)