الســلام عليـــكم ورحمـــة الله وبركــاته

العيـــد بين الذكــرى الحُلــوة والـواقـع المُـــر !!!


العيد ذلك الضيف الجميل


الذي كنا نعتقد ونحن صغاراً أنه شخص مهم ومحبوب سيقوم بزيارتنا


لما نرى من تهلل وجوه أهلنا بالبشر والفرح عند تحدثهم عنه


ذهبت تلك الأيام الجميلة


بما حوته من


ذكـــريات حــلوة ،،


ولم يبقى لنا الا


واقعـــاً مـــراً ,,









ذكـــرى حــلوة



ملابس العيد



المقطع الأهم بالنسبة لنا


لبس واحد فقط لا غير له من التأثير الكثير الكثير على نفوسنا الغضة


كنا نقيسه عشرات المرات قبل يوم العيد


ونسرح بخيالنا لنتخيل مظهرنا ذلك الصباح


كم سيبدو رائعاً !!


فنكاد نطير شوقاً ولهفة على صباح العيد ،،



::


::


واقعـــاً مـــراً


"سيأتي العيد ونلبس الجديد "


مقولةً لم تعٌد صالحةً في هذا الزمان


صحيح أننا نلبس الجديد في كل وقت (ولله الحمد والمنة )


ولكننا فقدنا الفرحة به ،،


وحاولنا البحث عن ذلك الشعور بالفرح في زوايا أخرى غير لبس الجديد


فلم نجد الا وجوهنا وشعورنا لنعبث بها قبل العيد لعلنا نجد تلك الفرحة المفقودة


فهذه قد قصة شعرها والأخرى قد صبغته بألوان الطيف وتلك قد غيرت طريقة ماكياجها


وبرغم كل تلك المحاولات الا أننا فشلنا في الحصول على ذلك الطعم المميز للفرح ..




ذكـــرى حــلوة



العيدية



كان آباءنا بنظراتهم الحانية يضمون بأيديهم أيدينا الصغيرة ليضعون فيها عطفاً ووداً


في الوقت الذي يضعون فيه العيديه ،،


عيديه بسيطة لها مفعول السحر في إدخال السعادة إلى قلوبنا الصغيرة


وبرغم تفاهة المبلغ إلا أن وقعه عميقاً جداً في نفوسنا


فنستمتع به الى أخر قرش


نمرح ونلعب ونباشر على أقراننا


بكل بساطة وعفوية ،،


والدمية التي كانت تهدى لنا في العيد فقط


كنا ننتظرها بشوق ولهفة ونستقبلها بشكر وفرحة


وتبقى في أبهى حلة حتى العيد القادم <<< لأنه ليس لدينا البديل عنها



::


::



واقعـــاً مـــراً



اطفالنا الآن لهم مصروف


ربما يفوق في بعض الأحيان ما كنا نحصل عليه في العيد من عيديات !!



كما أن الألعاب والدمى تملأ الغرف حتى ملوا منها


ولم تعد لها مكاناً في قلوب الصغار في زمن البلاي ستيشن


وهنا أحتار الآباء كيف يدخلون البهجة لقلوب صغارهم ...!!










ذكـــرى حــلوة



الاجتمــاع العـــائلي



الأب سعيد ونشيط والبشر قد علا محياه


يبحث عن الجميع ليبثهم تهانيه وتبريكاته ،،


الأم مستبشرة والابتسامة تعلوا وجهها المتعب


رغم وجود الكثير من النقص في احتياجاتها واحتياجات المنزل ،،


الابنة تزهو فرحةً بفستانها الوحيد والذي هو الأجمل بنظرها ،،


والابن يُمني نفسه برؤية أبناء الأقارب واللهو معهم ...



::


::



واقعـــاً مـــراً



انظروا في الوجوه من حولكنا سترون مشاعر عديدة


ولكن الفرح ليس من ضمنها !!



فالأب متوتر ويفكر بمصاريف النزهات العائلية


كما أنه يكره تلك الاجتماعات مع الأقارب فهناك من أقاربه من لا يرغب في لقاءه


نظراً لموقف قد حصل بينهما !!


فكيف سيتحمل البقاء معه في نفس المكان ولعدة ساعات !!


و الأم مهمومة لأنها لم تكمل تجهيزات العيد بعد فكيف تتمكن من استقبال الأقارب


والبيت كما دخلوه في العيد الماضي !!


والابنة حزينة لأنها لم تحصل على ملابس جديدة بعدد زياراتها يوم العيد


فبيوت الأهل لها لبس والاستراحة لبس والملاهي لبس وهكذا !!


والابن غاضب لأنه سيرتبط بالعائلة وهو لا يحبذ لقاءات الأقارب


لأنها ستحرمه من تجمعات الشباب ومتعته التي يجدها بعيداً عن أعين الأهل !!









عيـــداً بأي حــالاً عـــدت يا عيــــدُ



لماذا نرى هذا البون الشاسع بين ما كنا عليه وما أصبح عليه حالنا الآن


ماضينــا الذي بقدر ما كان بسيطــاً بقدر ما حمل لنا السعادة والبهجة بالعيد


وواقعــنا الذي بقدر ما أزداد فيه سعينا لنهيئ لأنفسنا تلك السعادة


بقدر ما افتقدنا وجودها بيننا ..



::



هل تعلمون لمــاذا ؟



باعتقادي أن ذلك لسببين :



أولاً: أننا برغم كل ما وصلنا إليه وبرغم سعينا الحثيث لسعادة نفوسنا وراحتها


إلا أننا نفتقد شيئاً مهماً لن نجد للحياة لذةً إلا به


آلا وهو القناعـــة ..



::



ثانياً : نظــرتنا العاجــزة عن فهم الحكمة الحقيقة لفرحة العيد


فالعيد عبادة تعبدنا الله بها كما تعبدنا بالصيام


فعندما يقول المسلمون لبعضهم


من العايدين .. ومن الفايزين ..


فهي دعوات نهديها لبعضنا بأن يجعلنا الله من الفائزين بالجوائز


التي وعد الله بها الصائمين القائمين من عباده الصالحين ..


فإن استقر هذا المعنى لفرحة العيد في قلوبنا فإنه سيظهر جلياً على سلوكنا


دون الحاجةلأقنعة السعادةفي نهار العيد ..



::



أتمنى أن نصحح جميعنا نظرتنا للعيـد


ليكون عيدنا القادم هو الأجمــــل



وكل عـــام وأنتـــم بخيـــر وسعــــادة