يقول تعالى 'وجعلنا نومكم سباتا' جاء التعبير القرآني في الآية الكريمة في اسلوب تشبيه حذفت منه أداة التشبيه.
وبذلك صار المشبه عين المشبه به، فصار النوم سباتا، ومن معاني السبات الموت وبهذا المعنى شبه النوم بالموت.. فالنوم موتة صغرى كما قال الله عز وجل 'وهو الذي يتوفاكم بالليل' (الانعام 60) ومن هذا نفهم بعض المعاني في الحديث النبوي الشريف: 'كما تنامون فكذلك تموتون، وكما تستيقظون فكذلك تبعثون'.
فالنوم نعمة من نعم الله على عباده، وآية منه كما في قوله 'ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله' (الروم 23) فقوله تعالى في سورة النبأ 'وجعلنا نومكم سباتا' اشارة الى نعمة من نعم الله تعالى على عباده وآية من ايات خلقه، ولاشك ان عالم النوم الذي نعيشه عالم عجيب ومليء بالاسرار.. إلا ان تعود الناس عليه ازال عنهم العجب منه، فلم يعد يلفت انتباههم او يثير دهشتهم.
وقد يتحمل الانسان الحرمان من الطعام والشراب اياما عديدة، ولكنه لا يتحمل الحرمان من النوم اياما قليلة.. ونجد هذه الحقيقة مذكورة في الحديث النبوي الشريف الذي اخرجه الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'السفر قطعة من العذاب، يمنع الانسان نومه وطعامه وشرابه'.
ومن هذا ندرك ان النوم نعمة من نعم الله تعالى على عباده ورحمة منه بهم كما في قوله تعالى 'ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون' (القصص 73)
مواقع النشر (المفضلة)