ألا يعلم هؤلاء القوم الذين أملى الله أجسادهم لحما" ودم ، ولم يملئ قلوبهم رحمة" وشفقة" أنَ لي أبا" خرجت’ منه ؟
أحنُ إليه كما يحنُ الأطفال إلى آبائهم ؟

أما تحركتْ عواطفهم القاسية لهذه الفطرة الإلهية التي أودعها الله في قلوووووب العباد ؟


أما جاشتْ أحاسيسهم المتجمدة بعظيم الحنان الذي بحثت’ عنه ستة أشهر منذ ولادتي بين أحضان أبي فلم أجده؟

بل الذي حرمت منه ظلما" وعدوانا" فلم أجده ؟




أي ذنب اقترفتْ؟


بل أي جرم عظيم فعلتْ ؛ حتى أظلَ مثل الرهينة عند قوم قد نزع الله الرحمة من وجوههم قبل أن ينتزعها من قلوبهم من أجل مال زائل ؟؟؟؟؟؟؟



من الذي سيعوضني ما فقدته في أحوج لحظات عمري بعد أن أكملت’ في هذه الدنيا عاما" كاملا؟؟؟؟؟؟




أراد المولى بفضله وقدرته أن يجمع الله شتاتي بأبي ،

وبعد أن وضعني بين أحضانه وعطر روحي بصدره الحنون الدافئ أراد أن يريني أجدادي وأبنائهم وأحفادهم الذين لم ترهمْ عيني قط ، والذين كانوا ينتظرون
( قبل أن ينظرون إلي ) هذه اللحظات السعيدة


عندها بكيت’ إحساسا" بغربتي بينهم ، وبحثت’ وقتها
( بفطرتي التي أودعها الله في قلوب عباده )

عن صاحب القلب الكبير والمشاعر الجياشة التي ملأتْ أحشائه دم الحرمان قبل أن تملأ عيناه الدمووووع

فارتميت’ بين أحضانه ، وصرخت وصحت لمن حولي

وخاطبت العالم أجمع ( بصمت العيون )

وأعلنتها بكل ما حباه’ الله لي من براءة التعبير أنَ








( هذاااااا أبي ، رغم أنوووووووف الطغاااااااة )








ملاحظه : أحداث هذه الخاطرة واقعيّة


بقلم / عاشق الرومانسيه ( أبو بشرى )