مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 10

الموضوع: القضاء والقدر

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sun القضاء والقدر

    تنحصر الأعمال التي تقع من الإنسان أو تقع عليه اثناء وجوده في الحياة الدنيا في نوعين، فهناك الأعمال التي لا دخل للانسان فيها وليس له يد في حدوثها أو توقيها، ولذلك فلا مسؤولية عليه بشأن حدوثها أو ما يترتب عليها أو منها من آثار.. ومن هذه الأعمال خَلْقِه وما جُبلَ عليه من صفات جبلية، فليس له يد في اختيار أبويه أو في ولادته أو في تحديد صفاته الجسدية من طول أو لون أو عينين أو أسنان أو غير ذلك، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يصور الإنسان في الأرحام كيف يشاء، وهو الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، وهو الذي يخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة.. وكل ذلك من قضاء الله.

    كما أن لكل إنسان مميزات كثيرة يتميز بها عن غيره، فطريقة المشي والحركة والابتسام والضحك وغير ذلك من أنواع الحركة تميز كل شيء عن غيره وتلازمه طوال حياته، بل إن لكل شخص “بصمة” صوت خاصة يمكن عند تسجيلها بأجهزة خاصة تميزه عن غيره ومعرفته شخصيا تماما كبصمات الأصابع وقزحية العين وهذه كلها من آيات الله في خلقه حيث ميز الحق تبارك وتعالى كل إنسان ولم يكرر الناس فيجعل كلا منهم صورة طبق الأصل من غيره “ومن آياته خلق السمارات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين” (الروم 22) وهي من الآيات التي تتكشف أسرارها للعالمين يوما بعد يوم.. وهذه أيضا من قضاء الله حيث لا دخل للناس فيها ولا يحاسبون عنها.

    القضاء

    وقد يمر إنسان بجوار حائط أو مبنى فيقع عليه منه حجر فيقتله وقد تنحرف سيارة فجأة لخلل غير متوقع في أجهزتها فتصدم أشخاصاً في الطريق فتقتلهم أو تصيبهم بكسور، وغير ذلك من حوادث الطائرات والسفن والآلات مما لا يد للإنسان في حدوثها، وكلها تدخل تحت مسمى “القضاء” والذي هو من أمر الله ولا يحاسب الإنسان عليه.

    كذلك الموت أي إنتهاء الأجل فهو من قضاء الله سبحانه وتعالى “الذي يحيي ويميت” فلا يملك إنسان لإنسان “موتا ولا حياة ولا نشورا”.. ويدخل ضمن ذلك الموت مما يطلق عليه البعض اسم الظواهر الطبيعية” والتي هي في الحقيقة من قضاء الله سبحانه وتعالى “ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء” (الرعد 13) فليس هناك للطبيعة إرادة وإنما هي جند من جنود الله ومخلوق من مخلوقاته لا يملك إلا السمع والطاعة لتنفيذ قضاء الله سبحانه وتعالى “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا” (الإسراء 16/17) فكان هذا الهلاك وهذا الدمار من قضاء الله وليس لمخلوق فيه شيء “إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون” (النحل 40) ومثله ما أصاب الجنة التي أضمر أصحابها ألا يدخلها اليوم عليهم مسكين “فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم” (القلم 19 20).

    هذا كله وأمثاله وما يقاس عليه بما في ذلك ما يقال عنه “كوارث طبيعية” و”ثورة الطبيعة” وضربات القدر، وكلها مسميات ما أنزل الله بها من سلطان حيث تعكس الفكر “العلماني” الذي لا يؤمن بالخالق أو بقيوميته سبحانه وتعالى، كل ذلك من قضاء الله سبحانه وتعالى من الأعمال أو الأحداث الخارجة عن مقدور الإنسان وسيطرته ولا يد لأحد فيها، وكلها خارجة عن دائرة سيطرة الإنسان واستطاعته، فهو فيها مجبر غير مخير ولا محاسب عليها، لا على حدوثها ولا على ما أحدثت من خير أو ضرر، فلا يحاسب إنسان على ثورة بركان، ولا على حدوث زلزال مدمر أو إعصار عنيف أو فيضان شديد. فكلها من “القضاء”.. كذلك لن يحاسب إنسان على أنه ولد قصيرا أو أبيض أو أسود أو معاقا أو مشوها أو غير ذلك. فكل ذلك من قضاء الله سبحانه وتعالى الذي خلق كل شيء كما شاء سبحانه وتعالى لا كما يشاء العباد.

    وهكذا الأعمال التي لا دخل للإنسان فيها وليس له يد في حدوثها أو توقيها كما ذكرنا في أول الحديث... فذلك هو “القضاء”.

    القدر

    خلق الله سبحانه وتعالى الاشياء وقدر فيها خواصها، وأودع فيها القابلية للخير وللشر سواء بسواء، وجعل تلك الخواص غير ملزمة للعمل بأي شكل من الأشكال.

    فالنار مثلا، فيها خاصية الإحراق، ولكنها لا تستطيع الإحراق بذاتها ولكن يجب أن يحركها ويستخدمها فاعل للإحراق وللغرض الذي يريده هو فهي لا تملك الإرادة.. وكذلك السكين فيها خاصية القطع ولكنها ليس لديها إرادة القطع إذ يجب ان يحركها محرك ويستعملها فاعل لتتم عملية القطع وللغرض الذي يريده هو من ذلك القطع خيرا كان أم شرا.. فالنار قد تستخدم لطهي الطعام وذلك خير، وقد تستخدم لحرق إنسان أو أشياء أخرى ظلما وعدوانا وذلك شر، ولا دخل للنار في ذلك، كذلك السكين قد تستخدم لذبح أضحية وذلك خير أو لذبح إنسان ظلما وعدوانا وذلك شر، والمسؤول في النهاية عن فعل ذلك الخير أو فعل ذلك الشر هو الذي استخدم السكين في عملية الذبح أو القتل بكامل حريته ومطلق اختياره ولذلك فهو المحاسب عن ذلك وبذلك فالنار أو السكين أو ما شابه ذلك من أشياء هي مجرد آلات وأشياء قدر فيها الخالق عز وجل القابلية للخير أو للشر، ولم يجعل فيها إرادة الفعل.. وذلك من قدر الله الذي نؤمن به “وأن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله” كما علمنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وسلم.

    أعضاء الجسد


    ومن الأشياء التي خلقها عز وجل وقدر فيها خواصها وجعل فيها القابلية للخير والشر أعضاء الجسد من أيد وعينين ولسان وشفتين وأذنين وجلد وفرج، وأجهزته الداخلية، ومن وراء ذلك الغرائز والحاجات العضوية، فمن الغرائز غريزة التدين ومن مظاهرها التقديس، وغريزة النوع ومن مظاهرها شهوة الجنس، ومن الحاجات العضوية الحاجة للطعام، والحاجة للشراب، وللنوم والإخراج وغير ذلك. والفرق بين الغرائز والحاجات العضوية أن كليهما يطلب الإشباع، ولكن عدم إشباع الغرائز وكبتها يؤدي إلى عدم استقرار نفسي قد يصل إلى مراحل شديدة ولكنه لا يؤثر في حياة الجسد، بينما يؤدي عدم إشباع الحاجات العضوية إلى تلف الجسد وموته بعد فترة تطول أو تقصر حسب نوع تلك الحاجة الممنوع إشباعها.

    وباعتبار أعضاء الجسد، فالعين مثلا فيها القابلية للإبصار، ولكنها كعضو في الجسد ليس من صفاتها أن تحدد جهة النظر أو المنظور إليه أو مدة النظر وتكراره، وإنما هي آلة وأداة تؤمر فتطيع، تؤمر بالنظر في كتاب الله فتنظر، وتؤمن بالنظر إلى العورات والحرمات فتنظر، ولا تملك إلا الطاعة، رغم ما بين الحلال والحرام من تفاوت.

    وكذلك اليدان والرجلان وسائر أعضاء الجسد، كلها آلات تؤمر فتطيع، ويستخدمها الإنسان لما يريد هو وليس لما تريد هي، فاليد التي تمتد بالصدقة أو الزكاة هي اليد التي يمكن أن تمتد للسرقة أو للقتل، واللسان الذي يذكر الله ويتلو القرآن ويقول الحق هو اللسان نفسه الذي يمكن أن يشهد بالزور أو ينطلق بالكفر، كلها آلات مسخرة للإنسان المكلف العاقل المسؤول عن توجيهها بكامل إرادته هو وبمطلق اختياره هو للخير أو للشر، فهو بذلك مسؤول عنها “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”.

    آلات مسخرة

    إن الانسان بذلك هو المسؤول عما فعل بأعضائه ومحاسب عن ذلك بالثواب أو بالعقاب، فالجزاء من جنس ما عمل وما أراد هو، أما أعضاؤه فهي آلات مسخرة لإرادته، ولذلك فهي كلها شهود عليه بريئة مما أمرها بعمله من شر سعيدة بما أمرها بعمله من خير في حياته الدنيا “ويوم يحشر الذين كفروا إلى النار فهو يوزعون حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون” (فصلت 19 20) “يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وارجلهم بما كانوا يعملون” (النور 24) “اليوم نختم على أفواههم وتكملنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون” (يس 65) فهي كلها شهود عليه لا يمكنه تكذيبها أو الاعتراض على ما تقول من حقائق لا يمكنه إنكارها، وكل ما يفعله المجرم هو التعجب مما يرى وما يسمع، وكيف تنطق الجلود والأسماع والأبصار فيكون ردها عليه قويا مفحما له “وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا.

    فقالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون” (فصلت 21) وهكذا تتكشف الحقائق يوم القيامة والحساب، ويظهر ما ستروه وحاولوا إخفاءه في الدنيا “وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين” (فصلت 22 23).

    وهكذا فإن كل ما تعمله أعضاء الانسان الإرادية من أيد أو أرجل أو سمع أو بصر أو جلد مسؤول عنها الانسان نفسه، فحين يقول مثلا الرسول عليه الصلاة والسلام لكل المسلمين رجالا ونساء: “لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وعليك الثانية” ندرك أن النظرة الأولى غير إرادية أو مقصود بها معرفة ما هنالك، أما النظرة الثانية فتأتي بعد تفكير وتقرير وأمر للعين بإعادة النظر، فإن كان المنظور إليه مما حرمه الله كان عليك إثم تلك النظرة الثانية، وفي هذا الحديث بيان لما للنظر من أهمية كبيرة في تعامل الإنسان مع غيره ومع حوله من أشياء ومخلوقات.

    وهكذا ندرك أحد مفاهيم القدر، حيث قدر الله في كل شيء خواص و جعل في كل شيء يستخدمه الانسان بما في ذلك ماله من أعضاء إرادية خاصية القدرة على الخير أ و على الشر وجعل في مقدور الإنسان استخدامها في هذا أو ذاك، فالقدرة على فعل الخير أو فعل الشر هي “القدر” الذي قدره الخالق عز وجل في الأشياء وعلينا بذلك أن نؤمن كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام “بالقدر خيره وشره من الله” أما فعل الخير أو فعل الشر فهو من عمل الإنسان ويحاسب عليه من جنسه.

  2. #2
    ][ ..قـلـم مـمـيـز.. ][


    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    4,552
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    حبيبتي حطمتيني



    يسلموووووو على الموضوع القيم

    بارك الله فيك

    وجزاك الله كل خير اخوي الغالي

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Rose

    arts of love

    أشكرك على مرورك الذي

    شع متصفحي ..

    لاحرمتُ تواصلك يا الغالي

    أختم كلماتي بالشكر الجزيل

    لمرورك الكريم ..

    تقبل خآلص تحيآتي وتقديري

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    3,527
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    حبيبتي حطمتيني

    الله يعافيك على الموضوع
    الأكثر من رائع
    وجزاك الله الف خير

  5. #5
    ليه سافر .. كنت جايب له بلد !!


    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    ( في ذكرى الأمس )
    المشاركات
    1,455
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    يـ سـ لـ مـ ـوٍوٍ حبيبتك حطمتك على الموضوع


    يعطيكـ الف عافيه

    اخـوٍوٍكـ/اعز انسان

المواضيع المتشابهه

  1. ][ ترتيب الحوسه في القضاء على العنوسه ][
    بواسطة كاتـم الآهــات في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 26-12-2008, 10:35 PM
  2. لا يرد القضاء الا الدعاء
    بواسطة زيد العنزي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-01-2007, 04:35 AM
  3. زماني والقدر والناس
    بواسطة ذرب المعاني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-06-2006, 05:09 AM
  4. هيفاء وهبي أمام القضاء البناني (صور )
    بواسطة ياسر القحطاني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-05-2006, 04:01 PM
  5. القضاء على البكتيريا في المطبخ
    بواسطة فاطمة محمد حسين في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-04-2006, 06:44 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •