تمضي بنا الأيام...وتسرقنا سنوات العمر...ونجري وراء الأحلام...ونحاول تحقيق أمنيات المستقبل...وكلما بلغنا نقطة نجاح معينة...نبدأ من جديد مواصلة المشوار لنسعى تحقيق أمنية وحلم آخر..., وخلال سنواتنا الطويلة نصادف شخصيات كثيرة ونتعرف على أشخاص لم نضعهم في الحسبان ولم نحسب لمعرفتهم يوما , معرفتهم التي قد تكون إيجابية أو سلبية..وإذا كانت من الأخيرة فأننا حتما سنلغيهم من قائمتنا لأن وجودهم لا يشكل أهمية لنا بقدر ما قد يكون هما ثقيلا علينا.., ولكن قد نحتفظ بأسماء وشخصيات يكون لهم بالغ الأثر في مسيرة حياتنا..وقد يساهمون في دفعنا للنجاح..ويدعموننا بكل ما يستطيعون من جهد وإمكانيات ودون مقابل..وهؤلاء الفئة قلّة في مجتمعاتنا وذلك لطغيان الأنانية وحب التملك والحسد..ولكن حينما يجمعنا القدر مع أحدهم حتما تتغير ألوان حياتنا..ونشعر بالتحليق في الفضاء..وتأخذ الأحلام طريقها في التحقق..فنشكر القدر حينها الذي جمعنا بهم..ونتحسر كيف أننا عشنا سنوات طويلة دونهم..وكيف أننا ضيعنا أياما وليالٍ مع أشخاص لم يزيدنا وجودهم إلا هموم ولم يجرونا إلا للفشل والإحباط..وكيف أننا كنا نحاول مفاجأتهم بنجاحنا في حين أنهم كانوا يضمرون لنا الحقد والتعاسة...!!!
كثيرا ما نردد عبارة " ليتني عرفتك من زمان " فهي عبارة لا نشعر بأهميتها إلا بعد معاناة مرارة الحرمان لسنوات طويلة نكون قضيناها دون أن يلازمنا شخص واحد على الأقل يكون أقرب لأنفسنا منا..يحتوينا باهتمامه.. ويحاصرنا بحبه..ويدفعنا نحو الأفضل..يمد لنا يده في العسر..ونجده أول من يمسح دموعنا..وأول من يرقص فرحا لسعادتنا..حينها نتمنى لو عادت السنوات للوراء..وجمعنا القدر بتوأم روحنا..شخص واحد فقط يكفينا عن بقية العالم.. شخص يشعر بأحاسيسنا..ويقدر أفكارنا..ويحترم مبادئنا..وتتشارك اهتماماتنا.. ونتفق في أذواقنا..وتتطابق أرواحنا فنعيش بأمان وسلام وراحة وغنى عن الأحزان.., فكثرة الناس حولنا بتعدد أمزجتهم واختلاف ثقافتهم وتربيتهم يعرضنا للصداع والمشاكل الغير منتهية خاصة إذا كنا من النوع الحريص على تقدير العلاقات الإنسانية التي تتميز بالوفاء والإخلاص والصفاء والمحبة الخالصة للجميع..فأننا نبذل كل جهدنا وكل ما نملك من أجل إرضاء كل الناس ولكننا لا نستطيع.., فنصاب وقتها بالإحباط لكثرة القيل والقال..لذلك أُفضل أن نصب اهتمامنا على شخص واحد يحتوينا ويكون الصديق الوفي المخلص المحب الذي نأتمنه على أسرارنا وخصوصياتنا ونكاشفه عن بواطن أفكارنا..فبتالي نتفادى الشعور بالندم على وفائنا لأشخاص لا يستحقون هذا التقدير..وبإمكاننا جعل جميع الناس مجرد معارف نتمنى لهم الخير ولا نعطيهم أكثر من حقوقهم الاجتماعية البسيطة ونحوط أنفسنا بحواجز حمراء لكي لا نسمح لهم بتخطيها والعبث في خصوصياتنا على غير وجه حق مما يثير الزوابع في حياتنا.!!!!!!!!!!
مواقع النشر (المفضلة)