ما هي الشلة؟ هي في التعريف الاول مجموعة من المراهقين والشباب اليافعين الذين يتكتلون في ما بينهم ويلازمون بعضهم بعضاً فيمنعون على أفراد آخرين «اختراقهم».
ولا تندرج مجموعات الاصدقاء كلها ضمن تعريف «الشلة» فما يجعل من الشلة شلة هو اصرار أعضائها على الالتزام بمدونة سلوك خاصة وصارمة في اللباس والتصرف والكلام والهوايات وتعمد عزل من لا يتوافق مع شروطها.
وغالباً ما تشهد الثانويات والجامعات تشكيل هذا النوع من التكتلات عندما يقوم تلميذ أو أكثر بتضخيم جانب من شخصيته (قوة جسدية، تفوق دراسي، وسامة، رخاء اقتصادي...الخ) ليجمع حوله طلاباً آخرين يشاركونه هذا القاسم وربما يساهمون في تضخيمه أكثر.
ولا يقتصر هذا التصرف على الشباب الذكور، فالفتيات ايضاً يؤلفن مجموعاتهن في أعمار صغيرة وقد تكون أكثر إيذاء من مجموعات الصبيان لأنها تحاسب المنتسبات على شكلهن، فترفض السمينات أو القبيحات أو غير الشقراوات!
وقد يغير المراهقون تصرفاتهم لتقبلهم شلة معينة في سعي منهم الى الانتماء الى مجموعة لها حظوة أو نفوذ أو شعبية، فينصاعون الى قوانين «الحلف» حتى وإن عرفوا في قرارة نفسهم أن ما يقومون به قد يكون خطأ، لذا تراهم مختلفين عندما يكونون في المنزل أو مع أشخاص آخرين. ويدفع هؤلاء الساعون الى «الانتماء» ثمناً باهظاً أحياناً لأن زعيم الشلة يضعهم أمام تحديات مستمرة لإثبات حسن نياتهم تحت تهديد الطرد والنبذ. ويشعر بعضهم بالحاجة إلى أصدقاء فيظنون أن الشلة هي الطريق الانسب لبناء علاقات وطيدة، فيما يشعر آخرون بالاطراء لقبولهم ويزيد ذلك ثقتهم بنفسهم.
وإذا كانت هذه الظاهرة تبدأ في عمر صغير نسبياً وتشكل جزءاً كبيراً من وعي المراهقين، إلا أنها لا تقتصر على صغار السن فقط. فطلاب الجامعات أيضاً يشكلون «تحالفات» قد تأخذ اشكالاً أكثر نضجاً من مجرد المشاغبة خلال الصفوف. فيجمعهم مثلاً اختصاص أو هواية أو ميول سياسية يعبرون عنها في الانتخابات الطالبية. حتى مواقع العمل تشهد بدورها «محاباة» على أساس المصلحة أو الزمالة أو النفوذ.
مواقع النشر (المفضلة)