مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 11

الموضوع: العصبية والحزبية

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sun العصبية والحزبية

    بسبب العصبية شبّ خلاف شديد بين خير الناس المهاجرين والانصار، فعن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” (البخاري)، وقد نزل فيهم قرآن يتعبّد بتلاوته الى يوم الدين، قال تعالى: “رضي الله عنهم ورضوا عنه”، ومع هذه المكانة السامية يصدر منهم تعصب بسبب غير شرعي، أفضى الى التحزب، المؤدي الى الشقاق والغضب ولربما التقاتل.

    عن جابر رضي الله عنه يقول: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعّاب، فكسع أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى أهل الجاهلية، ثم قال: ما شأنهم، فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوها فإنها خبيثة”.

    التعصب الممقوت

    في النص فوائد جمة:

    الأولى: إذا تمكنت العصبية والحزبية من أقوام فهي كفيلة بهز صفوفهم، وزرع الفرقة والشقاق والقتال بينهم، مهما سمت مرتبتهم، وعلت مكانتهم، فهل ثم أسمى وأعلى من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وان كانوا لتوهم يقاتلون عدوا مشتركا، فالقوم عائدون من غزوة، وإن كان المشهد كله بحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومع هذا غضب الانصاري غضبا شديدا، وتعصّب كل من منطلقه الديني أعني المهاجرين والانصار، وتعدت المشكلة الاثنين الى الجماعة المسلمة كاملة، لما قال: يا للانصار، والآخر: يا للمهاجرين.

    الثانية: باستقراء التاريخ والواقع فإن غالب اسباب التعصب والتحزب في الصف الاسلامي اسباب تافهة، فالمشكلة بدأت بين غلمان، كما في رواية الامام مسلم في صحيحه، عن جابر قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما هذا دعوى أهل الجاهلية”، قالوا: لا يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر.

    الثالثة: في الغالب النوايا حسنة، والتصرف عفوي غير متعمد، والطبائع غلاّبة، إلا ان سوء الفهم المنطلق من سوء التفسير لتصرفات الآخر قد يدعوني الى ما لا اريده ولا يريده اخي ولا يرتضيه ديني والى ما لا طائل من تحته، فالغلام يغلب عليه طابع الهزل، كما في النص: “لعاب”، فدعته طبيعته الهزلية الى ان يكسع “يعني يضرب” الصحابي الآخر على دبره، فلما ان المضروب لم يحسن فهم الضارب انه فعل ما فعل لغلبة طبع لا لسوء ادب، ولما لم يستوعب هذا الأمر صعّد الخلاف، والسبب كما ترى تافه حتى يؤدي الى التعصب فالاستعداد للتقاتل.

    معايشة الأمة

    الرابعة: لابد ان يعايش ولي الأمر الأمة في كل مواقفها، ليئد الخلاف في مهده، وليصحح المسيرة، وليضع الأمور في نصابها، كما في النص: “فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك أن غياب ولاة الامر عن واقع الناس وما يدور بينهم يفضي الى ما لا تحمد عقباه، واقرأ التاريخ تر امراً عجبا”.

    الخامسة: عالج الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة بحزم، فوأد الخلاف فكانت الصيحة النبوية: “ما بال دعوى الجاهلية”، وهم اخوف ما يخافون الجاهلية وإماراتها، وكانت القاعدة المعتمدة: “دعوها فإنها منتنة”.

    أراني ملزما وأنا أختم المقال الاستشهاد بقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، كما في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم”. قال غفر الله له: “فهذان الاسمان المهاجرون والانصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، لا من المباح الذي يقصد به التعريف فقط كالانتساب الى القبائل والامصار، ولا من المكروه او المحرم كالانتساب الى ما يفضي الى بدعة أو معصية أخرى، ثم مع هذا لما دعا كل واحد منهما طائفته منتصرا بها انكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها “دعوى جاهلية”، حتى قيل له: ان الداعي بها انما هما غلامان لم يصدر ذلك من الجماعة، فأمر بمنع الظالم واعانة المظلوم، ليبين النبي صلى الله عليه وسلم ان المحذور من ذلك انما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقا فعل اهل الجاهلية، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب، فإذا كان هذا التداعي في الاسماء وفي هذا الانتساب الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بالتعصب والتداعي للنسب والاضافات التي هي إما مباحة او مكروهة”.

    التعامل مع مشكلة العصبية يكون بمعايشة الناس وتلمس كل مؤشرات التعصب مع السعي وبحزم الى القضاء عليها ما امكن، وعدم تأجيج ما من شأنه إثارتها، بل نعطي الامور حجمها، وما اروع تلمس الاعذار وقبول العفوية والسذاجة والبراءة من البعض.

  2. #2
    عـينـــكـ غــديــر


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    7,861
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    جزاك الله خير

    موضوع جميل

    وان شاءالله به فائده

    لاهنت

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    سعد الخالدي

    ويجزاك ربي كل خير

    ولا هنت يالغالي

    وجودك أسعدني وشرفني

    تقبل شكري العظيم والجزيل

    دمت بصحة وعافية

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    9,223
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    حبيبـــتي حطمتـــني

    بارك الله فــيك

    على الطرح الجمـــيل .. والشـــرح الوااافـــي

    جــزاك الله كل خـــير وكتب لك الآجــر

    انشـــاء الله

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    بنت اوووها

    وبارك فيك وأسعدك

    وجودك الجميل أخجلني

    لك مني جزيل الشكر والتقدير

    لاهنتي

    أتمنى مشاهدة أسمك دائما .

    دمتي بود

المواضيع المتشابهه

  1. مسآحــة العذر..في عصر [ العصبية والتشنج ]
    بواسطة تفاصيل في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-06-2009, 03:04 AM
  2. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-03-2008, 10:02 PM
  3. مميزات العزبية لا يفوتك ......
    بواسطة ₪عــ الاحسـاس ــذبة₪ في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-08-2006, 08:52 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •