شرح قصيدة ( ثامن المعلقات ) للشاعر الخالدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضي، واصلي وأسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه ومن بسنته اهتدي.
أما بعد :
كان لابد لي من الأطلاع على جميع أقسام المنتدى قبل المشاركة في أي موضوع أو حتى كتابة موضوع لكي أعرف النهج الذي يتخذه المنتدى والأعضاء وأتخذ لنفسي معهم سبيل ونهج انتهج به حتى لا أصبح شاذا بينهم وخلال جولتي أستوقفتني رائعه باذخة بل إنها سلسلة مواضيع وأفكار في قصيدة تخلب الألباب وتذهل العقول وتسكن القلوب بلا مقدمات سأحاول أن أحاكيها كما فهمتها دعوني أقرأها لكم من خلال قلبي وعقلي وعيناي .. الشعر والشعراء بعدد الرمل والحصى ولكن القليل من الشعراء
يقف في الصف الأول وتقف قصيدته في مقدمة القصائد .... أستحقت التميز وهي جديرة به وكان أسمها مطابق لمسماها ....!!!
(((( ثامن المعلقات ))))
معلقة تستحق تعليقها على جدران المنتدى وعلى جدران القلوب .!!
قل اعوذ باسـم ربـي مـن اللـي سُبـات......باسـطٍ سبـعٍ ورافـع سبـع فـردٍ صمـد
لااله الا انـت جليـت باسمـك والصفـات......واشـهـدُ ان محـمـد رسـولـك لـلأبـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يربطنا الشاعر بالأدب الذي يتوجنا بتاج الوقار الأدب الذي من صفاته الأيمان بالله رباً
وبالإسلام دينا ً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ر سولاً ونبياً , الإيمان الذي يصلك برضوان
الله سبحانه ويجعلك حياً بالكلمة منشداً بالبيت .
امتطـي جيـبٍ وبـه كامـل المواصفـات......قايـده فتـىً شجـاع بحياتـه قـد زهــد
ماتـردّه نازيْـه او حجـر ضلـع السـراة......صـدّره عبـر البواخـر وكيـلٍ معتـمـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
مفردات اي شاعر ومعانيه والفاظة التي يستخدمها في قصيدته تكون نابعه من بيئته
ومجتمعه وهكذا كان (( الجيب )) مصدر إلهام الشاعر في القصيدة وبوابة للدخول في
عالمه وأفكاره
اعـرف انـه صامـدٍ بالريـاح العاتيـات ...... حيث حنا فـي زمـن كـل شـيٍ مستجـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
برغم مستجدات الحياة وصخب المدن وكل مايصحبها من وسائل التقنية الحديثة وعصر
السرعة يبقى في داخل الشاعر وقصيدته أمل بالصمود والمقاومة لإغراءات الحياة المادية والمعنوية ....
حـط لـي كاسيـت ولاتشغـل المكبـرات......والـوعـد قــدام لالاتـأخـر بالـوعـد
حبـذا لوهـو شريـطٍ يضـم منـوعـات........من عصور الجاهليـه الـى كبـري البلـد
لاتشوبـه شايبـه او خـوى او منـكـرات.....منه شيطان الدجى شـف ضلوعـه ترتعـد
فيه مـن حـس الحِكـم نبـره ومؤثـرات......لا لماذا .. لا .. لأنْ .. لا .. ولكن او لقـد
إن سمع فيه اليهودي يهاجـر مـن إيـلات......وان نصـت لـه مسلـمٍ كبّـر ولله سجـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
شاعر ثري التجربة، عامر الموهبة، صحيح المحبة،فانظر إلي حضور الصورة في ذهنه، وجودة خاطره بالموصوف ، وسرعة استحضاره للمشاهد فيقول :
جنة الدنيـا / لمـن ذاق سكـرات الممـات.....او تحـرر / بعـد ماكـان بالسابـق عبـد
ونارها / ريّس بلد وسـط سلـة مهمـلات.....او ولد شيخٍ على الحنظلـي عقـب الشهـد
يمزج الكلمة بالحب العاطفي بالحنين مع سهولة راقية في اللفظ. وجزالة وارفه في المعني.
من هذا البيت "
وش بلا راسي يـدور بزمـن متغيـرات ؟
والدليل / السبت زعلان مـن يـوم الأحـد
وحتى هذا البيت "
هذا انا لاجيت اهوجس على جسـر المشـاة
عاذلي بدري عليـك انخمد...بـس انخمـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
هنا يترقى بك عن مدح الأعراب المكشوف إلي مدح دقيق، ومعنى عميق، يدل علي علو كعبه في سعة الاطلاع، ورحابة المعرفة مع جودة الخاطر يقول هنا: إن هذا الممدوح إذا غاص فكر الإنسان في جزء واحد من مجده الواسع، مواهبه الجمة؛ استغرقت هذه الصفات كل خواطر هذا الإنسان واستولت علي ذهنه وحيرته، فكيف بباقي صفاته وسائر خصاله، وهو ثناء نادر وقوعه في المدائح لدقته وغرابته، ولكنه لذيذ تعشقه النفوس لأنه فريد متوهج .... يخترع معني بديعاً في الحب، ويوجد فارقاً معقولاً بين الشوق مع أمل اللقاء والشوق بغير أمل،فهو يبن لك أن نفسه المتوثبة إلي المجد، الثائرة علي الأعداء ، لها عالم آخر من الحنين والعطف , فالرجل طموح سبوق ، مغرم بالمعالي، عاشق للمجد، مخاطر في سبيل مراده، وليس بليداً قاعداً مهزوماً .
إن الشاعر (( مهند الخالدي )) يقول لنا في معلقته الباذخة :
أنت تشاهد انسياباً لذيذاً لا يعكره حشو في اللفظ، ولا يكدره غرابة في اللغة، ولا يشوهه تبذل سوقي، بل تشاهد الفخامة، فهو يمهد لك بالبيت الأول حتى إذا تهيأت لسماع النظرية، واستقبال الدليل باشرك بالبيت الثاني في رقة وعذوبة، فكأنك تمضغ سكراً ، أو تمص عنباً ... فارجع البصر كرتين ..
جل تقديري واحترامي لكم
الـــــعــــــ11طـــــفـــــي
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)