[glow1=#FFFFFF]
اهداء..
الى ****،
فهي من أغرتني بمشاغبة البياض،
والحديث عن ذكريات البرد/الدفء/المطر..
(1)
في أيام الطفولة الماطرة..
هل جربتم الخوض في مستنقع صنعته الأمطار؟
هل تمرغتم في الوحل؟
هل عبثتم به؟
أنا لم افعل.
كنت أخشى اتساخ بياضي..
يا لي من حمقااااااااااااااااااااء!!!
لم أدرك أن الطفولة وحدها لا يتسخ بياضها..
(2)
يدان صغيرتان
تستشعران البرد
تتحركان سريعاً لاشعال الدفء
وتبقى القدمان باردتين كالصقيع
فتندسان تحت الغطاء
لا تكتفيان
البرد لا زال قارسا ً
تقتربان من قدمين كبيرتين
حفرت فيهما الأيام تضاريسها ومنحتهما الدفء
تلامسانها
فينتشر الدفء
ذكريات طفلة مدللة
كانت تحتمي بدفء ِ أمها دائما ً
كم افتقد ذاك الدفء!!!
هل لي أن أعود طفلة ً تنام بجوارها؟!!!
(3)
فتاةٌ مشاغبةٌ عنيدة
تـُصِّرُ على تحدي البرد،
وتتمردُ على ثياب الشتاء..
يلفحها البرد..
لا تتراجع!
يتسلل الى أعماقها..
لا تتراجع!
ينخر عظامها..
لا تتراجع!
بل تبكي في صمت،
وتغيب الغد،
لأنها طريحة ُ الفراش.
ورغم كل هذا تعيد الكرة..
(4)
المطر وحده يبرؤني من تهمة العقل الملتصقة بي دائما..
لا زلت أذكر كلماتها،
فابتسم..
"حتى انتين يا العاقلة؟!!!"
نعم..
حتى أنا..
يغريني المطر بارتكاب جنوني علانية..
أركض خارج الصف..
أعانقه طويلا ً..
يبللني/ يغسلني وكل ما حولي..
ونغرق جميعا ً في الضحك..
لكننا نلمح المدرسة قادمة،
فندخل الفصل،
نراقب المطر بحسرة،
ونرجوه ان ينتظرنا..
أما هي فلا تهتم سوى بملابسنا المبتلة!!!!
(5)
يداعب البرد وجنتي..
فيمنحها احمرارا ً باردا ً،
و يحيل أصابعي الى قضبان جليد،
فأشتهي بعض الدفء.
أتدثرُ بلحافي،
وأزحف بذاكرتي نحوك ِ..
لم نلتق ِ في الشتاء،،
ولم نفترق فيه أيضا ً..
لكني أتذكر قبسك ِ في ليالي الصقيع!
"ثقي يا حنين .. هذه لن تكون آخر الصدمات .. لن تكون آخر الأحزان .." *
لم يكن رحيلك ِ آخرها أيضا ً..
فمن عساني أخبره بذلك،
وما عاد طيفك ِ يحرسني؟!!!
شجـــون[/glow1]
مواقع النشر (المفضلة)