من الملاحظ ان النساء تعشق زاويتين في الصحف والمجلات ألا وهما برج القراء الذي يتكلم عن مشاكل الناس وطرق حلها وباب الأبراج بما فيه من كذب وافتراء ودجل كذب المنجمون ولو صدقوا هذا طبعا حال المرأة العربية اما المرأة الغربية فلا تختلف عن العربية إلا من حيث بوحها فاضح وصريح وغير محتشم وفيه اعترافات كاملة. لكن القاسم المشترك بين النساء هو ان الجيل الجديد من الفتيات يعاني من غياب الرومانسية، فالعلاقة العاطفية لديهن عرض وطلب كأية سلعة. فالحنين الي الرومانسية والاستماع الي الغزل مطلب الفتيات في الشرق والغرب معاً. فالرومانسية هي المفقودة في عالم الحب حالياً.

الرسائل المتبادلة بين العشاق لم تعد قائمة وشعر الغزل بات نادراً حتي رسائل أيام زمان كانت تزين بالقلوب والورود المزركشة عكس رسائل اليوم والرسائل باتت عادة قديمة لأنه ثمة رسائل اتصال متطورة مثل الهاتف والنت بل اصبح ماديا حيث العاشق يناجي محبوبته بسيارة جديدة بدلاً من مناداة القمر وقد يهديها صورة من حسابه المصرفي بدلاً من بطاقة معايدة لكن في رأيي طبيعة المرأة انها تبحث عن احاسيس ومشاعر صادقة.

والفتاة لم تعد تحبذ غزلاً علي غرار (أحببتك بكامل أملاكي وأسكنتك قصري ومنحتك أصفار حسابي) تريد كلاما مثل احببتك بكامل مشاعري واسكنتك قلبي ومنحتك حبي واخلاصي، لأنها كتلة من المشاعر والأحاسيس تريد من يرفق بها ويتحسس شحناتها المتدفقة عاطفياً ويشعرها بكينونتها الانثوية الانسانية وليس الجسدية فقط انها ما زالت تنتظر فارساً علي حصان ابيض ينتشلها بذراعيه القويتين عن الأرض ويردفها خلفه.

وينطلقان بخفة لدرجة التحليق في الفضاء. لقد جربت المرأة فارساً يأتيها علي عجلات وآخر زاحفاً علي رصيد وثالثاً متربعاً علي شركة عملاقة فلم يشف غليلها.