][ دروجبـا وعـامـ الفـيـل ][
كم لفت انتباهي المستوى المذهل الذي وصل إليه هذا ( الفيل ) الإيفواري
الهارب من غابات وأحراش إفريقيا والذي انطلق نحو قمة المجد الكروي
عبر محطات فرنسية عديدة لينتهي به المطاف في الدوري الإنجليزي
لتزداد عروضه الأوروبية تألق وتوهج .
إنه ( القناص مرعب الحراس ) ديديه دروجبا لاعب تشيلسي الإنجليزي
صاحب الأهداف الحاسمة التي أصبحت لا تفرق بين فريق كبير
وآخر صغير على الرغم من تذبذب مستوى فريقه اللندني هذا الموسم .
وعلى الرغم من وجود منتقضين لهذا ( الفيل ) إلا أنه استطاع وبنجاح منقطع النظير
وللسنة الثانية على التوالي في تقديم عروض قوية نالت إعجاب الجماهير
على مسارح ( ستامفورد بريدج ) لتتهافت عليه العروض البرلليسكونية والموراتية
لينتقل لمسارح ( سان سيروِ ) حيث العظمة والسلطان .
ولا أدري لماذا يوضع هذا اللاعب في مواجهة أو مقارنة مع ( الفهد ) الكاميروني
صامويل إيتو لاعب برشلونة الإسباني ، ومع احترامي لجميع وجهات النظر
( فالاتنين حلوين والاتنين طعمين ) .
ولكن من وجهة نظري المحدودة أعتقد أن هذا العام هو عام ( الفيل ) فالإيفواري
يستحق هذا العام التتويج بجائزة أفضل لاعب إفريقي ؛ لأنه ببساطة الأفضل
بل وأكثر من ذلك ..!!
فترشيحي له باستحقاق أفضل لاعب أفريقي أتحمل مسئوليته شخصياً
أما ( أكثر ) فيتحملها البرتغالي خوسيه مورينيو مدرب تشيلسي الذي أكد في تصريح له
منذ أيام : [ دروجبا سجل في كل البطولات التي شارك بها وكل ما يحتاج إليه
هو أن يستطيع الثبات على هذا المستوى وهو الأمر الأصعب ] .
وأضاف : [ لن أكون مبالغاً إذا قلت إنه أفضل مهاجم في أوروبا في الوقت الحالي ]
مع تحياتي - مدربك المغرور مورينيو .
فلو استعرضنا إنجازات اللاعب هذا العام سنرى كم كان ديديه مميزاً
فقد نجح في قيادة كوت ديفوار للوصول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية
ثم عاد ونجح في قيادة منتخب بلاده للوصول لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى
في تاريخ بلاده وساهم بشكل مباشر في جعل ( الفهد ) الكاميروني
متفرج من الطراز الأول للمونديال الألماني .
ثم عاد وقاد قطيع ( الأفيال ) لنهائي كأس الأمم الإفريقية في مصر
ثم قادهم أيضاً في فعاليات المونديال الألماني ونجح في إحراز أهداف
في جميع التصفيات والبطولات التي شارك فيها مع منتخب بلاده .
بينما على مستوى الأندية فقد ساهم ديديه كثيراً في فوز تشيلسي ببطولة ( البريمر شيب )
لموسم 2005/2006م للموسم الثاني على التوالي بالإضافة إلى تألقه اللافت للنظر هذا الموسم
واحتلاله المركز الاول في ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا حتى الآن
وهي أكبر وأقوى بطولات العالم .
ومن منا ينسى هدفه في مرمى ليفربول هذا الموسم عندما استلم كرة على صدره ليستدير
ويسدد كرة قوية لتستقر في شباك ( المسكين ) خوزيه رينا ؟
وعاد ليكرر نفس الهدف بالكربون في مرمى ( المأسوف على شبابه ) فالديز حارس برشلونة
ليسجل ذهاباً وإياباً في لقاءات الفريقين في دوري أبطال أوروبا والتي أصبحت تضاهي
مباريات نهائي كأس العالم .
وهو ما جعل الروسي إبراهيموفيتش مالك تشيلسي يسارع بتجديد عقد ( الفيل )
قبل نهايته بعامين ليستمر ست سنوات أخرى لاعباً في صفوف هذا الفريق .
فالعام الماضي وفي ذلك الوقت كنت أستطلع رأي بعض أصدقائي حول من أفضل لاعب
في القارة الإفريقية .. هل هو إيتو أم دروجبا ، وكان معظمهم يختار ( الفهد )
أما هذا العام فرأيت الكثير من معارضي ( الفيل ) يظهرون شيئاً من التراجع التكتيكي
خاصةً بعد تطور أداءه وأهدافه الغزيرة التي أمطر بها شباك خصومه
وهو ما اعتبرته مقدمة لفوزه بلقب ما هذا العام .
وأعتقد أنه حان الوقت لكي يقف دروجبا في منصة التتويج الإفريقية كأفضل لاعب بعد إنجازاته
هذا العام ، خاصةًً أنها لو ذهبت لأي لاعب آخر غيره ستكون هناك اعتبارات أخرى
لمنح هذه الجائزة كاعتبارات نفسية أو إنسانية أو "مهلبية" .
وفي هذه الحالة سأقترح على الاتحاد الإفريقي تغيير اسم جائزته من أفضل لاعب إفريقي
إلى جائزة أفضل لاعب إفريقي ( للنوايا الحسنة )
أو جائزة أفضل لاعب إفريقي للطفولة والأمومة .
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)