هواتف موسيقية.. تتحدى مكانة «آي بود»
مليار هاتف جوال سيباع عالميا العام الحالي .. ربعها سيكون قادرا على إسماع الموسيقى
دعونا نتناسى للحظة أن نحو 70 مليون مستهلك اشترى الاجهزة الموسيقية الرقمية «آي بود» خلال السنوات الخمس الاخيرة، وأنه خلال الاعياد والمناسبات المقبلة ثمة ملايين آخرين سيضيفون الى هذا العدد طرزا جديدة.
ولو استمعت الى ما يقوله خبراء قطاع صناعة الهاتف اللاسلكي فإن أيام الاجهزة الموسيقية التي تقف بمفردها، أي المستقلة في تصاميمها، باتت معدودة لكون المزيد من محبي الموسيقى في السنوات المقبلة سيصغون الى الموسيقى عبر هواتفهم الجوالة.
ويقول إيلي هراري المدير التنفيذي لـ «سان ديسك» الشركة التي تصنع بطاقات الذاكرة للكاميرات والهواتف الجوالة والاجهزة الموسيقية إنه «سيكون هناك دائما متسع من السوق للاجهزة الموسيقية المستقلة، لكن الاغلبية تفضل الاجهزة اليدوية المحمولة».
مليار جوال واستنادا الى باحث في مؤسسة «ستراتيجي أناليتيكس» سيجري بيع مليار هاتف جوال في العالم أجمع هذه السنة، 25 في المائة منها، أي 250 مليون جهاز سيكون قادرا على إسماع الموسيقى. وترى هذه الشركة أن شحنات الهواتف الموسيقية ستنمو الى 800 مليون في عام 2009. لكن أغلبية المستهلكين إما لايدركون انهم يملكون مثل هذه الخدمة، أو إنهم نادرا ما يستخدمونها، كما نقلت صحيفة «يو إس إيه توداي» عن روب هيات المدير التنفيذي للموسيقى في شركة «سنغيولار» التي تقدم الخدمات اللاسلكية وأطلقت قبل أسابيع خمسة هواتف موسيقية جديدة تعمل مع خدمات الاشتراك على الشبكة، مثل «ناباستار» و«ياهو ميوزيك» و«إي ميوزيك». وأضاف «لقد بعنا الكثير من هذه الاجهزة، لكن اعتماد موسيقاها لم «يحلق» بعد بما فيه الكفاية. إنه نوع من التحدي».
وتقوم «فيريزون» بالترويج الى جهازها الهاتفي الموسيقي «إل جي شوكليت» والى جهاز «موتورولا KRZR» في التلفزيون والصحافة، أما شركة «سبرينت فتملك «إل جي فيوزيك» التي تعني «دمج اللهو والموسيقى في جهاز واحد». وسفينة القيادة بين هواتف «سينغيولار» الموسيقية هو جهاز «سينك» من «موتورولا»، رغم أن سائر الشركات الاخرى تملك هواتف موسيقية لكن الاخيرة هي الاكثر تسويقا، فهي مجهزة بشاشات ملونة لمشاهدة الفيديو، وبعضها مزود بعجلة لف شبيهة بتلك الموجودة في جهاز «آي بود». لقد باتت الموسيقى حاليا عنصر بيع مهماً، فقد ولت تلك الايام التي كانت الهواتف الخليوية لوحدها تستقطب الزبائن، كما يقول ريان هيوز مدير قسم المحتويات في شركة «فيريزون». ويبدو أن المشتركين ميالون الى الحصول على هواتف جديدة كل 13 شهرا.
موسيقى هاتفية وكان المستهلكون بطيئين في اعتماد الهواتف الموسيقية في البداية لاسباب عدة: ـ سهولة النقل: نقل الاغاني من جهاز الكومبيوتر، حيث تخزن أغلبية الناس مكتباتها الرقمية، ليس بالامر الهين دائما، إذ يتوجب بشكل عام على المستهلكين سحب ملفات الأغاني من الدليل الموسيقي في اجهزتهم الكومبيوترية واسقاطها على بطاقة ذاكرة خارجية صغيرة جدا تدعى «مايكرو إس دي»، ومن ثم ادخال هذه البطاقة في الهاتف. وكانت الشركات المقدمة لهذه الخدمات تقدم القليل من التوجيهات حول كيفية القيام بذلك.
ـ السعر: انزال الاغاني مباشرة على الهاتف يكلف أعلى من لو كان ذلك من شبكة الانترنت. ويبلغ سعر انزال الاغنية الواحدة من «سبرنت» 2.49 دولار، ومن «فيريزون 1.99دولار، مقابل 99 سنتا لو جرى ذلك من على الشبكة من متجر «آي تيونس» من أبل. كما يتوجب على زبائن «سبرينت» شراء خطط لتنظيم المعلومات التي تكلف من 15 الى 25 دولارا شهريا زيادة على فواتير الهاتف الجوال. وتقول «سبرينت» انها باعت ثمانية ملايين أغنية حتى اليوم منذ افتتاح متجرها الموسيقي في العام الماضي. وتقول «فيريزون» انها تبيع مليون أغنية في الشهر، في حين على صعيد المقارنة باعت «أبل» 1.5 مليار أغنية خلال ثلاث سنوات.
ويقول رئيس قسم الموسيقى في ياهو غولدبيرغ: إنه واثق من أن استراتيجية «سنغيولار» ستنشط الاشتراكات الموسيقية التي تخلفت وراء «آي تيونس» على صعيد العائدات. ومن شأن حملات الاعلانات المكثفة وتعطش المتسوقين للحصول على هواتف جديدة يجعل من السهل على الناس الشروع في مثل هذه الاشتراكات، كما يقول. وأضاف «ان «سنغيولار» هي شركة كبيرة لمثل هذه لخدمات ولها القدرة على الترويج، خاصة وإنه لا يتوجب شراء جهاز موسيقي مستقل للاستماع الى الموسيقى عن طريق الاشتراكات، وهذا أمر مهم جدا».
وتقوم كل من «ياهو» و«نابستر» بتقديم خدمات انزال غير محدودة من الشبكة كجزء من خططهما الشهرية الخاصة بالاشتراكات. وتزول الاغنية وينفذ مفعولها اذا لم يجر تجديد الاشتراكات. أما الاغاني التي تباع في «إي ميوزيك» فهي غير محمية الحقوق ولا ينفذ مفعولها. وتتراوح اسعار أغلبية الخدمات بين 0 و15 دولارا شهريا.
ويقول كريس أمبروزيو المحلل في «ستراتيجي أناليتيكس»: إن الناس في آسيا يستمعون الان الى موسيقاهم على هواتفهم الجوالة أكثر بكثير من الاجهزة الموسيقية الخاصة بذلك. وهو لا يرى مانعا من أن لا تنتقل مثل هذه العدوى الى الولايات المتحدة الاميركية.وان كانت ثمة شركة تدرك أهمية الشعبية العالمية للهواتف الموسيقية فهي شركة «نوكيا» التي مقرها فنلندا والتي ستبيع على نطاق العالم 80 مليون جهاز قادر على إسماع الموسيقى قبل نهاية العام الحالي، استنادا الى نائب رئيس الشركة بيل بلومر. ولـ «نوكيا» طرز عديدة متطورة لم تتوفر بعد في الاسواق الاميركية مثل «إن 91» الهاتف المكتمل المزايا المجهز بقرص صلب سعة 8 غيغابايت الذي يكفي لاستيعاب أكثر من ألف أغنية. ويباع الجهاز هذا حاليا بمبلغ 599 دولارا في أوروبا وآسيا.
ويتوقع أمبروزيو أن تملأ الهواتف الموسيقية كل الامكنة كما تفعل الهواتف المزودة بكاميرات الآن، ولكن من دون مقارنة ذلك بالجودة، لكون نادرا ما تستخدم هذه الكاميرات، لأن نوعية صورها رديئة جدا. أما صوت الموسيقى في هذه الاجهزة فهي بجودة موسيقى «آي بود»، كما يقول أمبروزيو الذي أضاف أن مالكي أجهزة «آي بود» لن يتخلوا عنها مقابل الحصول على الهواتف الموسيقية، لكن المزيد من المستهلكين سيستمعون الى الموسيقى عبر أجهزة الهاتف، لكون قاعدة المستمعين الى الموسيقى العفوية والفورية هي أوسع بكثير من غيرها، وهؤلاء هم الذين سيشترون الهواتف الموسيقية. وبعد.. فإنه تماما مثل المحفظة والمفاتيح فإن الهاتف الجوال هو الجهاز الوحيد الذي لا ينساه الجميع في البيت عندما يغادرونه.
مواقع النشر (المفضلة)