[align=center]رأيت نفسي في الحلم اداعب نسمةً عابرة فأمسكت بزمام القلم لأكتب نصف خاطرهـ طابور صباحي في مدرسة الحب عملية غرامية في مستشفى أمراض القلب مشاكسة عواطف في متاهة درب خربشة أطفال في كثير من اللعب . كل هذا في الحلم أيضاً فاستنتجت أن كل هذا هو تعريف الهذيان . أما في الواقع فذاك شيئاً آخر اسمى من عناق الحبيب للغيم وأحلى من اشتياق الهائم لهمس الريم . مطاردة الضباب ومحاربة الهضاب وسب وشتم وعتاب واختلاط فتيات وشباب ومصالحة للأغراب ومعاداة للأقراب . وانين وحنين في كتاب ومعاشرة وهم وسراب . كذلك هو هذا هذيان . بيد ان هذياني هو انتي فالجميع ذهب وبقيت اخاطب نفسي في حجرة الصراحة بسؤالً قيد لساني وانطويت تحت سطوته فانهال بسياطه يجلدني ويقول من انت ؟ ويكررها ؟ وانا صامت ! . اتذكر اياماً كانت حافلة بكل جميل فيها ليالي غزليه واوقات رومانسية انطقت فم الزمان واسمعت كل بيان . أياماً طوت ما بداخلها من لحظات سرمدية ودقايق معدودةً وهمية . اتذكرك وأنا بين يدي الماضي فاحوُل نبراته إلى مستقبل زاخر لابني جدار الحاضر وادفن حاجز الامس المتآخر . فنحن ابناء امس وقبل غداً نحن الجيل الذي لا يفنى حبه ولا يموت قلبه ولا ينسد هواء دربه . نحن من عشقنا زهرة البنفسج بعد ان كانت شوكة الحنظل المزعج . نحن من قبلنا بد السحاب وارتشفنا من شفة السراب . حتى كوُنا خلطة عفوية تداوي القلوب الشقية وتطرد الافكار الوهمية من على هرم اليأس ومن ضمير باهت حسُاس يحمله جميع الناس الا وهو الوسواس . كل ما قلته وانا مستلقى على وسادة الصراحة انظر للنجوم فاتأمل إشراقتها واكلم السماء فاخاطب أناقتها . نعم هي معادلة مستحيل حلها وهي حروف متشابكة لا يتوافق فكها لكنها محاولة جميله تمشي على سطر الأمان حتى تصل إلى نفس الزمان والمكان . فأنتي يامن سافرتي إلى مملكة السعادة حتى اصبحتي سفيرة الغرام هناك . انتي ياقبطانة البحر ويانسيم السحر فأنتي محرم ورجب وصفر بل أنتي كل الأشهر فلا يوجد يوماً في ذاكرتي يخلو من نبرات صوتك ولا من عبرات همسك . إنتي ارجوحة طفلي الذي لا يزال يقبع في أيامه الأولى وإنتي شبابي الذي على يد الزمان أستولى بل أنتي عمري الذي أعيشه في لعبه وهيامه وطيشه . تطيرين على رفه وجناحه وريشه . وانتي الذي تبنى بنيتي على قوائم وفاءك ولبنات صفاءك وقواعد هواءك . عذراً فلقد استلهمت الشعر واسترسلت النثر وشطحت كثيراً بالعبر ولكنه الشوق وجفون الموق أرغمتني على البوح عما يمليه عليه حواسي وينفذه قاربي والمراسي وهو الحلم الذي بداخلي طيلة كتابتي لهذه الخاطره . فلست أعلم هل اتصف بمن يهذي بحبيبته أم اكنى بمن يعشق واقعه في قلب معشوقته . ولكن الحكم لكم والسيف بيدكم وساحة الموت أمامكم فلكم خيار البقاء لاعيش أو الموت لارتاح بين جنبات النعش ........
8/11/1427هـ .[/align]
مواقع النشر (المفضلة)