(( دمـــــوع البـحـــر )) بقلم / دمع الزهر ..
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي أعضاء الزين الشامخ ..
يسعدني أن اقدم بين يديكم محاولتي المتواضعة ..
كتبتها قبل فترة من الزمن ولم أشأ أن أتركها حبيسة الأدراج ..
راجية منكم مساندتي بالنقد الهادف..
فإليكم أولى نبضات قلمي في بحر الحكايا ..
(( دمــوع البـــحـــر ))
على شاطئ البحر كنت أتأمل أمواجه واستنشق نسماته ..
اليوم يوم عيد هناك أطفال يلعبون وشباب يتسامرون وفتيات يتسابقن ويمرحن .
ذهبت بي ذاكرتي إلى يوم ذلك العيد عندما كنت طفلة ، كنت ألعب معه هنا وعلى هذا الشاطئ ،
حيث كان عمري لا يتجاوز الخامسة وكان هو في التاسعة عشر من عمره .
كان للعيد بصحبته مذاقه الخاص .. يصطحبني معه عند خروجه فاسعد بصحبته
يحملني بين ذراعيه فاشعر بالأمان وأنا على صدره بل أحيان كثيرة كنت أغفو بين أحضانه ..
كنت طفلته المدللة ، اشتاق إليه كما يشتاق إليّ ..
وعندما أراه اجري إليه مسرعة ببراءة الطفولة ليحملني ويقبلني ويجلسني على حجره ..
كان يناديني بـ ( أميرتي ) ..و الكل كان يضحك مني عندما يرون تعلقي الشديد به .
كانت تلك هي طفولتي معه .
بالطبع لم يستمر ذلك الحال على وضعه .. فعندما بلغ عمره الـ23 سنة سافر ليتم دراسته خارج المملكة .
في بداية الأمر حزنت كثيراً وبكيت بكل براءة الطفولة لابتعاد شخصِ تعلقت به واعتدت عليه .
في تلك الفترة انتقلنا إلى مدينة أخرى بحكم عمل والدي حيث لم تسمح لي الظروف بأن ألتقي به حتى في حين عودته لقضاء أوقات عطلته .
وسرعان ما نسيت التفكير به كأي طفلِ نسي ما فقده بسرعة ما تعلق به .
وحينما عدنا إلى مدينتنا ، دخلت المرحلة الثانوية وأصبحت كأي فتاة تعج أنوثة ومرح وحب للحياة .
كنت أفوق من في سني ذكاءً وجمالاً ، حيث كان الكل يشهد لي بهذا ..
ورغم هذا لم يتملكني شيئاً من الغرور كأي فتاة يمتلكها الغرور عندما يطري
أحدهم جمالها أو ذكاءها .. بل كنت في كثير الأحيان أخجل من الغلو في مديحي .
في ذلك اليوم بينما كنت أمارس هوايتي أحاول نظم بعض الأبيات لأتم قصيدتي
---- / يا إلهي لما دائماً أترجم إحساسي وافشل في الوزن !.
( بينما كنت غارقة في التفكير .. يرن هاتفي )..
---- / نعم .
الطرف الآخر / السلام عليكم .
---- / وعليكم السلام .. تفضل .
الطرف الآخر / ألم تعرفيني ؟
---- / اعذرني لا وقت لدي لأضيعه معك .
( وأغلقت الهاتف .. وسرعان ما عاود الاتصال )
---- / من أنت ؟ وماذا تريد ؟
الطرف الآخر / عفواً كيف حالها أميرتي ؟
( حينها أصابني الذهول و الدهشة من تلك المفاجأة )
---- / (أميرتي ) !!! .. يا إلهي من بندر ؟!
بندر / ( والفرح يعج من صوته ) نعم أنا بندر ابن عمك .
( عندها رميت بقلمي على تلك الأوراق .. واعتلت شفاهي ابتسامة لا أعرف سببها )
---- / كيف حالك ؟ ومتى أتيت ؟ ومن أين لك رقم هاتفي ؟
بندر / ( وهو يضحك ) على رسلك يا فتاة ما كل هذه الأسئلة ؟!
أتيت صباح هذا اليوم و...
( وسرعان ما قاطعت حديثه )
---- / ولما أنت تتصل بي الآن ؟
( سكت لبرهة ثم قال : )
بندر / لا شيء فقط كنت أريد أن أعلمكِ بأني أنهيت دراستي ورجعت من سفري
حاملاً شهادتي .. وأعتذر إن كنت قد تخطيت حدودي باتصالي .
---- / لا .. لا عليك سعدت بسماع صوتك .. وسأعلم الأهل بوصولك .
بندر / مع السلامة .
( أغلقت الهاتف .. وتساءلت ترى ما سر اتصاله بي ؟ وما دخلي أنا بنجاحه و وصوله ؟! ..
رميت بهاتفي على وسادتي ورجعت لقلمي وأوراقي متجاهلةً ما حدث ..
وضعت رأسي على تلك الأوراق ولم أصحو إلا على طرق باب غرفتي .
يـــــتــــــبــــــع ...
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)