النبتة الخجولة
هذه النبتة حساسة جداً لدرجة أنها تتجاوب مباشرة مع أي محاولة للمسها أو الاقتراب منها أحياناً فتغلق زهرتها عند تعرضها للمس تذكروا أنها ليس لها دماغ أو جهاز عصبي فكيف تدرك وتشعر ومن ثم تتجاوب حسب الحالة بسرعة كبيرة؟
جميعنا يعلم أن النباتات كائنات حية تتغذى وتطرح الفضلات وتتكاثر لكن في الوقت الذي أنت تمشي فيه على العشب وتضرب الشجيرات بالعصا أو تكسر أغصان الأشجار أو تقطف وردة أو غيرها من أعمال، هل خطر لك يوماً أن النباتات قد تكون كائنات ذكية لها شعورها وقدرات إدراكية متطورة. لم يخطر أبداً في بال أي عالم مختص بالنباتات أن يقوم يوماً بفحص مدى الوعي الذي تتميز به النباتات بسبب نظرتهم المختلفة للحياة، فلم يحاولوا حتى التفكير بإمكانية تمتع النباتات بالشعور والإدراك الذي هو نفس مستوى الإنسان إن لم نقل أكثر.
هناك عبارات يرددها العلماء دوماً النباتات ليس لها أدمغة فكيف يكون لها عقل في الحقيقة لا نعرف كيف يكون لها عقل أو أين يوجد، لكن أثبتت التجربة وجود ذلك العقل مليون بالمئة.
بقيت عقيدة أرسطو عن النباتات بان لها أرواحاً لكن ليس لها شعور أو أحاسيس سارية المفعول حتى القرن الثامن عشر، إلى أن صرح كارل فون لين المؤسس الأول لعلم النباتات، بان النباتات لا تختلف عن الحيوان والإنسان سوى في عدم قدرتها على الحركة. وكان أول من تطرق لفكرة أن النباتات عاقلة من بين المجتمع العلمي البروفسور الألماني "كوستاف ثيودور فتشنر" وكان ذلك في العام "1848" حيث نعته حينها الكثيرون بالأحمق لأنه تجرأ واقترح بأنه يجب على الناس أن يتحدثوا مع نباتاتهم من اجل مساعدتها على النمو.
في كتابه "نانا" شرح فتنشر حقيقة أن النباتات قريبة التشابه فكرياً بالبشر وان لها أنظمة عصبية مركزية ولها شعور مرهف لذلك فعلى الناس أن يتواصلوا مع نباتاتهم عن طريق التحدث إليها باستمرار.
بعد مرور أربعة وثلاثين عاماً على كتاب فتشنر شارلز داروين كتابه "قدرة الحركة عند النباتات" وذكر فيه أن النباتات لها صفات متقاربة مع الحيوانات وأثبتت أن النباتات المتسلقة لديها القدرة على الحركة بحرية وأضاف بالقول أن النباتات تظهر هذه القدرة فقط عندما تجد هذا ضرورياً ويكون ذلك في مصلحتها.
وبعد ذلك بسنوات نشر لوثر بوربانك باحث في العلوم الإنسانية كتاب "تدجين النباتات الإنسانية" وقال فيه أن النباتات قد لا تفهم الكلمات التي نقولها ولكنها تستوعب بشكل تخاطري ما نقوله.
هناك نوع من الأشجار المعروفة في إفريقيا والتي يبدو أن أوراقها هي طعام مفضل عند الزرافات لكن الغريب في الأمر هو أن لديها حساسية خاصة تجاه الحيوانات، فعندما تقترب منها مجموعة من الزرافات وتبدأ بالتهام أوراقها يتحول طعم الأوراق خلال ربع ساعة إلى طعم مر مثل العلقم فتنفر منها الزرافات وتذهب بعيداً لكن الأغرب من ذلك هو أن الأشجار المجاورة التي تتواجد على بعد كيلو متر تقريباً من الشجرة المعينة يتحول طعم أوراقها إلى مر أيضاً، فتضطر الحيوانات إلى الانتقال إلى مكان آخر بعيد جداً.. هل هذا تخاطر..أم وعي نباتي أم الاثنين معاً؟.
الموسيقى وتأثيرها على النباتات؟
نبات آكل للحوم يلتهم ضفدعاً
في الخمسينيات أعلن عالم النبات الهندي الدكتور سينغ من جامعة "آناماليل" في الهند أن النباتات تتأثر بالموسيقى حيث انه يمكن أن تلعب دوراً مهماً في عملية النمو عند النباتات أقيمت عدة اختبارات لمعرفة أي نوع من الموسيقى هي مناسبة لمزاج النباتات وفي العام 1970 قام الطبيب جورج ميلستاين بتوزيع أول اسطوانة موسيقية بعنوان "موسيقى لنمو النباتات" وأكد أن عملية سماع النباتات لألحان معينة قد تساعد في تسريع نموها أضعاف المرات. إذاً هناك طاقة حياتية وقدرة كونية تحيط بالكائنات الحية بما فيها الإنسان وهذه الوحدة الكونية هي التي تؤدي إلى وجود حساسية متبادلة تجعل هذا التواصل بين النباتات والإنسان ممكناً وليس هذا فقط بل تمكن النباتات أيضاً من حفظ هذه العلاقة في ذاكرتها، تستطيع النبتة معرفة أي نوع من النمل الذي يسرق رحيقها فتغلق المنافذ المؤدية للرحيق عندما تشعر بوجود هذا النوع من النمل في الجوار، وتنفتح عندما يوجد كمية كافية من الندى على ساقها مما يشكل عقبة في عملية تسلق النمل.
نبات آكل للحوم
نبتة تدعى "الفينوس" آكلة الحشرات هذه الورقة المؤلفة من جزأين متشابهين لفكين ذات أسنان تبدو هذه الورقة في البداية مكاناً آمناً وجذاباً لهبوط الحشرات أو الكائنات الأخرى لكنها في الحقيقة ليست سوى فخ محكم يستحيل الإفلات منه، يظهر في الصورة ضفدع مسكين زلت قدمه بالخطأ إلى هذا الموقع المميت بعد أن أصبح في الموقع المناسب فتقوم النبتة بإطباق فكيها بإحكام
غابة خضراء
ويصعب عليه الإفلات بسبب الأشواك المتشابكة التي أمسكت به من الجانبين تقوم بعدها النبتة بالتأكد من وجود مادة البروتين في جسم الفريسة عن طريق أعضاء حسية خاصة، وإذا نجحت في اكتشاف هذه المادة تحكم قبضتها على الضفدع ثم يبدأ سائل يحتوي على أنزيمات هضمية بالتدفق وتبدأ عملية هضم الفريسة.
نحن لسنا وحدنا
هل تعود أهمية الأحراش والغابات إلى كونها مصدر الأكسجين فقط لا بد أننا نلاحظ الفرق بين السير في ارض جرداء والسير بين الأشجار لقد شعر به المتأملون والمتصوفون والأدباء والموسيقيون وغيرهم من مبدعين جميعهم اجمعوا على أن هذه البيئة مناسبة لأعمالهم الفكرية المختلفة.. هل يمكن أن تكون هذه الكائنات مصدر الإلهام أيضاً.
جميع الشعوب الفطرية البدائية التي لا زالت تعيش بانسجام تام مع الطبيعة مثل هنود أمريكا الشمالية وهنود الأمازون وسكان استراليا الأصليين وغيرهم من الشعوب الذين في طريقهم إلى الانقراض تقوم تعاليمهم التقليدية على تشجيع أبنائهم على احترام الطبيعة والتواصل معها وربما هذا هو السبب وراء حقيقة المعجزات والمقدرات الخفية التي يظهرون بها.
مواقع النشر (المفضلة)