«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»[align=center]نبيل فهد المعجل

زميلي بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وأغنى أثرياء العالم وأحد رواد تقنية المعلومات له عندي معزة (بتشديد الزاي) والسبب تشابه اسمينا فبيل ونبيل لا يفرق بينهما سوى حرف نون النسوة ويمكن القول بأن الفروقات بيننا شبه معدومة فأعمارنا متقاربة وكلانا درس تقنية المعلومات وإن كان زميلي بيل لم يكمل دراسته الجامعية فهذه تحسب لي نقاطا في الأفضلية!!!



قرأت خبراً قبل عدة أيام عن زيارة زميلي بيل كمتحدث رسمي لمنتدى التنافسية الدولي الأول بالسعودية في 8 نوفمبر 2006 وأيضا للإطلاع على التطور الكبير في مجال إستخدامات تقنية المعلومات!!! إستغربت بأن الزيارة لن تتجاوز 10 ساعات وهي بالمناسبة من أطول الزيارات التي يقوم بها بيل جيتس. سرعان ما ذهب إستغرابي أدراج الرياح عندما علمت بأن المكتب الخاص لزميلي بيل هو الذي وضع برنامج الزيارة ولا أزيد!!



سبب لي قراءة هذا الخبر العديد من الكوابيس الليلية ورجوت الله بعد إستيقاظي بعدم حدوثها على أرض الواقع. حلمت بأن المكتب الخاص لزميلى إتصل بي موضحا بأنه سيأتي قبل موعد وصوله بيوم واحد ولا يريد أن يعلم المنظمون بالأمر حتى لا يفسد جدول الأعمال وطلب مني أن أستقبله بالمطار. ماهذه الورطة؟ الرجل هنا في زيارة عمل والإطلاع على التطور التكنولوجي الكبير هنا ولا بد من الظهور بشكل يعكس عكس الواقع!!!



توكلت على الله وذهبت الى المطار وانتظرته في المكان المخصص للإنتظار. وامتد الإنتظار الى ثلاث ساعات والزميل لم يظهر بعد. وعلمت بان سبب التأخير هو الحبر الخاص بختومات الجوازات منتهي. وجميع من بصالة الوصول بانتظار فرج وصول المؤنة من المركز الرئيسي. حمدت الله أن تعطل الحاسب الآلي الدوري والمزمن لم يأخذ دورته أثناء وصول بيل والا لأخذ فكرة وافية عن التطور الكبير من أول دقيقة. خرج زميلي بيل من باب المطار وهو متعب قليلا من طول الإنتظار وقلت له "مشي حالك يا بيل" فمشى حاله!!



أبدى رغبته بمرافقتي في برنامجي اليومي المعتاد، قائلا انا كلي شوق لمعرفة الحياة اليومية للسعوديين"، إنتابتني قشعريرة وحاولت ثنيه عن مطلبه مذكرا إياه بفوائد الجلوس في الفندق ولكنه كان مثل زميله عنيدا بعناد سبعين ثورا. كان في برنامجي لهذا اليوم مراجعة بعض الدوائر الحكومية وشراء بعض لوازم الكمبيوتر وزيارة خاطفة لدولة البحرين عن طريق جسر الملك فهد وغيرها من الإمور الضرورية.



ركب معي واسترعى إنتباهه الى أن قيادة السيارة هنا تختلف عن الولايات المتحدة وألمانيا حيث أنك تجد في أميركا إشارات للسرعة القصوى في جميع الشوارع بينما لا تجدها في الطرق السريعة في ألمانيا ولا تجدها هنا مطلقا!! فقلت له "مشي حالي يا بيل" فمشى حاله!!!



وصلنا سالمين الى احدى الدوائر الحكومية وسألني بيل عن السبب في تسميتها بالدوائر فقلت له إصبر وستعرف بعد قليل. بعد عدة ساعات من اللف ومراجعة جميع أقسام الدائرة الحكومية واخذ توقيع من هذا وتكرار طلبي الى العشرات من الموظفين فقد خرجت من هذه المعمعة بنصف منتهي من المعاملة وعندها سألت بيل إن كان عرف الآن لماذا سميت بالدوائر ولم يجب، فرأسه الدائر كان جوابا كافيا!! فقلت له "مشي حالك يا بيل" فمشى حاله!!



ذهبنا مباشرة الى إحدى أسواق الكمبيوتر. وتذمر من الباعة الذي يبيعون منتجات مقلدة من شركته ماكيروسوفت برخص التراب وتوعهدهم برفع دعوى قضائية عليهم وبالسجن وطلب مني أسم الجهة المعنية لتقديم الشكوى وقلت له "الجهات المختصة، مشي حالك يا بيل" فمش حاله!!



وفي طريقنا استرعى إنتباهه عدة بنايات قديمة فهو مثل غيره من الغربيين يتسمرون أمام كل شئ قديم ظنا منهم أنها إحدى الآثار القديمة. وأصابه الذهول عندما علم بأن هذه الآثار ماهي إلا مكاتب لإحدى الجمعيات الخيرية وبجانبها مدرسة إبتدائية للبنين!!! رق قلب زميلي بيل لحالهم وطلب مني تزويده بمعلومات عن الجمعية والمدرسة وأرقام حساباتهم في البنك والشئ المفرح والملفت للنظر أنه لم يزر السعودية إلا بعدما حول نشاطه للأعمال الخيرية. فقلت له "مشي حالك يابيل" فمشى حاله!!



أراد بيل أن يتصفح الإنترنت. فذهبنا الى احدى مقاهي الإنترنت وبعد جهد جهيد ظهرت صفحة البريد الخاصة به ولكن عندما أراد تصفح بعض المواقع الاخرى ظهرت له الصفحة المفضلة لحراس الفضيلة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا (لاحظوا علوم وتكنولوجيا) "إن تصفح هذه الصفحة غير مسموح به" وقلت له "مشي حالك" فمشى حاله!!



ونحن في طريقنا الى دولة البحرين عن طريق جسر الملك فهد قمت بشرح منظومة دول الخليج والتقارب الديني والسياسي والإجتماعي بين الشعوب وليتني لم أفعل فقد شاهد بأم عينيه في هذا الجسر كتل إسمنتية وبشرية من جمارك وجوازات ونقاط تفتيش تناقض كل ماشرحته له هذا بخلاف خلل بسيط في الحاسب الألي أضطررنا بسببه الانتظار أقل من 3 ساعات ولله الحمد. بعد كل هذه المعاناة سألني عن سبب ذهابي للبحرين فأخبرته بأنني ذاهب لشراء بعض الكتب والإسترخاء قليلا في إحدى المقاهي التي لا يمر عليها بعض المتطفلين (ما غيرهم) ويخلقوا جوا من الرعب الإجتماعي. أبدى بيل إستغرابه من غباء زميله الذي يقود كل هذه المسافة الى بلد مجاور لإقتناء بعض الكتب فطلبت منه أن يمشى حاله ...... فمشى حاله!!



بعد نهاية هذا اليوم أردت من زميلي بيل أن يخبرني عن مرئياته بما شاهده فقال لي "مشي حالك يا نبيل" فقلت له "بمشى حالي ..... منذ عقود!!!"



· وللإفادة فقد تبرع زميلي بيل جيتس عام 2005 بثلث ثروته للأعمال الخيرية
[/align]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»